أرتفاع دراماتيكي في نسبة المنتحرين في الجيش الأمريكي

 

المشاة يحلون في طليعة المنتحرين

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)

31يناير 2008م

-- أظهرت إحصائية أعدها الجيش الأمريكي أن أعداد جنوده الذين أقدموا على الانتحار أو تسببوا لأنفسهم بإصابات بليغة قفزت بصورة قياسية منذ العام 2003، سنة بدء واشنطن العمليات العسكرية في العراق، والتي أدت حتى الآن إلى مقتل 3941 من جنودها.

وذكرت الأرقام الرسمية التي حصلت شبكة CNN الخميس على نسخة منها أن العام 2007 شهد قرابة 2100 حادث قام خلاله جنود من الجيش بالانتحار أو إيذاء أنفسهم، وذلك مقارنة بالعام 2002 على سبيل المثال، والذي لم يشهد أكثر من 350 حادثة مماثلة.

وقالت مصادر مطلعة في القوات المسلحة الأمريكية لـCNN إن الدراسات الحالية قد تشير إلى رقم قياسي غير مسبوق أيضاً على صعيد الانتحار للجنود في الخدمة الفعلية، إذ يعتقد أن العدد للعام الجاري يقارب 89 حالة، فيما لا تزال التحقيقات جارية لمعرفة حقيقة 32 حالة أخرى.

ولن تنتهي التحقيقات بصورة رسمية قبل مارس/آذار المقبل.

وتأتي هذه الأرقام المرعبة، في وقت ما تزال فيه الأوساط العسكرية الأمريكية تدرس تداعيات المعدلات المرتفعة لحالات الانتحار عام 2006، والتي بلغت 102 جندياً، وذلك مقابل 87 جندياً عام 2005، أي 17.5 لكل مائة ألف مقابل 12.8 لكل مائة ألف عام 2005.

بينما سجل العام 2003، والذي شهد انطلاقة الحرب، انتحار 79 جندياً، أي بمعدل 12.4 لكل مائة ألف.

وبرز في التقرير الذي يعده الجيش الأمريكي أن قائمة الأسباب الدافعة للانتحار بين الجنود تراوحت بين العلاقات العاطفية الفاشلة والمشاكل القانونية والمالية، إلى جانب أمور تتعلق بـ"الوظيفة والعمليات."

إلا أن خبراء في الطب النفسي أشاروا إلى أن فترات الخدمة الطويلة وهموم العودة إلى الوطن تقف خلف الكثير من مشاكل التي تقود إلى فشل العلاقات وظهور المصاعب المالية والقانونية، معيدين الكرة من جديد إلى ملعب العمليات العسكرية.

لكن جهات عسكرية مطلعة، قالت إن ارتفاع نسبة الانتحار قد لا تكون فعلية، إنما تبدو كذلك بسبب الاهتمام الرسمي المستجد بها، وتطوير وسائل توثيقها مما ساعد على اكتشاف حالات لم تكن مسجلة قبلا.

وقالت تلك الجهات، إنها تمكنت من وضع "نموذج نمطي،" يحدد صفات الجنود الذين يقدمون على الانتحار، وقالت إنهم من بين وحدات المشاة الذين توكل إليهم مهمات قتالية يستخدمون خلالها الأسلحة الرشاشة.

وبالنسبة المائوية، فقد ارتفعت معدلات الانتحار بين الجنود الأمريكيين خلال العام 2006 بمعدل يصل إلى 15 في المائة، مقارنة بالعام السابق 2005.

ويأتي هذا التقرير ضمن عملية سنوية تجريها وزارة الدفاع الأمريكية لتقييم الوضع النفسي لأفراد الجيش الأمريكي سواء داخل الولايات المتحدة أو خارجها، وجاء فيها أن معظم حالات الانتحار جرت بصورة قد تكون "متماثلة"، حيث أقدم الجنود على الانتحار باستخدام أحد الأسلحة النارية، التي غالباً ما تكون متاحة بحوزتهم


التاريخ: 02/02/2008