هل يجرؤ المالكي على القيام بانقلاب عسكري؟

 

ـ
تقرير صحفي 24 مارس 2010م  ـ اثار طلب رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي بأعادة فرز الأصوات يدويا عبر بيان يحمل توقيعه بصفته قائدا عاما للجيش لا بوصفه مرشحا ولاحتى رئيسا للحكومة وبلهجة تهديدية تنذر بانزلاق الامن النسبي في البلاد، مخاوف جدية ليس فقط في الاوساط الشعبية التي تمقت أزيز الرصاص وروائح الموت التي عبقت وابتلعت بالكامل المجتمع خلال السنوات السبع المنصرمة،وانما في واشنطن التي تراقب تطورات الوضع بقلق وهي تكثف جهودها واستعدادتها لبدء سحب الدفعة الاولى من قواتها في اغسطس المقبل وفق الجدول الزمني المحدد في الاتفاقية الامنية المبرمة بين الدولتين.
ونقلت جريدة «واشنطن بوست» عن مسؤول عسكري أمريكي «ان المالكي وحلفاءه يشعرون بأنهم يخسرون،ويبدو انه لا نية لديهم لتسليم السلطة» مضيفا «هؤلاء الناس كانوا في المنفى وقد وصلوا الى سدة الحكم في غضون ليلة وضحاها،لاننا اعددناهم للسلطة،وهم يخسرون الان ولايريدون ان يكون هناك انتقالا سلميا للسلطة».
ومع ان الناطق بأسم وزارة الدفاع «البنتاغون» شون ترنر استبعد امكانية استخدام المالكي للجيش في انقلاب على نتائج الانتخابات معتبرا ذلك «مجرد افتراض» قائلا «لم نر اي مؤشرات تدل على تهديد للوضع الامني»

عيون أمريكية حذرة

ورصد مراقبون ان الجيش الأمريكي يراقب المركز الانتخابية التي تم بداخلها حفظ صناديق الاقتراع تحسبا لان يصدر المالكي امرا للجيش العراقي باحكام سيطرته عليها وتفحص اوراق الاقتراع،مشيرين في الوقت نفسه الى قيام وحدة من الجيش الأمريكي بتطويق مقر المفوضية العليا للانتخابات.
وتنبئ اللهجة التصعيدية للمالكي ومستشاريه وردود الفعل المختلفة للقوى السياسية المتصارعة على الحكم بنشوب احداث خطيرة تعيد البلد الى نقطة الصفر وتقوض خطط الولايات المتحدة في الانسحاب،وحذر السياسي العراقي المخضرم عدنان الباجي مما سماه «تهديدات صريحة بأغتيال شخصيات في القائمة العراقية الوطنية وعلى رأسها اياد علاوي».
حصل المالكي على اكثر من مليونين من الاصوات وهو مايعني ان الناخبين داسوا على كل احاسيسهم ومشاعرهم واحتجاجاتهم على الوقت الضائع والفشل في توفير الخدمات الاساسية والفساد وعلى تغطيته وحمايته للفاسدين من حاشيته ومريديه المنبثين في الدولة ومؤسساتها العامة،مانحيه اصواتهم لانه اسهم بمساعدة الأمريكيين في محاربة الميليشيات وتحقيق امن نسبي في انحاء البلاد.

الجيش: ميليشيا

بيان المالكي يكشف عن رغبته في تحويل الجيش العراق الى ميليشيا تابعة له يحقق من خلاله اهدافه ونزوعه المريع للسلطة،عبر تهديد ليس خصومه ومنافسيه السياسيين وانما ايضا ترويع افراد الشعب بمن فيهم اولئك الذين صوتوا له واعطوه ثقتهم بمواصلته العملية الديموقراطية وضمان انتقال سلمي وطبيعي للسلطة لكي يكون العراق الدولة العربية الاولى التي تختار الديموقراطية طريقا للتطورالسياسي والتحديث والحداثة.
والسؤال الاكثر الحاحا هو هل سنكون خلال الايام المقبلة امام سيناريو صدامات مسلحة تفتعلها وتقودها الاحزاب التي فقدت السلطة وعلى رأسها حزب المالكي «الدعوة».

التاريخ: 25/03/2010