إذا لم يندم على الذنب هل تقبل توبته ؟؟

 

السؤال:

السلام عليكم
الشيخ حامد نحن نعلم شروط التوبة الثلاثة
ولكن هل يكفي توبة ويستغفر وهو عازم ان لا يعودها
لانه احيانا شخص عندما يفعل معصية لا يشعر بندم عقب توبة
ولكن عندما يرى في الاحاديث والقران وعيد يبتعد عنها ويعزم الا يعود ويستغفر
ولكن لا يشعر بندم
هل تصح توبته ؟؟
وجزاكم الله خيرا

*******************

جواب الشيخ:

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :
الاستغفار أصلا يعني الندم على فعل الذنب ، لان معنى الاستغفار طلب المغفرة من الذنب ، ولايطلب العبد المغفرة من ربه إلا لانه نادم على ارتكاب الذنب ، وإلا لو لم يكن نادما ، وكان يتمنى لو لم يفعله ، لكان سؤاله المغفرة ليس خالصا من قلبه ، وإنما هو شيء يقوله بلسانه فقط ، ومثل هذا لايغفر ذنبه، ولهذا فقد قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا ) والتوبة النصوح ، أي التي لاغش فيها ، ومن الغش في التوبة أن يستغفر العبد ربه على ذنب ، هو غير نادم على فعله ، ويتمنى لو عاد إلى فعله .
ولكن ينبغي أن ننتبه هنا إلى أن ثمة فرق بين تذكر لذة الشهوة عند تذكر الذنب ، والندم على فعله ، ولاتلازم بين الامرين ، فقد يتذكر التائب لذة الشهوة عند تذكره ذنبه ، ويستشعرها بقلبه ، ولكنه في الحقيقة نادم على فعله من جهة خوفه من عقوبة الله تعالى ، ويتمنى لو لم يفعل الذنب ، فهذا لايناقض صدق التوبة، وأظن السائل اختلط عليه الامران ، فإذا كان لسان حال التائب يقول ( ياليتني لم أقع في هذا الذنب حتى لايعاقبني الله عليه ) فإن هذا هو معنى الندم ، ولايضره كونه إذا تذكر الذنب ، تذكر معه شهوته فشعر بلذتها في قلبه . وإن كان لسانه يقول استغفر الله تعالى ، بينما لسان حاله يقوله ( ما فعلناه كان لذة ياليتها تعود ) فإن الله تعالى لايغفر له استغفاره وتوبته ، لانه غير صادق فيها والله اعلم .



الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006