فضيلة الشيخ هل يجوز أن يقال عن شخص تبارك ، أم هو مختص بالله تعالى وجل شأنه؟

 

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :
بـل هو مختص بالله تعالى لايجوز إطلاقه على المخلوق ، بل يقال عن المخلوق مُبارَك ، إن ظهرت عليه علامات الخيـر وأن الله تعالى بارك فيه ، ولايقال عنه تبارك .
 
قال ابن القيم رحمه الله تعالى : ( وأما صفته تبارك فمختصة به تعالى ، كما أطلقها على نفسه بقوله ( تبارك الله رب العالمين )  (تبارك الذي بيده الملك ) ( تبارك الله أحسن الخالقين ) (و تبارك الذي له ملك السموات والأرض وما بينهما وعنده علم الساعة وإليه ترجعون ) (تبارك الذي نزل الفرقان على عبده)  ( تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك )  ( تبارك الذي جعل في السماء بروجا ).
 
أفلا تراها كيف اطردت في القرآن ، جارية عليه مختصة به لا تطلق على غيره ، وجاءت على بناء السعة ، والمبالغة ، كتعالى ،  وتعاظم ، ونحوهما ، فجاء بناء تبارك ، على بناء تعالى ،  الذي هو دال على كمال العلو ، ونهايته ،  فكذلك تبارك دال على كمال بركته ، وعظمها ، وسعتها،  وهذا معنى قوله من قال من السلف تبارك تعاظم.
 
وقال آخر : معناه أن تجيء البركات من قبله ، فالبركة كلها منه ، وقال غيره : كثر خيره،  وإحسانه إلى خلقه ، وقيل :  اتسعت رأفته ،  ورحمته بهم  ، وقيل تزايد عن كل شيء ، وتعالى عنه في صفاته ، وأفعاله ، ومن هنا قيل معناه تعالى ، وتعاظم ، وقيل :  تبارك تقدس ، والقدس الطهارة ، وقيل : تبارك أي باسمه يبارك في كل شيء ،  وقيل تبارك ارتفع ، والمبارك المرتفع ،  ذكره البغوي ،  وقيل :  تبارك أي البركة تكتسب،  وتنال بذكره.
 
وقال ابن عباس :  جاء بكل بركة ، وقيل : معناه ثبت ، ودام بما لم يزل ، ولا يزال ،  ذكره البغوي أيضا ،  وحقيقة اللفظة أن البركة كثرة الخير ، ودوامه ، ولا أحد أحق بذلك وصفا ، وفعلا منه تبارك وتعالـى ) انتهى من بدائع الفوائد
والله اعلم
 

الكاتب: زائر
التاريخ: 13/07/2007