لماذا انا على حق وهو على باطل ؟

 

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سؤالي هو سؤال ضخم واجابته اذا كانت واضحة ومؤصلة فانها ستدخل الملايين في الدين الحق ..... السؤال هو :

انا مسلم من اهل السنة والجماعة افهم الاسلام كما فهمه سلفنا الصالح ..... وفي نفس الوقت هناك الملايين ممن ينتسبون الى الاسلام ولهم اسماء كثيرة مثل الشيعة والاباضية والاسماعيلية والصوفية والاشاعرة والرفاعية ..... الخ

الان كيف لي ان اعلم ان ما انا عليه هو الحق ؟..... كيف اثبت انني انا من يتبع المنهج الصحيح
كيف اثبت ذلك بالدليل العلمي المؤصل ...؟

كما تلاحظ يا شيخ حامد ان هذا السؤال كبير ..... ولكنه الاهم في عالم يفيض بالافكار والتوجهات والشبهات ...... انتظر الاجابة بفارغ الصبر ... وجزاكم الله خيرا

**********************


جواب الشيخ:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الاثبات في غاية السهولة والوضوح ، فالقرآن العظيم هو الهدى البين الواضح الذي يفصل الحق عن الباطل فننطلق منه أولا والسنة ما هي إلا تفسير وبيان للقرآن ـ
ـــــــــــــ
أما الشيعة الإماميــة والاسماعيلية فيقولون القرآن محرف فهم خارج النقاش إذاً ، ومن لايقول منهم بذلك ، يزعم ان الاقرار بإمامة علي رضي الله عنه ، بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، عليها يقوم كل الدين ، وهي سادس الاركان ، غير أن القرآن لم يذكرها ، فدل ذلك على بطلان مذهبهم من أساسه
ـــــــــــــــ
بقي الاشعرية فهؤلاء يقولون القرآن إن خالف ظاهره عقولنا قدمنا عقولنا ، فنقول لهم فظاهر القرآن أولى من عقولكم لان عقولكم أمر لاينضبط فالمعتزلة يقولون عقولنا أولى بالاتباع من عقول الاشاعــرة ، والجهمية يقولون بأن عقولنا أولى بالاتباع من عقول الاشاعرة والمعتزلة ، والفلاسفة يقولون عقولنا أفضل من عقول الجهمية والمعتزلة و الاشاعرة فما الذي جعل عقولكم أيها الاشاعرة هي المرجع دون غيرها ، فدل على بطلان مذهبهم ـ
ـــــــــــــ
والصوفية يقولون القرآن له ظاهر وباطن ، وباطنه نعرفه نحن بعلم يخصنا دون العامة ، ويقصدون بالعامة علماء الشريعة و الفقهاء ، فنقول لهم ظاهر القرآن هو الهدى لان الله سماه آيات بينات ، وجعله هدى للناس أجمعين ، ولم يجعل ظاهره غامضا ، ولم يجعل باطنه لايعمله إلا الخاصة ، فهذا يخالف كونه هدى للعالمين ، ونقول لهم إحالة الناس إلى باطنكم دون غيركم يشبه إحالة الاشاعرة الناس إلى عقولهم دون غيرهم ، فكل حزب بما لديهم فرحون ، ونقول لهم : كما يدل على بطلان مرجعيتكم أن كل فرقة منكم تدعي باطنا يخالف الاخرى ، فمن نتبع منكم ــــــــــــــــــــــــ
أما الاباضية فهم في الحقيقة معتزلة في العقيدة ، وخوارج في مسألة مرتكب الكبيرة ، وضلوا في باب الصحابة ضلالا مبينا ، ويقال لهم مثل ما يقال عن الاشعرية المعتزلة في جعل عقولهم حكما على ظاهــر القرآن ، فهذا من أبطل الباطل ، أي جعل شبهات العقل مقدمــة على ظاهر القرآن ـ
ـــــــ
وبهذا يعلم أن كل الفرق لابد لها من مخالفة القرآن ، إما تركه أو تقديم غيره عليه ، أما أهل السنة فهم أولى الناس بالحق لانهم يقولون ليس لنا نسبة ننتسب إليها إلا القرآن والسنة ، ولانقدم على ظاهر القرآن والسنة شيئا ، فنحن على هذا الصراط سائرون ، وبهذا المنهل العذب واقفون ، فنحن ننطلق من الوحي وحده ، ونحن لانفسر الوحي إلا بالوحي ، ولانقدم على الوحي غيره ، ولانعارضه بسواه ، كمــــا قال تعالى ( فاستمسك بالذي أوحينا إليك ) ـ
فهم الذين قال الله فيهم ( فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ) ـ
وهذا كما ترى برهان واضح ، ودليل لائح ، وسهل جدا ، ويتبين به أن أهل السنة هم أهل الحق دون سواهم
والله اعلم


الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006