الرد على الضال في غـزة الذي يكفر شيخ الإسلام ابن تيمية ويدعو للضلالات ؟! |
|
هذا السؤال وجواب الشيخ بعد السؤال :
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعـد :
ما قولكم في شخص يدعي العلم في غـزّة ، واسمه قرطام ، وله مسجد ، وهـو يكفر شيخ الإسلام ابن تيمية ، وهذا الشخص مشبوه ، ويتلقى أموالا من الخارج ، ويدندن حول التشيع ، ويخلط معه ضلالات أخرى ، ويستغيث بأرواح الأموات الصالحين ، وكان الشيخ نزار ريان قد ناظره ، ولكنه كابر وهرب من المناظرة ، وجذوره فتحاوية ، وكان عقيدا في مخابرات سلطة عباس المندحرة ، أهلكها الله.
جواب الشيخ
الحمد لله و الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد
أما ضلالاته ، وشركياته ، فقد سبق الرد عليها على هذا الرابط
وأما تكفيره لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، فليس الهدف من ذلك هو شـيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، ولكن مقصـودهـم هـو نهج أهل السنة والجماعة القائم على إفراد الله بالعبادة ، وتجريد الإتباع للنبي صلى الله عليه وسلم ، ومحاربة الشرك ، و الخرافة ، والإبتداع في الدين ، وحماية حوزة الإسلام بالجهاد ضد الصهاينة والصليبين ، ذلك أن أهل الضلالة و البدع من أمثال هذا القرطم المنتمي إلى حزب الأحباش الفرقة الضالة المارقة ، هم حمير أعداء الإسلام ، يركبونهـم عندما يغزون بلاد الإسلام ، ليحققوا بهم مآربهم في إحتلال بلاد المسلمين ، ومعلوم أن سلطة عباس تستعين بأفراد من هذه الفرقة الضالة ، لنشر الفتن بين صفوف المقاومة الإسلامية ، وشق وحدة الصف الجهادي ، ونشر ضلالاتها فيه
وشيخ الإسلام ابن تيمية من أئمة الهدى في الإسلام ، ولايضره كلام هذا المنحرف شيئا ، بل يضـر نفسه ، ولنذكر نبذة من ثناء أئمة الإسلام على هذا الإمام الجليل الذي جاهد أعداء الله باللسان والقلم والسنان ، ولم تكن جنازة في الإسلام أكثـر عددا من جنازته سوى جنازة إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى .
قال الشيخ الحافظ أبو الفتح بن سيد الناس ( كاد يستوعب السنن والآثار حفظا, إن تكلّم في التفسير فهو حامل رايته ، أو أفتى في الفقه فهو مدرك غايته , أو ذاكر بالحديث فهو صاحب علمه وذو روايته , أوحاضر بالنحل والملل ، لم ير أوسع من نحلته في ذلك , ولا أرفع من درايته , برز في كل فن على أبناء جنسه , ولم ترعين من رآه مثله ، كان يتكلم في التفسير فيحضر مجلسه الجمّ الغفير , ويردون من بحر علمه العذب النمير, ويرتعون من ربيع فضله في روضة وغدير)
وقال الحافظ أبو الحجاج المزي : ( ما رأيت مثله , وما رأيت أحدا أعلم بكتاب الله وسنة رسوله ، ولا أتبع لهما منه ) .
وقال الحافظ بن حجر الدرر الكامنـة : ( نظر في الرجال والعلل ، وتفقَّه , وتمهَّر ، وتميَّز, وتقدَّم , وصنَّف ، ودرَّس ، وأفتى , وفاق الأقران , وصار عجبا في سُرعة الاستحضار , وقوة الجنان , والتوسع في المنقول ، والمعقول , والإطالة على مذاهب السلف ، والخلف)
وكتب الشيخ كمال الدين بن الزملكاني أيضا بخطه على كتاب رفع الملام عن الأئمة الأعلام ما نصه : ( تأليف الشيخ الإمام ، العالم ، العلامة ، الأوحد ، الحافظ ، المجتهد ، الزاهد ، العابد ، القدوة ، إمام الائمة ، قدوة الأمة ، علامة العلماء ، وارث الأنبياء ، آخرالمجتهدين ، أوحد علماء الدين ، بركة الإسلام ، حجة الأعلام ، برهان المتكلمين ، قامع المبتدعين ، محي السنة ، ومن عظمت به لله علينا المنة ، وقامت به على أعدائه الحجة ، واستبانت ببركته ، وهديه المحجة ، تقي الدين أبو العباس احمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية لحراني ، أعلى الله مناره ، وشيد به من الدين أركانـه )
وقال في موضع آخر : (كان الفقهاء من سائر الطوائف إذا جالسوه اإستفادوا فى مذاهبهم منه أشيـاء ، ولا يعرف انه ناظر أحدا ، فانقطع معه ، ولا تكلم فى علم من العلوم ، سواء كان من علم الشرع ، أوغيره إلا فاق فيه أهله ، واجتمعت فيه شروط الاجتهاد على وجههـا )
وذكرالإمام ابن عبدالهادي في العقود قصة عن شيخ الإسلام وهي: ( أنَّ بعض مشايخ العلماء بحلب قدِم إلى دمشق ، وقال: سمعتُ في البلاد بصبيٍّ يقال له : أحمد بن تيمية ، وأنه سريعُ الحفظ , وقد جئتُ قاصدا ؛ لعلي أراه , فقال له خياط : هذه طريقُ كُتَّابه , وهو إلى الآن ما جاء، فاقعُدْ عندنا الساعة يجيءُ , يعبُرُ علينا ذاهبا إلى الكتاب , فجلس الشيخُ الحلبيُّ قليلا , فمرَّ صبيانٌ . فقال الخياط للحلبي : هذاك الصبيُّ الذي معه اللوحُ الكبيرُ هو أحمد بنُ تيمية ، فناداه الشيخُ , فجاء إليه , فتناول الشيخُ اللوحَ فنظر فيه , ثم قال : يا ولدي امسحْ هذا حتى أُملِيَ عليك شيئا تكتبه , ففعل فأملى عليه من متون الأحاديث أحد عشر ، أو ثلاثة عشرحديثا, وقال له: اقرأ هذا , فلم يزدْ على أن تأمَّله مرةً بعدكتابته إياه , ثم دفعه إليه , وقال : اسمعه علي , فقرأه عليه عرضا ، كأحسن ما أنت سامع ، فقال له: يا ولدي امسحْ هذا , ففعل , فأملى عليه عدَّةَ أسانيدَ انتخبها, ثم قال: اقرأ هذا , فنظَرَ فيه كما فعل أوَّل مرَّة , فقام الشيخ وهو يقول: إن عاش هذاالصبيُّ ليكوننَّ له شأنٌ عظيمٌ ) .
وقال العلامة ابن النجار رحمه الله تعالى: ( فإنه وجد من المجتهدين بعد ذلك جماعة منهم الشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله تعالى ).
وألف العلامة مرعي بن يوسف الكرمي الحنبلي كتابا في مناقب شيخ الإسلام ابن يتيمة هـو الكواكب الدرية من مناقب المجتهد ابن تيمية ، جمعه من كتاب العقود الدرية لابنعبد الهادي ، والأعلام العلية ، لأبي حفص عمر بن علي البزار ، وترجمة شيخ الإسلام من كتاب مسالك الأبصار في ممالك الأمصار لشهاب الدين أحمد بن القاضي محي الدين العُمري الشافعي ، وقال فيه : ( وبعد فهذه فوائد لطيفة ، وفرائد شريفة من مناقب شيخ الإسلام وبحر العلوم ، ومفتي الفرق ، المجتهـد تقي الدين )
ونقل فى الشذرات عن الشيخ بن دقيق العيد ، وقد سئل عن الشيخ ابن تيمة بعد اجتماعه بهكيف رايته ؟ قال رأيت رجلاً سائر العلوم بين عينيه ، يأخذ منها مايشاء ، ويترك ما يشاء ) .
ونقل الإمام بن حجر العسقلانى عن الحافظ الذهبى انه قال : (حضر عند شيخنا أبو حيان المفسر فقال : ما رأت عيناى مثل هذا الرجل ، ثم مدحه بأبيات ، ذكر أنه نظمها بديهة ، وانشده إياها وهـي :
لما أتانا تقى الدين لاح لنا *** داع إلى الله فرد ماله وزر
على محياه من سيما الألى صحبوا *** خير البرية نور دونه القمر
حبر تسربل من دهره حبراً *** بحر تقاذف من أمواجه الدرر
قام ابن تيمية فى نصر شرعتنا *** مقام سيد تيم إذ مضت مضر
واظهر الحق إذ آثاره اندرست ***واخمد الشر إذ طارت له شرر
يامن يحدث عن علم الكتاب أصخ *** هذا الإمام الذى كان ينتظر
وقال الإمام الذهبي : ( كان آيةً في الذكاء ، وسرعة الإدراك , رأسا في معرفة الكتاب والسنة ، والاختلاف , بحرا في النقليات , هو في زمانه فريد عصره علما ، وزهدا , وشجاعة، وسخاء , وأمراً بالمعروف ، ونهياً عن المنكر , وكثرة تصانيف , وقرأ وحصل , وبرع في الحديث ، والفقه , وتأهل للتدريس ، والفتوى وهو ابن سبع عشرة سنة , وتقدم في علم التفسير ، والأصول , وجميع علوم الإسلام أصولها ، وفروعها، ودقّهـا ، وجلها, سوى علم القراءات ، فإن ذكر التفسير فهو حامل لوائه , وإن عد الفقهاء فهو مجتهدهم المطلق , وإن حضر الحفاظ نطق وخرسوا , وسرد وأبلسوا , واستغنى وأفلسوا...وله يد طولى في معرفة العربية ، والصرف ، واللغة , وهو أعظم من أن يصفه كلمي , أوينبه على شأوه قلمي , فإن سيرته ، وعلومه ، ومعارفه , ومحنه ، وتنقلاته , تحتمل أن ترصع في مجلدتين , فإنه كان رباني الأمة , وفريد الزمان , وحامل لواء الشريعة , وصاحب معضلات المسلمين , وكان رأسا في العلم , يبالغ في إطراء قيامه في الحق ، والجهاد ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر مبالغة ما رأيتها ، ولا شاهدتها من أحد , ولا لحظتها من فقيه )
وقال ابن الوردى فى تاريخه وهو ممن لقي شيخ الإسلام ابن تيمية : ( كانت له خبرة تامه بالرجال ، وجرحهم ، وتعديلهم ، وطبقاتهم ، ومعرفة بفنون الحديث مع حفظه لمتونه الذى انفرد به ، وهو عجيب فى استحضاره ، واستخراج الحجج منه ، واليه المنتهى فى عزوه الى الكتب السته ، والمسانيد ، بحيث يقال (كل حديث لا يعرفه بن ابن تيمية فليس بحديث) ، ولكن الإحاطة لله تعالى ، غير أنـّه يغترف فيه من بحر ، وغيره من الائمة يغترفون من السواقى ، وأما التفسير فسُلـّم إليه ، وكان يكتب فى اليوم ، والليلة ، من التفسير ، أو الفقه ، أو من الأصلين ، أو من الرد على الفلاسفة ، نحواً من أربعين كراسة .
وله من التصانيف العظيمة فى كثير من العلوم، وما يبعد أن تصانيفه تزيد على الخمسمائة مجلد ، ولقد نصر السنة المحضة ، والطريقة السلفية ، وكان دائم الابتهال ، كثير الاستعانة ، قوى التوكل ، ثابت الجاش ، له أذكار ، وأوراد يديمها لا يداهن ، ولا يجابى ، محبوبا عند العلماء ، والصلحاء ، والأمراء ، والتجار ، والكبراء ، وصار بينه ، وبين معاصريه وقعات مصرية وشامية ، لبعض المسائل أفتى فيها بما قامت عنده الأدلة الشرعية ، واجتمع بالسلطان محمود غازان السفاك المغتال ، وتكلم معه بكلام خشن ولم يهبه )
وكان المحقق النحوي ابن هشـام إذا نقـل آراءه في النحو فـي شـذور الذهب يقول ( الإمام العلاّمة )
وقال الإمام ابن كثير رحمه الله عن جنازة شيــخ الإســـلام ابـن تيميـة رحمه الله : ( فلما فرغ من غسله اخرج ، ثم اجتمع الخلق بالقلعة ، والطريق الي الجامع ، وامتلاء الجامع ايضاً ، وصحنه ، والكلاسة ، وباب البريد ، وباب الساعات الي باب البادين ، والغوارة , وحضرت الجنازة في الساعة الرابعة من النهار ، أو نحو ذلك ، ووضعت في الجامع , والجند قد أحاطوا بها يحفظونها من الناس من شدة الزحام , وصلى عليه اولاًفي القلعة , وتقدم في الصلاة عليه أولاً الشيخ محمد تمام , ثم صلي عليه في الجامع الأموي عقيب صلاة الظهر, وقد تضاعف اجتماع الناس على ماتقدم ذكره ، ثم تزايد الجمع إلي أن ضاقت الرحاب ، والأزقة ، والأسواق بأهلها ، ومن فيها , ثم حمل بعد أن صلى عليه على رؤس الأصابع ،
وخرج النعش به من باب البريد ، واشتد الزحام ، وعلت الأصوات بالبكاء ، والنحيب ، والترحّم عليه ، والثناء ، والدعاء له , والقي الناس على نعشه مناديلهم ، وعمائمهم ، وثيابهم , وذهبت النعال من أرجل الناس ، وقباقيبهم ، ومناديلهم ، وعمائمهم ، لايلتفتون اليها ، لشغلهم الشاغل بالنظر الي الجنازة ، وصار النعش على الرؤس تارة ، يتقدم ، وتارة يتأخر ، وتارة يقف حتى تمر الناس .
ولم يتخلف عن الحضور إلاّ القليل من الناس ، أو من عجزلأجل الزحام عن الحضور , ومع الترحم والدعاء له , وانه لوقدر ماتخلف , وحضر نساءكثيرات ، بحيث حزرن بخمسة عشر ألف امرأة , غير اللاّتي كنّ على الأسطح ، وغيرهن , الجميع يترحمن عليه ويبكين عليه فيما قيل , وأما الرجال فحزروا بستين الفا ، الي مائة الف ، الي اكثر من ذلك الي مائتي ألف .. وحصل في الجنازة ضجيج ، وبكاء كثير , وتضرع ، وختمت له ختمات كثيرة بالصالحية ، وبالبلد , وتردد الناس الي قبره أياماً كثيرة ليلاً ، ونهاراً ، يبيتون عنده ويصبحون ، ورُئيت له منامات صالحة كثيرة , ورثاه جماعة بقصائد جمة.
وجاء صاحب شمس الدين غبريال نائب القلعة فعزاه فيه , وجلس عنده , وفتح باب القلعة لمن يدخل من الخواص ، والأصحاب ، والأحباب , فاجتمع عند الشيخ في قاعته خلق من أخصاء ، أصحابه من الدولة ، وغيرهم من أهل البلد ، والصالحية , وجلسوا حوله ، وهم يبكون ، ويئنون ... وأخبر الحاضرين أخوه زين الدين عبدالرحمن أنه قرء هو والشيخ ، منذ دخل القلعة ثمانين ختمة ، وشرعا في الحادية والثمانين , فانتهيا فيها إلي آخر" اقتربت الساعة " و ( إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند عزيز مقتدر ) ) . اهـ
هذا والواجب التحذير من هذا الضال المضـلّ في غـزّة العـزّة ، وتعليم الناس أنَّ الصلاة وراء لاتصح ، وتجب إعادتها ، وأنَّ تـرك هذا وأمثاله من أعظم أسباب إدالة العدو على المسلمين ، وضعف قوة المسلمين ، نسأل الله تعالى أن يريح المسلمين من شره ، وسائر أهل البدع والضلالة ، من أذناب الرافضة ، وسائر المبتدعـة آمين .
الكاتب: زائر
التاريخ: 24/01/2010