مآل الكفار |
|
السؤال:
السلام عليكم شيخنا حامد العلي.ما هو حال الكفار في الاخرةالذين لم تصلهم الدعوة الاسلامية.وماتو على ذلك.؟وهل الاسلام عندمايعترف بالمسيحية واليهودية ويتعايش معهمايعني انهم على دين و كتاب ولا يضرهم ذلك وامرهم الى الله ؟ ثم السؤال الثالث عن اطفال المسلمين و غير المسلمين الذين ماتوا صغاراما حالهم في الاخرة؟ وجزاكم الله كل خير وحفظك للاسلام والمسلمين.
****************
جواب الشيخ:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
من مات من الكفّار ، ولم تصله الدعوة الإسلامية يمتحنهم الله في الآخرة ، ولا يدخلون النار إلاّ بعد الامتحان ، قال تعالى : ( وَمَا كُنَا مُعَذِّبِينَ حَتىّ نَبْعَثَ رَسُوُلاً ) .
كما ورد في السنة ، قال صلى الله عليه وسلم : ( أن أربعة يوم القيامة يدلون بحجة : رجل أصم لا يسمع ، ورجل أحمق ، ورجل هرم ، ومن مات في الفترة ، فأما الأصم فيقول : يارب جاء الإسلام وما أسمع شيئا . وأما الأحمق فيقول : جاء الإسلام والصبيان يقذفونني بالبعر ، وأما الهرم فيقول : لقد جاء الإسلام وما أعقل ، وأما الذي مات على الفترة فيقول : يا رب ما أتاني رسولك ، فيأخذ مواثيقهم ليطعنّه ، فيرسل إليهم رسولا أن ادخلوا النار ، قال : فوالذي نفسي بيده لو دخلوها لكانت عليهم بردا وسلاما ـ وفي رواية قال في آخره ـ فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما ، ومن لم يدخلها يسحب إليها ) وهو في مسند أحمد ، والأحاديث المختارة ، وصحيح ابن حبان.
والإسلام يتعايش مع النصرانيةّ واليهوديّة ، ومع غيرهما ، كماقال تعالى( لا إكرَاهَ فيِ الدّيِنْ ) ولكـن لايعترف بالنصرانيّة ، واليهوديّة أنهما حقّ، أو وجه من الحـقّ!
بل يصرّح القرآن بأنهما دينان محرفان ، ليسا همـا الآن على ما كان عليه دين عيسى وموسى عليهما السـلام ، والتحريف دخل على العقيدة أيضا ، فهما دينان قائمان على الكفر والشرك إضافة إلى تحريف الشريعــةالموسوية ، والعيوسوية المكملة للشريعة الموسوية .
والإسلام يجعل كلّ من يكذّب محمدا صلى الله عليه وسلم في أنه خاتم الرسل ، وشريعته ناسخة لكلّ الشرائع السابقة ، كل من يكذّب بهذا ، فهو كافر ولاينفعه تصديقه بنبيّه.
لأنّ المكذّب بنبيِّ واحد ، كالمكذّب بجميـع الأنبياء.
ولهذا فمن شروط صحة الإسلام : إعتقاد بطلان كلّ دين سواه ، ولهذا قال العلماء : إنّ من يصحّح أيَّ دين آخر سوى الإسلام ، فهـو كافـر ، على ذلك الدلائل القطعية ، والإجماع المتيقن ، ومخالفه مرتـد بإتفاق.
وقد بيّنت هذا بالتفصيل في عـدة فتاوى سابقة.
وأطفال المسلمين في الجنة يكبرون، ويدخلونها كبارا ، وأما غلْمان الجنة المذكورون في القرآن ، فهم خلق يخلقهم الله فيها لخدمة المؤمنين ، لأنّ المسلم في الجنة يكون بين نساءه ،فلا يدخل عليه الخدم الكبار ، فخلق الله للمؤمنين الغلمان خدما يدخلون عليهم بين نساءهم للخدمـة.