واشنطن تشكل “إدارة لمستعمراتها”.. «ولي الله» تهدد باستهداف سفارة الإمارات

 

الخليج الإماراتية 8 يونيو 2008م : دخل مجلس الشيوخ الأمريكي معركة جديدة مع إدارة الرئيس جورج بوش حول الاتفاقية الأمنية طويلة الأمد مع العراق، مطالباً بمثول أركان ادارته امام لجنة العلاقات الخارجية في المجلس لتقديم شهاداتهم في “جلسة سرية” حول الاتفاقية، في وقت اشرفت هذه الإدارة على الانتهاء من صياغة تشكيل إدارة جديدة مدنية تتولى شؤون الدفاع في البلاد المحتلة امريكياً، اشبه ب “ادارة المستعمرات” التي كانت لبريطانيا العظمى في زمن الانتداب، في وقت حل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في العاصمة الايرانية طهران أمس، في زيارة يلتقي خلالها عدداً من كبار المسؤولين الايرانيين للتشاور حول الاتفاقية الأمنية مع واشنطن.

وعلى الرغم من ادانة الكونجرس لبوش وادارته بتهمة خداع الرأي العام لتسويق حرب غير مبررة على العراق، فإن الرئيس الأمريكي استمر في تحدي الكونجرس ورد على خطاب مجلس الشيوخ اليه امس باعلانه في خطابه الاسبوعي بأن على اعضاء الكونجرس تمرير الميزانية المطلوبة لحربه في العراق وأفغانستان، وطالبهم بأنهم إذا ما كانوا فعلاً معنيين بموقفهم المعارض للحرب والمؤيد للقوات في الوقت ذاته بسرعة تمرير الاعتمادات المطلوبة لاسيما وان الأموال المخصصة لهذه القوات ستنفد بحلول يوليو/تموز المقبل.

 
وكان الكونجرس بأغلبيته الديمقراطية المصممة على تقليل عدد القوات بالعراق ووضع جدول زمني للانسحاب من العراق، قد بعث مساء أمس الأول (الجمعة) برسائل الى كل من وزير الدفاع روبرت جيتس والخارجية كوندوليزا رايس للمثول امام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ وتقديم شهاداتهم حول الاتفاقية الأمنية الموقعة مع العراق ومسألة القواعد الامريكية هناك وهذه الرسائل وقعها الزعماء الديمقراطيون والجمهوريون في هذه اللجنة على السواء وهم الديمقراطيان جوزيف بيدن وجون كيري، والجمهوريان ريتشارد لوجار وتشاك هيجل.
 
الرسائل التي تسبب تأييد الجمهوريين لها أصابت ادارة بوش بالصدمة لا سيما وانها احتوت على انتقادات بسبب عدم تنفيذ إدارة بوش لوعدها العام الماضي بشرح تفاصيل ما يحدث على صعيد المفاوضات حول اتفاقية أمنية مع العراق، وكذلك مسألة بناء قواعد أمريكية دائمة بالعراق، حيث أوضحت زعامات الكونجرس بصراحة وبحسم لإدارة بوش اعتراضها على مدى الالتزامات الأمريكية مقابل بقاء القوات الأمريكية في العراق ولو الى الأبد، خشية أن تورط الولايات المتحدة نفسها بالدفاع عن العراق. وفيما تعتزم لجنة القوات المسلحة بالكونجرس التدخل لوضع بنود تلزم أي إدارة أمريكية بعدم تمرير أو اتخاذ قرارات بشأن القوات الأمريكية بالعراق، أو أية التزامات دفاعية عن العراق من دون الحصول على موافقة الكونجرس. ورأى البعض الآخر ضرورة مواجهة بوش وإدارته لئلا يورطا البلاد بسياسات طويلة المدى، أو التزامات لسنوات طويلة مقبلة بينما هو على وشك مغادرة البيت الأبيض. ووصل الأمر الى حد مطالبة الكونجرس لإدارة بوش، لا سيما وزيري الدفاع والداخلية، بالحضور والامتثال لسماع شهادتيهما والرد على الأسئلة المطروحة وذلك في جلسة سرية مع إلزام هذه الإدارة بإرسال صياغة آخر المسودات للاتفاقية الأمنية، مع الالتزام بعرض المسودة النهائية على الكونجرس ومن ثم موافقة الأخير قبيل توقيع الإدارة الأمريكية لها.
 
يأتي هذا في الوقت الذي دخلت الإدارة الأمريكية في عملية الانتهاء من صياغة تشكيل لإدارة جديدة مدنية تتولى شؤون الدفاع المدني في البلاد المحتلة أمريكياً، وهو تطور خطير وأشبه ما يكون بتكوين “لإدارة المستعمرات” على شاكلة الإدارة أو (الوزارة) التي كانت لدى بريطانيا العظمى إبان حقبة المستعمرات لدى الامبراطورية التي كانت لا تغيب عنها الشمس.
 
وأعلن ستيف هادلي مستشار مجلس الأمن القومي الأمريكي أثناء حضوره احتفالات “معهد السلام الأمريكي” احتفالاً بتدشين مقر له ستتكلف 185 مليون دولار عن تشكيل هذه القوات بدعوى مساهمتها في بناء مؤسسات الحرية وتقديم مساعدات للقادة المحليين.
 
وستكون نواة قوات “ردود الفعل المدنية” هذه 250 خبيراً واستشارياً مدنياً قادرين على الذهاب في أي وقت والى أي مكان في غضون 48 ساعة، إضافة ل 2000 موظف حكومي تكون لدى واشنطن القدرة على تعبئتهم في غضون ستين يوماً، إضافة ل 2000 خبير مدني متعاقدين (مرتزقة) غير حكوميين يكونون حاصلين على تصريحات أمنية رفيعة ومدربين على مستوى عال للتحرك وبسرعة. ومن المتوقع أن يكون لدى هذه القوات الجديدة القدرة على ما يسمى ببناء مؤسسات الحرية ومساعدة القادة المحليين - في الدول المحتلة - لكي يفرضوا حكم القانون وحيث ستكون من مهام هذه القوات تكوين نظام يتضمن قضاة ومدعين عامين ومحققين ومهندسين مدنيين “لإعادة بناء البنية التحتية”، وتطوير نظم عدالة اجتماعية، وكذلك مدرسين وخبراء صحة عامة وكفاءات مدنية موجود أعداد منهم في الوكالات الحكومية ولدى القطاع الخاص الأمريكي من القادرين على العمل في بيئات خطرة، وفي التعاون مع القوات الأمنية سواء كانت قوات تابعة للدول المعنية “المحتلة” أو مع القوات الأمريكية أو مع قوات حفظ السلام أو قوات حلفاء الولايات المتحدة وشركائها.
 
وكان الكونجرس الأمريكي قد قام أمس بإبلاغ إدارة بوش قلقه على وضعية 140 ألف جندي أمريكي في العراق، وأيضاً عشرات الآلاف من المتعاقدين المدنيين الأمريكيين، حيث ستبقى أعداد كبيرة من هؤلاء إذا ما حدثت إعادة انتشار أمريكي يطلق عليه أحياناً انسحاباً
***

الدوحة، بغداد، وارسو - د ب ا، يو بي آي، ا ف ب، رويترز - 8 يونيو 2008م  هددت جماعة «ولي الله» الشيعية، المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، ومقرها العمارة جنوب العراق، بأنها «ستستهدف سفارة الإمارات في حال تم تنفيذ ما اتفق عليه الجانبان العراقي والإماراتي بفتح سفارة في بغداد وتسمية سفير خلال الأيام المقبلة».
ونقلت صحيفة «العرب» القطرية، امس، عن العقيد حكمت علي الناصي، ضابط الشؤون المدنية في غرفة التنسيق المشترك في منطقة الكرخ في بغداد، أن «التهديد بضرب سفارة دولة الإمارات صدر الخميس في مدن الديوانية والبصرة والعمارة وإحدى ضواحي بغداد الشرقية ذات الغالبية الشيعية». وأشار الى ان «الجماعة ستستهدف السفارة والقائمين عليها في غضون الأسابيع الأولى من افتتاحها نتيجة أنها كانت ترعى الإرهاب السلفي وتتخذ مواقف متشددة حيال الشيعة وكونها الصديق الوفي للولايات المتحدة».
وأوضح أن «المنشور، الذي وزع بالعشرات في تلك المناطق وطبع بخط اليد ويحمل توقيع جماعة ولي الله الشيعية المسلحة التي تؤمن بولاية الفقيه أشار إلى أن حكومة الإمارات ستخرج بما تبقى لها من موظفين في السفارة حال افتتاحها مكسورة كما خرجت مكسورة بمطالبتها بجزرها الثلاث من جمهورية إيران الإسلامية في مؤتمر وزراء الخارجية العرب في أربيل شمال العراق».
الى ذلك، بدأ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أمس، زيارة لطهران حيث يجري محادثات حول الامن والاقتصاد والمياه. وقال الناطق باسم الحكومة علي الدباغ ان المالكي «غادر الى الجمهورية الاسلامية الايرانية حيث سينقل رؤية العراق في رفضه لان يكون ممرا او مقرا للاعتداء على دول الجوار».
من ناحيته، بحث الرئيس جلال طالباني مع المبعوث التركي الخاص إلى العراق مراد أوزجليك في بغداد، «سبل تطوير العلاقات الثنائية وتكثيف الجهود والعمل المشترك لجعلها طويلة الأمد بين البلدين الجارين».
ميدانيا، اعلنت مصادر امنية واخرى طبية، مقتل خمسة اشخاص واصابة اكثر من 20، أمس، في وسط بغداد وغربها في تفجيرين بواسطة سيارتين مفخختين يقود احداهما انتحاري.
وافادت بأن «انتحاريا يقود سيارة مفخخة فجر نفسه مستهدفا دورية لمغاوير الشرطة قرب ساحة النسور في حي اليرموك، ما اسفر عن مقتل شرطي ومدني واصابة ستة بينهم اربعة من الشرطة».
وفجر انتحاري نفسه عند نقطة تفتيش للشرطة في حي بعاج في الموصل، ما ادى الى اصابة 3 من الشرطة.
وأوضح الجيش الاميركي، انه قتل اربعة مسلحين واعتقل رجلين مطلوبين جنوب غربي الموصل.
وافادت الشرطة بأن قنبلة كانت مزروعة تحت سيارة انفجرت فأصابت موظفا في وزارة الدفاع وشخصين اخرين في حي المنصور في غرب بغداد.
وأعلن مصدر في شرطة الموصل، «تعرض موكب محافظ نينوى دريد كشمولة لهجوم بنيران اسلحة خفيفة قام به مسلحون مجهولون انطلاقا من أزقة ضيقة في منطقة الزنجيلي غرب الموصل بينما كان المحافظ يقوم بجولة تفقدية لبعض المشاريع الخدمية الجاري تنفيذها في المنطقة».
وأصيب خمسة جنود عراقيين بجروح في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم شمال شرقي بعقوبة.
وعثرت القوات العراقية على كميات كبيرة من الاسلحة في معقل رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في بغداد، بينها صواريخ يتم اطلاقها من مروحيات ومدفع مضاد للطائرات.
واعلن الجيش الاميركي ان القوات العراقية عثرت على مئة مخبأ للسلاح منذ 20 مايو الماضي في مدينة الصدر، حيث دارت مواجهات عنيفة لاكثر من شهر بين «جيش المهدي» والقوات العراقية والاميركية.
واكد في بيان ان المخابىء عثر عليها خلال «عملية السلام» التي انطلقت لملاحقة المسلحين بعد التوصل الى اتفاق بين الحكومة والتيار الصدري. وافاد بأن «كميات كبيرة من الاسلحة عثر عليها في المخابىء اهمها 114 عبوة ناسفة محلية الصنع و60 عبوة ناسفة خارقة للدروع، اضافة الى عتاد وصواريخ وقنابل يدوية، واسلحة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة وكميات من مواد شديدة الانفجار».
كما أعلن الجيش الاميركي ان الشرطة العراقية والقوات الاميركية استولت على مخابئ الاسلحة وقتلت مسلحا أول من امس في شمال غربي بغداد.
كما عثرت قوات الامن العراقية على رفات اربعة اشخاص وحقيبتين مملوءتين بالعظام البشرية في مركز سابق للمخابرات العسكرية في بلدة الوحدة جنوب بغداد.
وفي وارسو، اكد وزير الدفاع البولندي بوغدان كليتش، أمس، ان القوات البولندية المنتشرة في العراق ستنسحب في اكتوبر المقبل.
وقال لاذاعة «ار ام اف» البولندية: «في آخر يونيو سأنقل الى العراقيين مسؤولية كامل محافظة الديوانية. سيكون هناك احتفال مهم يضع حدا لمسؤوليتنا عن هذه المنطقة».


التاريخ: 09/06/2008