الجنرال كيسي: القوات الأمريكية في العراق ""مضغوطة" ..وزارة الدفاع الأمريكية تراقب صحتهم العقلية: تفشي الانتحار

 

بغداد، 27/1/2006م العراق (CNN)-- في تصريحات يتوقع أن تشعل جدلاً في واشنطن، قال أعلى مسؤول عسكري أمريكي في العراق  إن الجيش الأمريكي يواجه ظروفاً "ضاغطة" إلا أنه شدد على قدراته على إنجاز مهامه في العراق مشيراً أن خفض حجمه تمليه المتطلبات العسكرية.


وقال الجنرال جورج كيسي أمام حشد من الصحفيين "لا مجال للتساؤل.. القوات تواجه ضغوطاً.. الجيش أجتاز خلال السنوات القليلة الماضية إستراتيجية  تحديث سيتمخص عنها المزيد من الوحدات والوحدات المؤهلة"، نقلاً عن الأسوشتيد برس.


من المتوقع أن تشعل تصريحات أعلى مسؤول عسكري أمريكي في العراق جدلاً حول مدى إمكانية تحمل الجيش الأمريكي للقتال على المدى الطويل  وحتى كسر شوكة الانتفاضة المسلحة التي يقودها العرب السنة.


وقال مسؤولون أمريكيون إن تصريحات كيسي تعني الجيش الأمريكي عامة وليس القوات المنتشرة في العراق البالغ قوامها 136 ألف جندي تحديداً.


وخلصت دراسة تلقتها وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" إلى أنه ليس في مقدور الجيش الأمريكي الحفاظ على معدلات الانتشار الحالية لقواته في العراق لفترات طويلة بما يكفي لسحق التمرد المسلح.


وعزا التقرير قرار البدء في تقليص عدد القوات في العراق بدءاً من العام الحالي إلى تدارك البنتاغون إلى "الإفراط في "مط" الجيش.


وفند كيس في حديثه المزاعم المتناقلة من أن "الإفراط في "شد" الجيش الأمريكي يقف وراء قرار خفض القوات الأمريكية قائلاً "ليس صحيحاً.. قرار بدء خفض القوات يستند على إسترايتيجتنا في العراق.. قراري اعتمد على أسباب عملية.."


وعلى صعيد متصل، استهان الرئيس الأمريكي جورج بوش بتكهنات عدم إمكانية تحقيق الولايات المتحدة الفوز في العراق، ونوه قائلاً "إذا كان السؤال هو هل سنحقق النصر في العراق أم لا، فقادتنا  سيملكون القوات اللازمة لتحقيق ذلك.




أبرزت صحيفة ذي إندبندنت انتحار جندي الاحتياط الأميركي دوغ لاس باربر (35 عاما) الذي خدم في العراق وعاش مدة عامين في أميركا مع ذكريات مؤلمة شهدها هناك.
وقالت الصحيفة إن باربر بعث برسائل إليكترونية الأسبوع الماضي إلى أصدقائه وقام بتغيير الرسالة المسجلة على آلة رد الهاتف لتصبح "إذا كنت تبحث عن دوغ، فسأغادر هذا العالم، وسأراك في الجانب الآخر"، ثم اتصل بالشرطة وأطلق على رأسه عيارا ناريا أودى بحياته.
وأشارت الصحيفة إلى أن انتحار باربر يعد واحدا من بين عشرات الأمثلة للمحاربين الذين خدموا في العراق ثم أقدموا على الانتحار، مما دفع بوزارة الدفاع الأميركية إلى اتخاذ إجراءات جديدة لمراقبة الصحة العقلية للعائدين من الجنود.
ومن بين الذين تلقوا رسائل من باربر طالب الصحافة البريطاني كريغ إيفانز (19 عاما) الذي يعمل على مشروع بشأن ما يصيب المحاربين من آذى بعد الحرب، حيث كان على اتصال دائم مع باربر الذي قال له في إحدى رسائله "لم يعد لدي ما أعيش من أجله، فسأغادر هذا العالم"، وقد حاول إيفانز الاتصال بالسفارة الأميركية ولكن بعد فوات الأوان.
ونقلت الصحيفة عن إيفانز قوله "لم يكن دوغ الشخص ذاته لدى عودته من العراق، فقد أصبح ظنانا وفقد الكثير من مهاراته الاجتماعية ودمر حياته الزوجية".
وكان باربر تحدث عقب عودته من الحرب في مقابلة تلفزيونية قائلا "جميع من ذهبوا إلى العراق يخضعون لاستشارات تتعلق بالانتحار لأن الضغط كان كبيرا ولا يمكن لأحد أن يتصوره


***************


انتحار مثير لضابط أميركي يلفت النظر إلى معاناة الجنود الأجانب في العراق

لندن ـ : أثار طالب جامعي بريطاني يدعى كريغ إيفانس (19 سنة) ضجة واسعة بكشفه عن الاتصالات الأخيرة التي جرت بينه وبين الضابط الأميركي دوغلاس باربر (35 سنة) الذي انتحر الأسبوع الماضي نتيجة للعذاب النفسي الذي أصيب به بعد مشاركته في حرب العراق، مسلطاً الضوء على مشكلة كبيرة يعاني منها الكثير من الجنود الأميركيين والبريطانيين وغيرهم من جنسيات أخرى الذين شاركوا وما زالوا في حرب العراق والقتال الذي ما زال محتدماً هناك، والذين يواصل أفراد منهم الانتحار من دون توقف.
وقال إيفانس لصحيفة «الإندبندنت» انه كان على اتصال هاتفي وبواسطة الإنترنت مع باربر في ولاية الاباما الأميركية وبحكم تخصصه الجامعي الذي يتضمن دورة في علم النفس في جامعة بورنموث جنوب (إنكلترا)، حاول تقديم المساعدة له لتخفيف الضغوط النفسية التي عانى منها باربر منذ عودته من العراق بعد مشاركته في العمليات العسكرية هناك.
وكشف إيفانس أن باربر وضع رسالة مسجلة موجهة إلى أصدقائه ومعارفه يمكن سماعها على جهاز الهاتف لدى إدارة رقمه الخاص، قال فيها «إذا كنت تبحث عن دوغلاس، فأنا سأغادر هذا العالم, آمل أن نلتقي في العالم الآخر», ولدى سماع إيفانس الرسالة بعث حالاً برسالة إلكترونية إلى باربر رجاه ألا يرتكب حماقة وأن يرفع سماعة الهاتف لأنه سيتصل به حالاً, ولم يكتف الطالب البريطاني بذلك، بل اتصل بالسفارة الأميركية في لندن وأبلغها بخطورة الموقف وطلب من المسؤولين فيها القيام بتحرك عاجل لإنقاذ مواطنهم الضابط, كذلك اتصل للغرض ذاته بعدة أشخاص في الولايات المتحدة وولاية الاباما بالذات.
ويروي إيفانز كيف أن باربر «عاد كشخص مختلف كلياً عمّا كان عليه قبل سفره إلى العراق، ولوحظت عليه علامات الخوف من الآخرين، وهي حالة نفسية شائعة، وتأثرت علاقاته الاجتماعية كثيراً ومنها طلاقه من زوجته بعد زواج دام 11 عاماً, ولم يعد باربر قادراً على السير في الشارع من دون الخوف من أن انفجاراً سيقع بالقرب منه», ويقول إيفانز أنه «حاول طمأنة باربر إلى أن هواجسه ليست حقيقية وهي أمر طبيعي ناتج عن مشاهداته وما تعرّض له في العراق»، ووعده بأنه «سيكتب عن قصته لكي يستفيد الآخرون من هذه التجربة ومساعدته وغيره من الجنود على الخروج من هذه الأزمة».
وكان باربر وصل العراق بعد انتهاء الحرب وشارك في العمليات العسكرية ضد المتمردين، وأمضى هناك فترة سبعة أشهر أوكلت إليه خلالها مهمة قيادة شاحنة عسكرية في مناطق تتعرض لهجمات مسلحة متتالية، حيث كان عليه العمل على الإفلات المرة تلو المرة من هجمات المتمردين المميتة التي فقد خلالها عدداً من زملائه الجنود, وروى باربر لإيفانز الكثير مما شاهده في العراق ورؤيته للرعب واليأس باديين على وجوه المواطنين العراقيين في المناطق التي كان يمر بها، وقال «كان الوضع سيئاً للغاية، فالموت أحاط بنا طوال الوقت, ولا مفر».
ويقول إيفانز ان باربر كغيره من الجنود الأميركيين والبريطانيين وغيرهم في العراق دُفع بهم إلى ساحة القتال أو إلى الخطوط الأمامية من دون تأهليهم للقيام بهذه المهمة من جانب قياداتهم, لذلك، تلقى جميع الجنود نصائح وإرشادات للتخفيف من وضعهم النفسي ومنعهم من الانتحار, فالوضع خطير جداً والضغوط النفسية شديدة لدرجة لا يمكن تصورها»,
وذكر إيفانز أن «باربر كان يعارض الحرب، لكنه تطوع للذهاب إلى العراق لاختبار الوضع شخصياً من أجل استخدام هذه التجربة في نشاطه المعادي للحرب لاحقاً».
وكشف إيفانز أن «باربر كتب مقالاً يوم 12 يناير الجاري وزعه بواسطة الإنترنت هاجم فيه الإدارة الأميركية والرئيس جورج بوش وقال انه (بوش) يشن حرباً شخصية في العراق من دون اكتراث بالتضحيات التي يقدمها الجنود الأميركيون هناك», وتحدث عن عذاباته وزملائه الجنود الذين لا تفارق مخيلتهم طوال وجودهم في العراق صورة عودتهم إلى وطنهم محملين في الصناديق، مشيراً إلى ان «الجنود الذين يعودون من الحرب مشوهين جسدياً ونفسياً وصعوبة العيش مع ذكريات الحرب والمشاهد المرعبة التي مرّ وزملاؤه بها والتي تأبى أن تبرح الذاكرة، كقتل الأطفال وتصفية عائلات بأكملها من العراقيين الأبرياء».
ويتضح أن مساعي إيفانز لتحريك المسؤولين الأميركيين من أجل إنقاذ صديقه كانت ناجحة، لكن ضباط الشرطة الفيدرالية الأميركية الذين وصلوا إلى منزل باربر وجدوه ممسكاً بمسدس صوّبه إلى رأسه فرجوه أن يلقي المسدس، لكنه أطلق النار على نفسه.


التاريخ: 25/12/2006