خطيبنا يتعرض لأمور لايرغب المصلون في ذكرها؟ |
|
السؤال:
يعترض الكثير من المترددين على مسجدنا على الخطيب حيث انه يتعرض لمشاكل المجتمع الاجتماعية كالاباحية والزنا والفواحش والشذوذ الجنسي بحجة أن
1. الخطبة في معناها لم تجعل لذلك الغرض وانما لتذكير الناس بأحوال دينهم وآخرتهم.
2. وأن المسجد ليس مكانا لمناقشة هذه الأمراض
كما يقول البعض الآخر أن الخطيب حينما ينفعل ويصيح في الخطبة من أجل أن يؤثر في السامعين أمرا ليس له دليل في الشرع ولم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الأئمة الأربعة وغيرهم من العلماء.
فنريد بيانا شافيا شيخنا عن هذه الأمور الثلاثة :
1. محتوى الخطبة في معايير الشرع وهل الخطبة لا ينبغي ان تتعرض لهذه الأمور الحياتية؟
2. هل يجوز مناقشة المشاكل مثل الزنا والشذوذ الجنسي في المسجد؟
3. هل يجوز للامام الصياح وعلو الصوت في الخطبة؟
ولكم جزيل الشكر
************************
جواب الشيخ:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد : ـ
ورد في السنة أنه يستحب للخطيب أن يتفاعل في الخطبة مع ما يقول ، ولكن باعتدال وبغير تكلف :
فقد كان صلى الله عليه وسلم إذا خطب أحمرت عيناه وعلا صوته، وأشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم كما رواه جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا خطب أحمرت عيناه وعلا صوته وأشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم..) رواه مسلم .
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: (يستدل به على أنه يستحب للخطيب أن يفخم أمر الخطبة، ويرفع صوته ويجزل كلامه ويكون مطابقاً للفصل الذي يتكمل فيه من ترغيب أو ترهيب ولعل اشتداد غضبه كان عند إنذاره أمراً عظيماً، وتحذيره خطباً جسيماً) .ـ
-------------------
وكان يقصر الخطبة أحيانا ويطيل أحيانا ، ولكن خطبه الراتبة كانت إلى القصر أقرب ، وندب إلى تقصير الخطبة ، وتطويل الصلاة ، قال صلى الله عليه وسلم : ( إن طول صلاة الرجل ، وقصر خطبته مئنة من فقهه ، فأطيلوا الصلاة ، وأقصروا الخطبة ، وإن من البيان لسحرا ) رواه مسلم من عن عمار رضي الله عنه .
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: (وكان بقصر في خطبته أحياناً، ويطيلها أحياناً بحسب حاجة الناس، وكانت خطبته العارضة أطول من خطبته الراتبة)ـ
-----------
والواجب أن لايركز الخطيب على موضوع واحد ، بل يتناول كل ما يحتاجه الناس : ـ
ويجعل اعتماده على نصوص الوحيين ويكثر من ذكر النصوص من الكتاب والسنة والمأثور عن الصحابة والائمة .
ويعلم الناس أمور دينهم ، وما يقربهم إلى التقوى ، ويكون هذا هو الاكثر ،والاغلب ، لان حاجة الناس لتعلم دينهم أشد ، لاسيما في هذا الزمان ، فإن كثيرا من الناس لايتلقى علوم الشرع إلا من منبر الجمعة.
ولاحرج أن يحذر من المنكرات والموبقات و لكن بتعقّل وحكمة ورويّة، فلا يكثر ، ولايدخل في التفاصيل التي لايليق ذكرها على المنبر ، فهذا لاينبغي له .
ولايهمل جانب العاطفة دون أن تطغى على خطاب العقل.
ويتفاعل مع الخطبة ، لايلقيها قراءة كقراءة الكتاب .
ويتطرق إلى واقع الناس ، وأمراض المجتمع ، باعتدال من غير تكرار ممل ، وإهمال تام.
ويجب أن يحترم مشاعر الناس فلا يتحدث فيما ينفرون منه .
والاصل أن يعرض ولايصرح في التجريح ، إن احتاج إلى التحذير مما ينبغي التحذير منه ، بل يتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما بال أقوام ) إلا إن كان ثمة ضرورة ملجئة والله اعلم .
الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006