أغلبية الشعب الأمريكي : الحرب في أفغانستان بلا جدوى ..القائد السابق لقوات الإحتلال في افغانستان : أفغانسـتان كشفت أن الناتو بلغ مرحلة الإحتضـار والتحلل وسيشهد نهايته

 

أفغانسـتان تحولت إلى محرقة للناتو كما كانت محرقة للإتحاد السوفيتي

الجزيرة نت 23 أكتوبر 2009م : أكد حلف شمال الأطلسي (الناتو) أن أفغانستان تعتبر أكبر تحد تواجهه المنظمة على الإطلاق في وقت أقر فيه جنرال سابق في قوات المساعدة الدولية على إرساء الأمن في أفغانستان (إيساف) أن الحلف لا يتوفر على إستراتيجية هناك وتواجه عملياته احتضارا.

وحذر الأمين العام للحلف أندرس فوغ راسموسن من أن ترك أفغانستان "يعني إعادة هذا البلد من جديد إلى تنظيم القاعدة مما سينشر عدم الاستقرار في وسط آسيا ولاحقا أوروبا".

وجاء ذلك في اجتماع لوزراء دفاع دول الناتو في سلوفاكيا دعا فيه راسموسن إلى بذل مزيد من الجهود لتحقيق الاستقرار والسلام في أفغانستان.

وقال راسموسن "أدرك جيدا أن هناك أعدادا متزايدة من الأشخاص الذين يتساءلون عما إذا كانت تكلفة انتشارنا في أفغانستان باهظة، أود أن أقول لهؤلاء، بكل وضوح وبلا غموض، إن التقاعس سيكلفنا أكثر بكثير".

ومن المقرر أن يبحث اجتماع وزراء دفاع الناتو في العاصمة التشيكية براتيسلافا إستراتيجية الحلف المستقبلية في أفغانستان، والقيود التي تواجهها ميزانية التكتل العسكري ونشر درع  صاروخية متطورة لحماية أوروبا من "الدول المارقة".

وفي غضون ذلك أقر الجنرال الكندي ريك هيليي، القائد السابق لقوات إيساف في أفغانستان أن الحلف لم يتوفر على أي إستراتيجية لمهمته في أفغانستان.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عنه قوله في كتاب حول سيرته الذاتية إن "أفغانستان كشفت أن الناتو يبغ مرحلة الاحتضار، والتحلل، وأنه بدون عملية إنقاذ، فإن الحلف سيشهد نهايته".

وفي المقابل قال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس اليوم إنه يعمل على اتخاذ قرار فيما يتعلق بإرسال مزيد من القوات إلى أفغانستان.

وأضاف في تصريحات بسول أنه سيطلع الرئيس الأميركي باراك أوباما بقراره قبل اجتماع الحلف ببراتيسلافا.

وأعلن أوباما أمس أنه قد يتوصل لقرار حول إستراتيجيته الجديدة في الحرب في أفغانستان قبل إعلان نتيجة جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة الأفغانية في السابع من نوفمبر/تشرين الثاني.

من ناحية أخرى بدأت في أفغانستان التحضيرات الفنية لجولة إعادة الانتخابات الرئاسية في السابع من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وقامت فرق مختصة بإشراف الأمم المتحدة بإرسال صناديق الاقتراع إلى المقاطعات الأفغانية بعدما وافق الرئيس حامد كرزاي ومنافسه عبد الله عبد الله على إعادة الانتخابات إثر إلغاء نحو ثلث الأصوات التي احتُسبت لكرزاي بدعوى التزوير

وقال عليم صديق المتحدث باسم الأمم المتحدة في كابل الأربعاء إن مائتين من أصل 380 هم رؤساء دوائر الانتخابات من اللجنة الانتخابية التي تشكلها الحكومة يجرى استبدالهم.

وبرر ذلك باكتشاف الهيئة الدولية التي تدعمها الأمم المتحدة أدلة على وقوع تزوير أو تلاعب في الأصوات.

وعلى الصعيد الميداني ذكر مسؤول عسكري أفغاني أن مروحية عسكرية تحطمت في شمال البلاد مخلفة خسائر في الأرواح لم يحددها.

ونقلت رويترز عن الجنرال مجيد قوله إن الطائرة تحطمت فوق جبال بولاية بغلان دون أن يحدد هويتها.

ومن جهتها أعلنت إيساف مقتل جندي أميركي من قوات الناتو الأربعاء جراء انفجار قنبلة جنوب البلاد.

وبذلك ارتفع عدد قتلى الجنود الأميركيين بأفغانستان –حسب تقارير إعلامية- إلى 253 منذ بداية العام الجاري

ــــــــــــ

الجزيرة نت : أشارت كريستيان ساينس مونيتور إلى أن استطلاعات الرأي الأخيرة أظهرت أن أغلبية الشعب الأميركي باتت تعتقد أن الحرب على أفغانستان ليس من ورائها أي جدوى، وأنه ليس فيها ما يستحق التضحية بأبناء البلاد. إنه ينبغي لصناع القرار بالولايات المتحدة أن يأخذوا في الحسبان آراء الشعب الأميركي الذي يتم تجاهله بين فترة وأخرى. 

وقال كاتبان في مقال لهما بالصحيفة

وأوضح كل من جاكوب برونسثر وشاليف روسمان في مقالهما أنه عادة ما يبني القادة قراراتهم بالسياسة الخارجية على مدى استعداد الشعب لدعم تلك التوجهات على المدى الطويل، وأنه يتوقع من أوباما أن يأخذ رأي الشعب في الحسبان وأن يركز تحديدا على مدى جدوى الحرب.

الجبهة الثالثة


وأضاف الكاتبان أن الشعب الأميركي بات يشكل الجبهة الثالثة في الحرب الأفغانية، وأنه ينبغي لإدارة أوباما أن تأخذ في الاعتبار أن الشعب قد لا يدعم سياستها في الحرب حتى وإن أحرزت نجاحات على المدى الطويل.

ومضى كل من برونسثر وروسمان إلى أن انخفاض دعم الشعب الأميركي للحرب يعود إلى كون أهدافها غامضة مثل بناء الديمقراطية وإيجاد الاستقرار، وأنه من الصعب قياس بعض الأهداف مثل التقليل من فرص انتشار "الإرهاب".

واختتما بالقول إنه حتى لو تفهم الشعب الأميركي تلك الأهداف الغامضة، فإنه لا يتفق مع أوباما في إمكانية تحقيق تلك الأهداف، وبشأن الفائدة المرجوة من وراء الحرب برمته.

وانتهى الكاتبان إلى أن الشعب الأميركي مل من إرسال أبنائه إلى أتون الحروب، وتعب من إنفاق المليارات على بقاع بعيدة بدعوى
تحرير شعوب تلك الأراضي التي لا ترغب بالوجود الأميركي من الأصل.


التاريخ: 24/10/2009