التايم : سر قوة طالبان

 

الجزيرة نت 18 /9/2009م : وصفت مجلة تايم الأميركية أحوال حركة طالبان الحالية وقالت بأنها تختلف كثيرا عن حالها عند نهاية عام 2001 عندما فر قائدها الملا محمد عمر ممتطيا دراجة نارية وناجيا بجلده بعد أن كادت القوات الأميركية تمسك به في ديسمبر/كانون الأول من ذلك العام.

وقالت تايم إن الملا عمر نفسه لم يزل يتولى زمام الأمور في قيادة الحركة، لكنه ما انفك يدير دفتها في هجمات متوالية تحقق النجاحات تلو النجاحات أمام أكثر من 63 ألف جندي أميركي وأمام قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في الحرب على أفغانستان.

وتساءلت المجلة عن السر الذي يكمن وراء ما سمته بالصمود والثبات على الأرض والانتصارات التي يحققها مقاتلو طالبان في مواجهة القوات الأجنبية. وردت بأن طالبان ليست شيئا مفردا وإنما هي تتألف من عدة طبقات.

وأوضحت أن طالبان تتكون من مجموعة من القادة المتمرسين القدامى الذين قالت إنهم يشكلون المحور الصلب للحركة ومن بينهم الملا عمر الذي يدير العمليات عبر الحدود في باكستان ويحتفظ بعلاقات قوية مع وكالة الاستخبارات الباكستانية، رغم اسمترار إنكار إسلام آباد وجود تلك العلاقة

كما تتألف طالبان أيضا من مجموعات تربطهم علاقة بـتنظيم القاعدة، وهم مقاتلون يعودون إلى أصول عربية وشيشانية وأوزبكية ويتمركزون في سلسلة الجبال الصخرية في شمال شرق أفغانستان.
ومضت تايم إلى أن تزايد أعداد القتلى في صفوف المدنيين الأفغان على أيد القوات الأجنبية دفع الأهالي إلى أن يتحولوا إلى صفوف طالبان.

وأما المكون الأكبر لطالبان فهم أبناء القبائل المحلية الذين تحالفوا مع الحركة في ظل ما عانوه من تفرقة وشحناء ونكران جميل ونكث بالوعود على أيدي المسؤولين الذين يتصف معظمهم بالفساد والذين يعملون تحت إمرة الرئيس الأفغاني حامد كرزاي في الولايات المختلفة والمناطق الأخرى في البلاد.

ويقول أحد شيوخ القبائل في هلمند الملا سلام إنه وأفراد قبيلته تخلوا عن كرزاي وتحالفوا مع طالبان بعد أن نكث المسؤولون المحسوبون على كرزاي وعودهم لهم، الوعود التي كان بشر بها ونقلها إلى أبناء قبيلته، ولكنه لم يتم احترام تلك الوعود.

ويتفق المسؤولون والدبلوماسيون الغربيون ممن التقتهم المجلة على أن المعركة مع طالبان باتت تدخل إلى مرحلة حاسمة، وأنها بدأت تأخذ منحى حرحا بالنسبة للقوات الأجنبية في ظل تكبد الأخيرة خسائر فادحة في الأفراد في الآونة الأخيرة.

وتضيف تايم أن ثلاثين عاما من الحروب في البلاد ربما صقلت عند الأفغان حاسة سادسة، التي عبرها يمكنهم معرفة الفريق الفائز أو المتوقع فوزه من بين الجهات المتنازعة فيبادرون إلى الانضمام إليه، وأنه قلما شعروا بتأنيب الضمير إزاء تقلبهم وتحولهم بين الأطراف المتنافسة أو المتنازعة، حتى وإن تم ذلك التحول في وقت لم تزل المعركة في منتصف الطريق.

وتضيف المجلة أن مقاتلي حركة طالبان باكستان مشغولون بالقتال ضد هجمات الجيش الباكستاني، وأن ذلك ما يمنعهم من التسلل إلى أفغانستان لقتل مزيد من الجنود الأميركيين

ونسبت إلى مسؤول أفغاني رفيع المستوى قوله إن المخابرات الباكستانية أيضا تعمل بالتنسيق مع طالبان، وإنها ترغب في أن تعود طالبان إلى حكم أفغانستان وتتمنى أن تندحر القوات الأجنبية، ذلك لأن المخابرات الباكستانية تكن مشاعر الكره لكرزاي.

وتضيف تايم أن المسؤول الأفغاني صرح بأنه تم تزويد المخابرات الباكستانية بعناوين الشباب الصغار من الباكستانيين الذين تخضعهم طالبان للتدريب في المدارس الدينية الباكستانية بهدف تنفيذ عمليات "انتحارية"، وأن إسلام آباد لم تتخذ ضدهم أي إجراء.

 

واختتمت بالقول إنه لا يمكن إجبار الملا عمر وحركة طالبان على توقيع هدنة مع كرزاي دون التمكن من شق صفوف الحركة والعمل على جعل مؤيديها الباكستانيين يتخلون عنها


التاريخ: 19/09/2009