كنت أعيش حياة أسرية في منتهي القسوة. فأبي رحمة الله عليه كان يعاملني ببشاعة وبغلظة ما بعدها غلظة لدرجة أنّه طردني من البيت. ولكنّي كنت دائم التصنع أمام النّاس بأنّي أعيش بسعادة أسرية. دائما كنت أدّعي أمام أصدقائي بأنّي من أسرة ثرية ومرتاحة وأن أبي وأسرتي يدللوني وأن ابي قال لي كذا وكذا أو اشتري لي هدايا كثيرة أو أنّه نصحني بكذا وكذا أو أنّ لي طبّاخ أو سائق. كنت دائما أعتقد بأن الناس سيعاملوني جيدا لو أنّهم ظنوا أني أعيش براحة وثراء حتي تعودت الكذب في كل أحاديثي. وأنا بصراحة لا أريد الكذب وأشعر بتأنيب الضمير عندما أكذب ودائما أسأل الله تعالي أن يجنبني الكذب ومع ذلك أرجع الي الكذب مرة أخري وأندم علي ذلك وهكذا. أريد أن أبتعد بنفسي عن الكذب فماذا أفعل؟ أخوكم .
*********************
جواب الشيخ:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد : ــ
كان شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله يقول إن من ابتلى بأمر يثقل عليه التخلص منه ، فليكثر من قول لاحول ولا قوة إلا بالله ، ويحافظ على الصلوات المفروضات في الجماعة ، فإن الله يعينه على مطلوبه ، وتصديق ما قاله قوله تعالى ( واستعينوا بالصبر والصلاة ) وأننا نقول عندما يقول المؤذن حي على الصلاة ، حي على الفلاح : لاحول ولا قوة إلا بالله .
وتذكر كلما همت نفسك بالكذب ، أن الكذب يهدي إلى الفجور وأن الفجور يهدي إلى النار ، وأن سيئة الكذب تكتب عليك بكلمة ، أنت قادر على أن تجعل مكانها الصدق بيسر وسهوله ، فلماذا تختار سيئة الكذب على حسنة الصدق .
كما تذكر دائما أن الناس الذين تكذب عليهم ليعظموك ، لن ينفعوك بشيء إلا ما كتبه الله لك ، ولن يضروك بشيء إلا ما كتبه الله عليك ، فأي شيء ترجوه منهم ، وهم عبيد مقهورون لرب العالمين ، لايضرون ولا ينفعون إلا بإذن الله تعالى والله أعلم . الكاتب: سائل التاريخ: 13/12/2006