السؤال:

هل أتباع عيسى عليه السلام في الجنة ؟

*********************


جواب الشيخ:

أتباع عيسى عليه السلام وأتباع كل نبي الذين كانوا على دينه لم يحرفوه ولم يغيروه في الجنة .
والدليل قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى بن مريم للحورايين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله ، فآمنت طائفة من بني اسرائيل وكفرت طائفة ) سورة الصف آية 14
وقد بين الله تعالى في هذه الاية أن من آمن بعيسى وأنه عبدالله ورسوله وليس ابن الله أنهم مؤمنون والمؤمنون يدخلون الجنة ، وبين أن هناك طائفة كفرت بزعمها أن عيسى هوابن الله تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا وننبه السائل أن أتباع كل نبي هم مسلمون كما قال تعالى ( فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون ) وقال تعالى عن أتباع موسي عليه السلام أيضا ( وقال موسى ياقوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين ) سورة يونس آية 84
وقال تعالى عن قوم لوط عليه السلام ( فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين ) وهم بيت لوط عليه السلام
وقال تعالى ( أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله أباءك ابراهيم واسماعيل واسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون ) سورة البقرة آية 133
فهذه الايات وغيرها توضح أن أتباع كل نبي يطلق عليه (المسملون)لان الاسلام هو دين جميع الانبياء ، وجاء محمد صلى الله عليه وسلم مصدقا لما جاء به جميع الانبياء ، وقد بشر الانبياء بمحمد صلى الله عليه وسلم وأمروا أتباعهم بالايمان به واتباعه لان الله تعالى لايقبل من احد دينه بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم إلا إذا آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم واتبعه ودخل في دينه
وإنما أطلق اسم اليهود بعد موت موسى عليه السلام ، ومن آمن منهم حقا بموسى عليه السلام آمن بعيسى لما بعثه الله في بني اسرائيل ، وأطلق اسم النصارى بعد رفع عيسى عليه السلام إلى السماء ، وكان منهم مؤمنون مسلمون على دين عيسى عليه السلام الحق ومنهم مشركون حرفوا دين عيسى عليه السلام من التوحيد إلى الشرك ، حتى بعث الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم فآمن به بعض النصارى واتبعوه ودخلوا في دينه ، وكفر به من كفر وكذبه فهؤلاء كفار مكذبون للانبياء جميع لان من كفر بنبي واحد فكأنما كفر بجميع الانبياء ، لان دعوتهم واحدة ، هي دعوة الاسلام والتوحيد ، ودينهم واحد ، وكلهم يدعون إلى شيء واحد ، فمن كذب أحدهم فقد كذبهم جميعا ، ولهذا كل من كذب محمدا صلى الله عليه وسلم من اليهود والنصارى فهو كافر مكذب لنبيه أيضا والله أعلم