حكم الاحتفال بما يسمى (( عيد الحب )) ؟؟

 

السؤال:

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته


الشيخ .... حامد العلي ... أطال الله عمركم في طاعة ..... المسلمين و لله الحمد على كل حال في هذا العصر لم يدعوا شيئا يفعلوه اليهود و النصارى إلا و اتبعوهم فيه فكانوا مثل ما قال قرة عيني و حبيبي رسول الله - صلى الله عليه و سلم- بما معناه أنهم لو دخلوا جحر ضب لدخلناه ....

و للأسف من هذه الخرافات المتبعة ما يطلق عليه لقب " عيد الحب " ...... و ما يدمي القلب أن الطلاب و الطالبات يقمن بالاحتفال بهذا اليوم و تبادل الورود الحمراء و البطاقات و حتى انهم يتبعون تقليدا لهذا اليوم و هو ان يلبسوا ملابس ذات لون أحمر تعبيرا عن احتفالهم بهذا اليوم

فهلا كتبت لنا بعض الكلمات التي قد تقال لهن حتى لا يحتفلوا بهذا اليوم ... و نرجو منك إن استطعت أن تذكر لنا عبرة أو قصة في هذا السياق ....

و جزاكم الله عنا خير الحزاء و أسكنكم فسيح جناته

************************


جواب الشيخ:

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد : ــ

أصل ما يسمى بعيد الحب ( عيد فالنتين ) ، إنما هو عيد وثني وضعه الرومان الذين كانوا يعتقدون أن للحب إلها ، ثم صار عيدا من أعياد النصارى ، ادعوا فيه أن قديسا اسمه ( فالنتين ) يشفع للعشاق عند الله ، تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا .

ولاشك أن الاحتفال به محرم في شريعة الاسلام ، ولايجوز لمسلم أن يحتفل به أو يحضر الاحتفال به.

وقد قال صلى الله عليه وسلم ( من تشبه بقوم فهو منهم ) رواه أبو داود من حديث ابن عمر رضي الله عنهما .

وروى الترمذي من حديث عبدلله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ليس منا من تشبه بغيرنا ، لاتشبهوا باليهود ولا بالنصارى ، فإن تسليم اليهود الإشارة بالأصابع ، وإن تسليم النصارى الإشارة بالاكف ) .

ولاريب أن الاحتفال باعيادهم من قبيل التشبه بهم ، وإذا كنا منهيين في ديننا أن نشابههم في شعارهم في التحية ، بأن نستبدل السلام الاسلامي ، بالاشارة بالاصبع أو الكف كما يفعل اليهود والنصارى ، فكيف بمشابهتهم بأعيادهم ، لاشك أنه سيكون أشد إثما ، لاسيما إذا اشتمل عيدهم على معاني هي من شعائر الوثنية ، وتزيين الفواحش كعيد (فالنتين) المزعوم .

كما لايجوز إعانة الكفار على احتفالهم به بإهداء ، أو طبع أدوات العيد ، وشعاراته أو إعارة، لأنه شعيرة من شعائر الكفر، فإعانتهم وإقرارهم عليه ، إعانة على ظهور الكفر ، وعلوه وإقرار به.

والمسلم يحرم عليه إقرار الكفر أوأن يكون سببا في ظهور شعائره .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: (لا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بهم في شيء مما يختص بأعيادهم لا من طعام ولا لباس ولا اغتسال ولا إيقاد نيران ولا تبطيل ( اتخاذه عطلة ) عادة من معيشة أو عبادة أو غير ذلك.

ولا يحل فعل وليمة ولا الإهداء ولا البيع بما يستعان به على ذلك لأجل ذلك، ولا تمكين الصبيان ونحوهم من اللعب الذي في الأعياد ولا إظهار الزينة.

وبالجملة: ليس لهم أن يخصوا أعيادهم بشيء من شعائرهم، بل يكون يوم عيدهم عند المسلمين كسائر الأيام) (مجموعة الفتاوى 25/329).

وقال ابن التركماني: (فيأثم المسلم بمجالسته لهم وبإعانته لهم بذبح وطبخ وإعارة دابة يركبونها لمواسمهم وأعيادهم.) (اللمع في الحوادث والبدع 2/519-520).

كما لايجوز إعانة من احتفل به من المسلمين، بل الواجب الإنكار عليهم، لأن احتفال المسلمين بأعياد الكفار منكر يجب إنكاره.

قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: (وكما لا نتشبه بهم في الأعياد، فلا يعان المسلم بهم في ذلك، بل ينهى عن ذلك. فمن صنع دعوة مخالفة للعادة في أعيادهم لم تجب دعوته، ومن أهدى من المسلمين هدية في هذه الأعياد مخالفة للعادة في سائر الأوقات غير هذا العيد لم تقبل هديته خصوصا إن كانت الهدية مما يستعان بها على التشبه بهم كما ذكرناه، ولا يبيع المسلم ما يستعين به المسلمون على مشابهتهم في العيد من الطعام واللباس ونحو ذلك، لأن في ذلك إعانة على المنكر) (الاقتضاء 2/519-520).


وبناءا على ما قرره شيخ الإسلام فانه لا يجوز للتجار المسلمين أن يتاجروا بهدايا عيد الحب من لباس معين أو ورود حمراء أو غير ذلك، لأن المتاجرة بها إعانة على المنكر الذي لا يرضاه الله تعالى ولا رسوله صلى الله عليه وسلم.


كما لا يحل لمن أهديت له هدية هذا العيد أن يقبلها لأن في قبولها إقرارا لهذا العيد.


ويحرم كذلك ، تبادل التهاني بعيد الحب، لأنه ليس عيدًا للمسلمين.

وإذا هنئ المسلم به فلا يرد التهنئة.

قال ابن القيم رحم الله تعالى: (وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم عند الله وأشد مقتا من التهنئة بشرب الخمر، وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه. وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك وهو لا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبدا بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه) (أحكام أهل الذمة 1/441-442).


والواجب على كل مسلم يعتز بدينه ، أن يوضح حقيقة هذا العيد وأمثاله من أعياد الكفار لمن اغتر بها من المسلمين، وأن يبين ضرورة تميز المسلم بدينه والمحافظة على عقيدته مما يخل بها، وأن يذكر إخوانه المسلمين بمخاطر التشبه بالكفار في شعائرهم الدينية ، كالأعياد أو بعاداتهم وسلوكياتهم، من باب القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، الذي بإقامته صلاح العباد والبلاد، وحلول الخيرات، وارتفاع العقوبات كما قال تعالى (وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون)(هـود: 117).

الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006