واشنطن تستعد لعمل عسكري كبير ضد مواقع إيران النووية

 

تاريخ النشر 13 فبراير 2005م



واشنطن تستعد لعمل عسكري كبير ضد مواقع إيران النووية



بقلم: فيليب شيرويل «صنداي تلغراف»


تعريب نبيل زلف



يعكف خبراء الاستراتيجية العسكرية في وزارة الدفاع الأمريكية في الوقت الراهن على وضع خطط للقيام بغارات جوية مدمرة تدعمها هجمات بصواريخ ذاتية الدفع منطلقة من الغواصات على مواقع ايران النووية، وذلك كحل اخير لمنع طهران من تطوير قنبلة ذرية.


وفي هذا الاطار بدأ المخططون في القيادتين المركزية والاستراتيجية بتحديد الاهداف والاسلحة اللازمة لهذه العملية وما تتطلبه من امدادات تعبوية ايضا.


بيد ان هذه الخطط، التي يجري اعدادها ورفع تقارير عنها لمكتب وزير الدفاع دونالد رامسفيلد، لن توضع موضع التطبيق العملي الا اذا فشلت الجهود الدبلوماسية المكثفة في منع جمهورية ايران الاسلامية من تحقيق طموحاتها النووية التي تزعم طهران انها لا تتضمن الا برنامجا لتطوير الطاقة الذرية لاغراض مدنية سلمية.


الا ان احتمال القيام بعمل عسكري يمكن ان يضع واشنطن في موقف معارض لبريطانيا التي تخشى على ما يبدو ان يؤدي مثل هذا الهجوم الامريكي، ليس فقط الى اندلاع شرارة عنف شامل في الشرق الاوسط، بل والى وقوع اعمال انتقامية في الغرب ثم يفشل ايضا في وقف برنامج ايران النووي.


لكن يبدو ان سيل التقارير الذي لا ينقطع وما يكشفه من عمليات ايران النووية السرية، اضافة لتهديدات الرئيس محمود أحمدي نجاد لاسرائيل، دفعت واشنطن للتفكير بالخيارات العسكرية في مواجهة هذه المشكلة.


ومن المرجح ان تتضمن الاستراتيجية العسكرية في هذا الشأن القيام بقصف جوي تنفذه قاذفات «بي ـ 2» بعيدة المدى، التي تستطيع الطائرة الواحدة منها حمل 40 الف رطل من الاسلحة دقيقة التصويب بما في ذلك القنابل المعدة لتدمير المخابىء العميقة تحت سطح الارض ومن المتوقع ان تنطلق هذه الطائرات من قواعد في ميزوري ثم يجري تزويدها بالوقود جوا.


جدير بالذكر ان ادارة الرئيس بوش كانت اعلنت حديثا عن خطط لاضافة صواريخ تقليدية ذاتية الدفع «بالستية» لترسانة غواصاتها النووية من طراز ترايدنت، ويمكن لمثل هذه الصواريخ ان تصبح جزءا من خطة الهجوم في حال توافرها.


طهران لم تقف مكتوفة الايدي هي الاخرى، فقد عملت على نشر مواقعها النووية في أماكن متباعدة من البلاد، وأقامت بعضها في اعماق كبيرة من الارض، كما عززت في الاونة الاخيرة قدرتها الدفاعية الجوية.


لكن على الرغم من هذا يعرب خبراء وزارة الدفاع الامريكية عن اعتقادهم ان الغارات الجوية الأمريكية ممكن ان تلحق اضرارا بالغة ببرنامج ايران النووي.


ويذكر ان طهران ردت على احالة ملفها النووي الى مجلس الامن بالاعلان انها ستستأنف تخصيب اليورانيوم بالكامل، مما يتيح لها الحصول على مادة يمكن استخدامها في صنع أسلحة نووية.


البيت الابيض لا يتردد في القول انه يريد حلا دبلوماسيا للمأزق القائم، الا ان الرئيس بوش رفض استبعاد الحل العسكري واكد انه لا يمكن التساهل مع طموحات ايران النووية.


وبعد ان اعلن السيناتور الجمهوري جون ماكين، الذي يستعد لخلافة بوش في عام 2008، انه يفضل ان تكون الضربات العسكرية ملاذا أخيرا، استطرد قائلا: الأمر الوحيد الاكثر سوءا من لجوء الولايات المتحدة للخيار العسكري هو امتلاك ايران للسلاح النووي.


واتخذ السيناتور الديموقراطي جوليبيرمان هذا الموقف نفسه ومن المتوقع ان يواجه الرئيس بوش ضرورة اتخاذ قرار نهائي بهذا الشأن خلال عامين.


وفي غضون ذلك، ستكون ايران قد اقتربت من الحصول على المعلومات اللازمة لصنع قنبلة ذرية، ومن غير المحتمل ان يقبل الرئيس بوش عندئذ بالخروج من البيت الابيض وايران دولة نووية.



_________



الجزيرة نت : حذر خبراء بريطانيون من شن أي هجوم جوي على المفاعلات النووية ومؤسسات عسكرية بإيران، وقالوا إنه سيقتل آلاف الأشخاص وسيشعل حربا طويلة الأمد بالمنطقة كما سيدفع طهران إلى تسريع برنامجها النووي.



وذكرت مجموعة أوكسفورد للأبحاث المختصة بقضايا التسلح أن أي عمل عسكري ضد إيران تشنه الولايات المتحدة أو إسرائيل، لا يمثل خيارا يمكن التفكير فيه مهما كانت الظروف.



وترفض الولايات المتحدة استبعاد خيار القوة، في حال رفض إيران الالتزام بمقررات الوكالة الدولية للطاقة الذرية الرامية لثني طهران عن مواصلة برنامجها النووي.



وتقول إيران إن برنامجها ذو أغراض سلمية والغاية منه هي توليد الطاقة، لكن واشنطن تتهم الجمهورية الإسلامية بالسعي لامتلاك السلاح النووي.



ويتنبأ التقرير الذي أنجزه باحثون بريطانيون بأن الهجوم الأميركي المحتمل سيتم من خلال قصف متزامن لأكثر من 20 منشأة نووية وعسكرية، بهدف شل قدرات طهران النووية والدفاعية.



وتوقع المركز -وهو مؤسسة غير ربحية- أن يسفر الهجوم عن مقتل الآلاف وضمنهم جنود وعاملون بالبرنامج النووي ومئات المدنيين.



وأضاف أن ضرب إيران عسكريا سيدفعها إلى الانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية وتسريع برنامجها النووي وتكثيف دعمها للمسلحين بالعراق ولحزب الله بلبنان، مشيرا إلى أن ذلك سيغذي مشاعر الكراهية تجاه أميركا بالعالم.



وحذر التقرير من أن التصعيد العسكري ضد إيران من شأنه أن يلقي بظلاله على دول أخرى بالمنطقة، ليعجل بالتالي بحدوث صراع محتدم كان يعتبر بعيدا.



وتعتبر تل أبيب وهي الوحيدة التي تملك سلاحا نوويا بالشرق الأوسط أن إيران أكبر تهديد لها، وقد انضمت إلى الولايات المتحدة في توجيه التهم إلى طهران بالسعي لامتلاك السلاح النووي



واعترف وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز الشهر الماضي بأن قواته كانت تحضر لعمل عسكري ضد إيران، في حال فشل القنوات الدبلوماسية لإيجاد مخرج للأزمة



وحسب أوكسفورد فإن هجوم إسرائيل الذي سيكون أقل حجما من الضربة الأميركية له أيضا انعكاسات سلبية. ودعت المجموعة إلى إيجاد بدائل أخرى لنزع فتيل التوتر بالمنطقة وتفادي مواجهة في غاية الخطورة.


التاريخ: 25/12/2006