حقيقة قناة الكوثـر الشيعية

 

سني نيوز : الهيثم زعفان : على مدار ما يقرب من عام كامل قمت بتحليل محتوى الفضائيات الشيعية الناطقة بالعربية والموجودة على القمرين الصناعيين النايل سات والعرب سات، وقد خرجت نتائج الدراسة مؤخراً في كتاب حمل اسم " الفضائيات الشيعية التبشيرية"، وكان من أبرز القنوات التي استوقفتني في الدراسة قناة " الكوثر الإيرانية"، والتي أفردت لها فصلاً كاملاً في الدراسة نظراً لخطورتها التبشيرية المنظمة. ومن خلال هذا المقال المختصر سأحاول تقديم أبرز ملامح تلك القناة التبشيرية التي بدأت بثها عام 1980 باسم قناة "سحر" الفضائية تبث لمدة ساعة يومياً والذي تغير فيما بعد للكوثر والتي تبث لأكثر من 18 ساعة يومياً. فمن الملاحظات على أخبار وبرامج ودراما قناة الكوثر الإيرانية التبشيرية:
 أولاً... تطعيم الأخبار دوماً بما يرفع من القامة الإيرانية والشيعية، وعلى ذلك يتم إظهار إيران على أنها ( القوة الإسلامية الكبرى- الراعية لمظاهر الدين الإسلامي- صاحبة المبادرة والتواصل ونبذ الخلافات مع العالم الإسلامي).
ثانياً... إظهار الشيعة وكأنهم مظلومين ومضطهدين في بقاع أهل السنة.
ثالثاً...ظهور القناة بمظهر من يدرأ الفتنة، واعتبار أي تفنيد لشبهاتهم هو من قبيل المساس بمعتقداتهم وبالوحدة الإسلامية، وبالتالي فإن المفند بنظرهم يعمل لصالح الصهيونية العالمية وقوى الاستكبار الدولية.
رابعاً...التركيز على أخبار المناسبات والمناطق المقدسة عند الشيعة.
 خامساً...إيراد أخبار ومقولات لشخصيات يقولون أنهم متحولين للمذهب الشيعي، أو متعاطفين معه ويقدم ذلك على أنه الاستبصار والوجهة الصحيحة بنظرهم للاعتقاد.
سادساً...التدليس على المشاهد بأن أهل السنة في إيران لا يعانون من أية مضايقات أو مشاكل.
 سابعاً... الهجوم الشديد على مصر فيما يتعلق بصد الجانب المصري للمد الشيعي، مع الإيهام بصلاحية البيئة المصرية للأفكار الشيعية من خلال إيراد أخبار كاذبة حول التجاوب الشعبي المصري مع الأفكار الشيعية.
 ثامناً... الهجوم الشديد على المملكة العربية السعودية وعلماء الشريعة فيها مع الدندنة على مسألة محاربة المملكة لمظاهر الشرك والمتمثلة في هدم الأضرحة والاستغاثة بها.
تاسعاً...الإيحاء بأن هناك مصحفاً مختلفاً عن المصحف الموجود بين يدي المسلمين يعرف بمصحف إيران، مما يدفع فضول المشاهد نحو التعرف على هذا المصحف.
 مع الدندنة على مخطوطات قرآنية فارسية تعود لفترة ظهور الكتابات الشيعية، وبخاصة القرآن الذي سموه القرآن الموقوف لإمام الزمان ذلك الطفل الوهمي المختفي في السرداب منذ 1200 سنة والذي هو مهديهم المنتظر، مما قد يولد انطباعاً جماهيرياً بوجود قرآن مخالف للقرآن الذي بين يدي المسلمين الآن.
وعلى ذلك يتم التلاعب بالألفاظ للإيحاء بأن مصحف عثمان المتداول بين يد المسلمين به أخطاء، بينما المصحف الإيراني خال من الأخطاء.
 عاشراً...لا تخلوا تقدمة معظم حلقات برامج القناة من سيل من البكائيات، أو التهنئات لميلاد إمام من أئمة الشيعة، إضافة إلى سرد مجموعة من الأقوال المأثورة عن أئمة وعلماء الشيعة.
 حادي عشر...الضيف الشيعي في البرامج يأتي بروايات أهل السنة ويسقطها على إمامهم الغائب، ليثبت من خلال كتب السنة وجود مهدي منتظر، وهذا لا خلاف عليه، لكنه يدلس ويقفز سريعاً فوق الرواية السنية حول طبيعة المهدي وفقًا للرؤية السنية، ويطرح الروايات الشيعية المعنية بمهديهم المنتظر، وهكذا في باقي القضايا العقدية.
ثاني عشر...عرضت القناة جملة من المسلسلات الإيرانية المدبلجة بالعربية والتي تسئ للأنبياء ولصحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان من بينها مسلسل "علي بن أبي طالب" رضي الله عنه،
ومن أفجع ما جاء بالمسلسل الذي كانت عدد حلقاته 22 حلقة ومدة الحلقة 50 دقيقة:
 ** بعد وفاة عثمان بن عفان رضي الله عنه يظهر عمرو بن العاص رضي الله عنه مجسداً في صورة رجل يشبه صناديد قريش، وعندما يدخل قصر معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما المشيد يُبهر أشد الإبهار بالقصر، ويقول عمرو بن العاص لمعاوية: "أنت أشبه الآن بالنمرود؛ لو ناديت أنا ربكم الأعلى لكنت أول الساجدين لك".
** يهمس عمرو بن العاص في أذن معاوية متهكماً: "هل تصدق قصة إبرهة والفيل"؛ فيرد عليه معاوية لا تلعب بكتاب نزل على محمد.
**معاوية يقول لعمرو بن العاص: "شهدت لك بربوية المكر يا عمرو".
** الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري رضي الله عنه يقول للصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه: " يا خائن ما على هذا اتفقنا إن مثلك كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث وإن تتركه يلهث"، فيرد عليه عمرو بن العاص " إن مثلك كمثل الحمار".
أسأل منسوبي الأقمار الصناعية: هل يقبلون أن يقال ذلك على من رباهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه؟.
في الختام فإنني لا أتصور وجود مبرر لدى منسوبي الأقمار الصناعية الممولة بالأموال السنية يسمح باستضافتهم لهذه القناة الإيرانية التبشيرية والمسيئة للإسلام والمهددة للسلم الاجتماعي والأمن القومي العربي.

التاريخ: 02/06/2010