هل مات رسول الله صلى الله عليه وسلم مسموما ؟؟ |
|
السؤال:
حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة أنه قال
لما فتحت خيبر أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاة فيها سم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجمعوا لي من كان ها هنا من اليهود فجمعوا له فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إني سائلكم عن شيء فهل أنتم صادقي عنه فقالوا نعم يا أبا القاسم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبوكم قالوا أبونا فلان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبتم بل أبوكم فلان فقالوا صدقت وبررت فقال هل أنتم صادقي عن شيء إن سألتكم عنه فقالوا نعم يا أبا القاسم وإن كذبناك عرفت كذبنا كما عرفته في أبينا قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل النار فقالوا نكون فيها يسيرا ثم تخلفوننا فيها فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم اخسئوا فيها والله لا نخلفكم فيها أبدا ثم قال لهم فهل أنتم صادقي عن شيء إن سألتكم عنه قالوا نعم فقال هل جعلتم في هذه الشاة سما فقالوا نعم فقال ما حملكم على ذلك فقالوا أردنا إن كنت كذابا نستريح منك وإن كنت نبيا لم يضرك
(صحيح البخاري 5332)
وورد حديث آخر يؤكد تأثر الرسول صلى الله عليه وسلم بالشاه المسمومه وانها كانت السبب وراء موته عليه الصلاة والسلام
حدثنا مخلد بن خالد حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري عن ابن كعب بن مالك عن أبيه
أن أم مبشر قالت للنبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه ما يتهم بك يا رسول الله فإني لا أتهم بابني شيئا إلا الشاة المسمومة التي أكل معك بخيبر وقال النبي صلى الله عليه وسلم وأنا لا أتهم بنفسي إلا ذلك فهذا أوان قطعت أبهري
سنن ابو داود – 3913
حدثنا إبراهيم بن خالد حدثنا رباح حدثنا معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أمه أن أم مبشر دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجعه الذي قبض فيه فقالت بأبي وأمي يا رسول الله ما تتهم بنفسك فإني لا أتهم إلا الطعام الذي أكل معك بخيبر وكان ابنها مات قبل النبي صلى الله عليه وسلم قال وأنا لا أتهم غيره هذا أوان قطع أبهري
مسند أحمد – 22807
سؤال هو : هل صحيح ان الرسول صلى الله عليه وسلم مات متأثرا بسُم الشاة ؟؟ وكيف ذلك وقد عصمه الله من الناس كما جاء في آية قرآنية
ثانيا : كيف نوفق بين موته صلى الله عليه وسلم متأثرا بسُم شاة خيبر مع الحديث الأول والذي قال فيه اليهود ( أردنا إن كنت كذابا نستريح منك وإن كنت نبيا لم يضرك )
الا يجعل ذلك ذريعه لأعداء الدين لتأكيد قول اليهود وصحته وتكذيب نبوته صلى الله عليه وسلم ؟؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,
*******************
جواب الشيخ:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد : ـ
أولا : اليهود يعلمون أن ثمة أنبياء من قبل محمد صلى الله عليه وسلم ، قد قتلوا ، لأنهم هم أكثر من قتل الانبياء ، فهم يعلمون أن قتل الانبياء لايناقض صدق نبوتهم قال تعالى ( لقد أخذنا ميثاق بني اسرائيل وارسلنا إليهم رسلا كما جاءهم رسول بما لاتهوى أنفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون ) ـ
وأما ما ذكره الله تعالى في القرآن من أنه ينصر أنبياءه ، فذلك إن كان في مقام التقابل على وجه التحدي ، فلا بد أن ينصر الله تعالى رسله ، وأما وقوع القتل عليهم من غير هذا الوجه فقد وقع والقرآن شاهد على هذا .
ــــــ
ثانيا : معنى قوله تعالى ( والله يعصمك من الناس ) اي حتى تبلغ رسالتك ، كماقال ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لايهدي القوم الكافرين ) ، أما إن تم التبيلغ ، وأديت الامانة ، فقد يقدر الله على النبي أن يموت بسبب من أعداءه ، فليس ثمة تناقض بين الأمرين.
ــــــــ
ثالثا قولهم (إن كنت كذابا نرتاح منك ) المقصود قبل ان تتم رسالتك ، ويخزي الله بك اعداءك .
ومعلوم أنهم لم يرتاحوا منه بعد دس السم له في خيبر ، بل سلطه الله عليهم ، وأقر عينه في حياته بأن أخزى اليهود خزيا عظيما ، وكذلك سلط الله هذه الامة على اليهود بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم ، فلم يرتاحوا حتى بعد موته ، وأجلاهم عمر رضي الله عنهم وأخرجهم من جزيرة العرب ، ولم يزل المسلمون ظاهرين عليهم ، حتى تعلقوا بحبل من الناس ، وهم كفرة النصارى من الانجليز ثم الامريكان، ومع ذلك فلازال الله تعالى يسلط عليهم من جنوده من الاستشهاديين من يسمومهم سوء العذاب ، تصديقا لقوله تعالى ( وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب ) . وبهذا يعلم ان من دلائل نبوته أن السم توقف تأثيره في النبي صلى الله عليه وسلم ـ مع أنه قتل على الفور الصحابي الذي أكل معه ـ إلى أن أتم الله رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ، واكمل الدين ، وأخزى أعداءه خاصة اليهود .
فليس فيما ذكروه حجة في شيء ، لانهم لم يقصدوا أنك إن كنت نبيا لاتموت أبدا ، بل قصدهم تموت الان قبل أن تقر عينك بالنصر على اعداءك وهذاواضح والحمد لله
ـــــــ
والحديث صحيح ويدل على أن السم أثر فيه صلى الله عليه وسلم وكان من اسباب الوفاة ، فكتب الله له بذلك أيضا الشهادة.
ولذلك تأويل ، وهو أن فيه إشارة إلى أن عداوة اليهود لهذا الدين و أهله ستبقى ما بقي هذا الدين ، وها هو الواقع شاهد عليه ، فهم يكيدون المكائد العظيمة للقضاء على الاسلام ، ولكنهم لن يتمكنوا من القضاء عليه ، حتى يتم الله أمره ويعلي شأنه ، ثم بعد ذلك يقبض الله أرواح المؤمنين بين يدي النفخ في الصور ، بعدما يخزي اليهود أتباع الدجال الاعور على أيدي المسلمين والله أعلم
الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006