حكم المظاهرات والإعتصامات نصرة لغـزة ؟

 

فضيلة الشيخ حامد العلي وفقك الله
 تنادت عندنا  بعض الجهات والفعاليات للتظاهر والاعتصام تضامناً مع أهل غزة وإنكاراً لهذا التواطؤ والخذلان العربي الرسمي ، وقد أكدت هذه الجهات سلمية الاعتصام والابتعاد عن أي شكل من أشكال الازعاج والاذى للناس ، ومع كل هذه التطمينات إلا أن بعض المشائخ  " الرسميين " قد أفتوا بحرمة هذه التجمعات ، وإن كنت أرى أنه لا تخالف بأي حالاً من الاحوال أحكام الشريعة بل أنها تحقق مقصدين معلومين من الشريعة " النصرة والإنكار "  مما جعل الناس يدخلوا في حيرة من أمرهم

فما رآيكم شيخنا الكريم في هذه التجمعات والاعتصامات السلمية والتي فيها تضامن ونصرة لأهل غزة وضغطاً على الحكومات المتواطئة مع كيان العدو الصهيوني ؟

*****
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :
 
فالمظاهرات ، والإعتصامات ، وجميع وسائل الإحتجاج السلمية التي هدفها الضغط السياسي ،لتحقيق أهداف مشروعة ، هـي مباحة ، وليس مع من يحرمها دليل من الكتاب ،  ولا السنة ، ولا الإجماع ، ولا القياس ، ولا منقول ، ولا معقول .
 
وقد فصلت القول فيها ، مع الرد على من يطلقون تحريمها ، في مؤلف الحسبة على الحاكم ووسائلها في الشريعة الإسلامية ، وهي في ركن المكتبة ، وقد أوردت نماذج مما ذكره العلماء في تاريخ الإسلام من استعمال هذه الوسائل المشروعة للضغط السياسي ، وتحقيق الأهداف المشروعة.
ومشروعية مقصدها مستمدة من عموم النصوص الدالة على وجوب النصرة ، وتلك التي توجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ومشروعية الوسيلة مستمدة من الإباحة الأصلية ، وقاعدة الوسائل لها حكم المقاصد ، كما يشير إلى المشروعية ما في النصوص من استدعاء الحشد لهدف شرعي ، كقوله تعالى ( موعدكم يوم الزينة ) وحديث حشد النبي صلى الله عليه وسلم أهل مكة ليسمعهم .
 
وهي هذه الأيام  واجبةٌ إن تحقق بها فائدة لأهلنا المحاصرين في غزة ، إذ كانت أقل الواجب المقدور عليه ، ويرجع في تقدير تحقيقها لهذه المصلحة إلى أهل المعرفة.
 
وينبغي أن يُعلـم أن ما يجري على أهل غزة اليوم من القتل ، والإبادة ، والتدمير ، حتى تدمير المساجـد ، ممـا يعظم الواجب على الأمة أن تسعى بكل ما تحت يدها من الوسائل ، لتخفيف الضغط عليهم ، ومن ذلك تحرّك الشعوب بوسائل الإحتجاج السلمية ،  التي تدفـع السلطات إلى اتخاذ قرار لإنقاذ النفوس المسلمة ، المرابطة على ثغـر الجهاد قبالة اليهود المغتصبين ، إنقاذهم من الهلكة المحقَّقة في غزة .
 
 وحينئذ لايلتفت إلى الفتاوى التي تعيق الأمة عن نصرة إخوانهـم ، وفي الأخذ بها قعود عن الواجب الشرعي ، وتفريط في الفرض الديني .
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيـرا

الكاتب: زائر
التاريخ: 02/01/2009