بدل الدعوات المشبوهة إلى وحدة الأديان وخطابات الإنبطاح والإنهزامية ..سياسيون ونشطاء يطالبون بـ "تحالف دولي" لمواجهة الهيمنة الصهيونية - الأمريكية على العالم

 

وكالات ـ دعا مثقفون وسياسيون عرب إلى تشكيل تحالف دولي يضم حركات وجماعات المقاومة والممانعة في مواجهة المشروع الصهيوني الأمريكي على مستوى العالم والدول الرافضة لهذا المشروع، وحذروا من أن استمرار الخلافات الفلسطينية الفلسطينية سيؤثر بالسلب في القضية الفلسطينية، ويحولها من قضية تحرير إلى مجرد مطالب بفك الحصار عن قطاع غزة، واصفين محاولات التسوية بالعجز والهشاشة في الإرادة.
وقال النائب الأول للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر د. محمد حبيب أمام ندوة الصراع ضد الصهيونية التي أقيمت بنقابة الصحافيين على هامش المؤتمر السادس للحملة الدولية لمناهضة الاحتلال الصهيوني الأمريكي إن المشروع الأمريكي يستهدف تقسيم المنطقة إلى ما وصف بمحوري “الاعتدال والتطرف” وإن الولايات المتحدة تستعين بمحور الاعتدال في مواجهة سوريا وإيران والحركات المقاومة في الوطن العربي. مشيرا إلى أن السياسة الأمريكية تقوم على تصدير الهلع والخوف من إيران إلى جيرانها العرب، منتقدا عدم وجود مشروع عربي إسلامي في مواجهة التدخلات الأمريكية في المنطقة. وأضاف أن المقاومة في العراق وفلسطين ولبنان تدافع عن المقدسات والأراضي وكرامة الأمة وتشكل حائط صد أول في مواجهة المشروع الصهيوني الأمريكي، مشيرا إلى أن الصواريخ التي تخرج من فلسطين كان لها أثرها في إحداث الفزع والرعب داخل “إسرائيل”، رغم وصف البعض لها بأنها مجرد “لعب أطفال” ورغم أيضا مفارقات توازن القوى بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني.
ودعا حبيب الحكومات العربية إلى التوحد والسماح لشعوبها بممارسة الديمقراطية في مواجهة المشروع الأمريكي، فيما حذرت د. غادة كرم الناشطة الفلسطينية والمقيمة بإنجلترا من استمرار الصراع الفلسطيني الفلسطيني، لأنه قد يؤثر في مستقبل القضية الفلسطينية، منتقدة ما وصفته بالتسويات الهشة التي تهدر من قيمة القضية، وقالت إن المأساة الفلسطينية أخذت طابعا بعيدا عن الهدف الرئيسي في التحرير وتحولت إلى مجرد مطالب ب “فك حصار وإيصال مؤن وأغذية” لسكان قطاع غزة.
ومن جانبه قال القيادي بحركة حماس د. محمد حمدان إن القضية الفلسطينية بدأت بحركات مقاومة تطورت مع تطور الزمن لتشهد ميلاد منظمات مقاومة للاحتلال تهدف إلى تحرير فلسطين، وأصبح العمل فيها بشكل مؤسس، لافتا إلى أن تلك الحركات المقاومة أوقفت ما سماه مسلسل التنازلات بعد أن صارت السلطة الفلسطينية تستجدي جزءا من الأراضي الفلسطينية لإقامة الدولة الفلسطينية، وشدد على أن المقاومة عازمة على عدم التنازل عن فلسطين التاريخية من البحر إلى النهر، لافتا إلى أنه “من الممكن أن ندخل في هدنة مع المحتل ونقيم دولة على جزء من تراب الوطن وفي نفس الوقت نسعى لتحرير كامل تراب الوطن”.
وأرجع الخلافات الفلسطينية الفلسطينية إلى من يساندون الاحتلال من العرب والفلسطينيين، إضافة إلى زرع سلطات الاحتلال الفتن ووجود عملاء وسعي البعض من داخل السلطة الفلسطينية إلى الحفاظ على مصالحه الشخصية. ودعا إلى ضرورة إقامة تحالف دولي في مواجهة المحاولات “الإسرائيلية” والأمريكية لتقويض المنطقة وعزل العرب عن قضيتهم الرئيسية الفلسطينية.
من ناحية أخرى أكد القيادي بمؤسسة “النهرين للإغاثة” بالعراق محمد رشيد أن الاحتلال الأمريكي تجاوز كل التصورات الإجرامية ضد الإنسانية في العراق حيث اغتال علماءه ومفكريه وقسّم البلاد إلى أعراق وطوائف، وانتهك حقوق الإنسان بحيث تحولت الاعتقالات وعمليات الاختطاف والتعذيب إلى منهج عملي يومي وأشاع الفساد المالي والإداري ونهب الثروات الوطنية، لافتا إلى أن الذي يدفع ثمن الأعمال الإجرامية للاحتلال هم الفئات المستضعفة في العراق. ما دفع بما يقرب من 4 ملايين عراقي إلى النزوح خارج وداخل العراق.
وأضاف في ندوة حول “المأساة الإنسانية بالعراق في ظل الاحتلال” ضمن أعمال المؤتمر أن عدد المعتقلين العراقيين قارب ال 60 ألفاً من بينهم 24 ألفا داخل سجون الاحتلال الأمريكي.
ومن جانبه قال النائب البرلماني عن جماعة الإخوان المسلمين سعد الحسيني إن قوات الاحتلال قتلت ما يقرب من 5 آلاف و500 عالم ومتخصص في العراق، وقضت على مظاهر الحضارة والتاريخ في بلاد الرافدين، وأضاف أن 40% ممن تبقوا من العلماء قد نزحوا خارج العراق خوفاً على أرواحهم من الاستهداف بالقتل والاغتيال من قبل قوات الاحتلال.
ومن جانبه قال جون ريس منسق عام حزب العمال الاشتراكي في انجلترا إن ما يحدث للعراقيين من كوارث على أيدي الاحتلال يدمر الحياة الإنسانية والممتلكات في صورة وصفها بالبشعة في التاريخ الإنساني، ودعا إلى مقاومة المأساة ووقف تلك الكوارث حتى لا تنتقل إلى شعوب دول أخرى.
وقال إن احتلال العراق تم تسويقه للإدارة الأمريكية على أنه سيكون بأقل التكاليف، وقد استخدمت نصف القوات التي كانت في حرب تحرير الكويت في احتلال العراق، مضيفا أن أمريكا استخدمت نفس السياسة البريطانية السابقة حيث أشاعت الفرقة بين الدول والحركات لتتسيد هي العالم، واصفا من ساهموا في تأجيج الاشتعال الطبقي بالعملاء، وانتقد ما سماه بخطط إعادة الإعمار في العراق لإسنادها إلى آليات السوق (القطاع الخاص) الذي فشل في إعمار العراق بعد 5 سنوات من احتلاله.
وبدوره قال المفكر القومي اللبناني عمر شبلا إن المقاومة هي الأسلوب الوحيد القادر على طرد الاحتلال، وإن أي مفاوضات مع الاحتلال عديمة الجدوى ما لم يرافقها فعل مقاوم، ونفى أن يكون تنظيم القاعدة هو الذي يقود المقاومة في العراق، لافتا إلى أنها مقاومة عراقية تضم كافة الأطياف السياسية المناهضة للاحتلال، ودعا إلى ضرورة ربط المقاومة العراقية والفلسطينية واللبنانية في مشروع مقاوم ضد أمريكا وأذنابها.
الى ذلك، قال “خفير كوسيو” شقيق أول صحافي اغتيل بالعراق أثناء الاحتلال “جوسيه كوسيو” إن اغتيال شقيقه جعله يدرك أن الصحافيين بالعراق تعرضوا للإبادة، لافتا إلى أن قوات الاحتلال استهدفت الصحافيين الذين عملوا خارج نطاق قوات الاحتلال والذين لم يخضعوا لتوجهاتها حيث وصل عدد الصحافيين الذين اغتيلوا إلى ما يقرب من 300 صحافي بينهم 200 من الصحافيين العراقيين، واصفا الاغتيالات بأنها كانت تهدف إلى إخفاء المجازر التي يتعرض لها الشعب العراقي عن الرأي العام العالي

التاريخ: 01/04/2008