ما هي كفارة الزنى ؟

 

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله سوالي هو ماهي كفارة الزنااا ياشيخ وجزاكم الله خير

**********************

جواب الشيخ:

كفارة الزنا التوبة النصوح ، وأن يعزم على عدم العودة إلى هذا الذنب العظيم ، وأن يستقيم على العفة ، وليعلم السائل أن الزنا ثالث أعظم جريمة ترتكب في الارض ، بعد الشرك بالله والقتل ، قال تعالى ( والذين لايدعون مع الله إلها آخر ولايقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولايزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما ، يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فإولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ) .

وقد ذكر العلامة ابن القيم رحمه مضار الزنا وآثاره السيئة فقال :

ومن خاصيته أنه يكسب صاحبه سواد الوجه ، وثوب المقت بين الناس ، ومن خاصيته أيضا أنه يشتت القلب ويمرضه ، إن لم يمته ، ويجلب الهم ، والحزن ، والخوف ، ويباعد صاحبه من الملك ، ويقربه من الشيطان .

فليس بعد مفسدة القتل أعظم من مفسدته ، ولهذا شرع فيه القتل على أشنع الوجوه ، وأفحشها ، وأصعبها ، ولو بلغ العبد أن إمرأته أو حرمته قتلت كان أسهل عليه من أن يبلغه أنها زنت .

وقال سعيد بن عبادة رضي الله عنه لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح ، فبلغ ذلك رسول الله فقال تعجبون من غيرة سعد ، والله لأنا أغير منه ، والله أغير مني ، ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ، ما ظهر منها وما بطن متفق عليه .

وفى الصحيحين أيضا عنه ، إن الله يغار ، وإن المؤمن يغار ، وغيرة الله أن يأتي العبد ما حرم عليه ، وفى الصحيحين عنه : لا أحد أغير من الله ، من أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها ، وما بطن ، ولا أحد أحب إليه العذر من الله من أجل ذلك أرسل الرسل ، مبشرين ومنذرين ، ولا أحد أحب إليه المدح من الله من أجل ذلك أثني على نفسه .

وفى الصحيحين في خطبته في صلاة الكسوف ، أنه قال : يا أمة محمد والله إنه لا أحد أغير من الله أن يزنى عبده أو تزني أمته ، يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ، ولبكيتم كثيرا ، ثم رفع يديه فقال : اللهم هل بلغت ، وفى ذكر هذه الكبيرة بخصوصها عقيب صلاة الكسوف ، سر بديع لمن تأمله ، فظهور الزنا من أمارات خراب العالم وهو من أشراط الساعة.

كما في الصحيحين عن أنس بن مالك أنه قال لاحدثكم حديثا لايحدثكموه أحد بعدي سمعته من النبي يقول من أشراط الساعة أن يرفع العلم ، ويظهر الجهل ، ويشرب الخمر ، ويظهر الزنا ، ويقل الرجال ، وتكثر النساء ، حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد .

وقد جرت سنة الله سبحانه في خلقه أنه عند ظهور الزنا يغضب الله سبحانه وتعالى ، ويشتد غضبه فلابد أن يؤثر غضبه في الأرض عقوبة ، قال عبد الله بن مسعود ما ظهر الربا والزنا في قرية إلا أذن الله بإهلاكها .

ورأي بعض أحبار بنى إسرائيل إبنا له يغامز إمراءة فقال مهلا يابني ، فصرع الأب عن سريره ، فأنقطع نخاعه ، وأسقطت إمرأته ، وقيل له هكذا غضبك لي لا يكون في جنسك خير أبدا .

وخص سبحانه حد الزنا من بين سائر الحدود بثلاث خصائص أحدها القتل فيه بأشنع القتلات وحيث خففه فجمع فيه بين العقوبة على البدن بالجلد وعلى القلب بتغريبه عن وطنه سنة الثاني أنه نهى عباده أن تأخذهم بالزناة رأفة في دينه بحيث تمتعهم من إقامة الحد .

الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006