يكثر هذه الايام في الاراضي المحتلة الاتهام بالجاسوسية من غير بينة فما توجيكم؟

 

السؤال:

يكثر في هذه الأيام و خاصةً في الأراضي المحتلة الإتهام بالجاسوسية أو
العمالة ، حتى أصبح الكثير من الناس يتهم الآخرين بالعمالة دون بينة أو دليل ، فما
حكم الشخص الذي يتهم الآخر بأنه عميل للمخابرات الصهيونية ، دون بينة أو دليل
، و يكون هذا الشخص المتهم بريء من كل ما نسب إليه ؟؟؟
أرجو التفصيل

******************

جواب الشيخ:

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد : لايخفى خطر الجاسوس على الجهاد ، وأنه اشد فتكا من كل سلاح في بعض الأحيان ، وقد ذكرنا في فتوى سابقة أن حكمه القتل ، وفي قتله مصلحة عظيمة للجهاد ، وذلك بالتخلص من قاتل أشد إجراما من العدو ، وردع من تسول له نفسه من المنافقين أن يخون دينه وأمته ، ويبيع نفسه للعدو الصهيوني مقابل حطام الدنيا الفانية ، فإذا علم أن المجاهدين سيفوتون عليه مراده من هذا الحطام ، بإهدار دمه ، ارتدع هو أمثاله من الخونة . غير انه يجب التأكد من إتهام الشخص بالجاسوسية ، ذلك أنه اتهام خطير يوجب هدر الدم ، وحينئذ فالواجب التثبت كما قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبيوا قوما بجهالة فتصبحوا على مافعلتم نادمين ) ، فقد سمى الله تعالى الاتهام بغير بينة جهالة ، وأمر بالتثبت والتبين ،وذلك بمراقبة الذي تظهر عليه آثار الريبة ، والتأكد من حاله ، ومعرفة أحواله ، فإن ثبت بطريق صحيح أنه يتصل بالعدو ، أو أنه تلقى أموالا منه ، أو أنه حصل على معلومات سرية متعمدا بالتخفي ، ونحو ذلك مما لايفعله إلا الجاسوس فليلحق بامثاله من الخونة ، وليجعل عبرة ونكالا ، وليُشــرد به من خلفه ، وقال الحق سبحانه ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لاتعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لاتعلمون ) . والذين من دونهم هم المنافقون من الجواسيس وأمثالهم والله أعلم ش

الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006