الموقف من إنكار منكرات الحاكم هل يظهر الانكار عليه أم يسر؟

 

السؤال:

فضيلة الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هو موقف العلماء الربانيين من ولاة الامور عند ظلمهم وتشجيعهم على المنكر ونشره بين المسلمين ؟ وهل الانكار يكون عليهم فقط بالسر بينه وبين الحاكم ام يجوز الانكار علانيه؟
وهل يجوز للعامى ان يتحدث مع اخيه المسلم ويبين له ان فعل هؤلاء الحكام معصيه وذنب ويبين مساوئهم للعامة؟
مع اعطائنا امثلة من معاملة علماء السلف مع الحكام الظلمة
وبارك الله فيك وجزاك الله خيرا

********************

جواب الشيخ:

الحمد لله والصلاة و السلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد : ـ

فالمنكر إن ظهر وجب أن يُظهر الانكار عليه ، وإن كان سرا يسر بالنصيحة لفاعله .

هذا هو العدل ومقتضى فقه هذا الباب العظيم من أبواب الشريعة ، فإن مقصود الانكار هو مواجهة المنكر وجهاده بدرجات الإنكار ، فإذا كان ظاهرا تجب مواجته بإظهار الإنكار لئلا يلتبس على الناس أمره ثم يصبح معروفا ، ويصبح مُنكِره مجرما في نظر الناس!!

وأما العامي فيخبر بما ينفعه ، ويحذر مما يضره ، ولايخبر بما لاينفعه ، وإن احتيج إلى المسلم للاعانة على إنكار منكر ظاهر فيخبر به , ويبين له وجوب إنكاره ، سواء وقع من الحكومات أو غيرهم .

ولايجوز أن يكون مقصود القائم بالإنكار تحريض العامة على الحكومات تشفيا وانتقاما، أو بغيا وحسدا ، بل يكون قصده إنكار المنكر لإنقاذ المجتمع من عواقبه الوخيمة ، ثم يستعين بعد الله بكل الوسائل المشروعة ، ومن ذلك الاستظهار بالمسلمين على المنكر وأهله .

فإن خشيء أن يؤدي إنكار المنكر إلى وقوع منكر أكبر ـ وليس الأذى الذي يصيب المُنكر من هذا القبيل ـ فيؤجل إنكاره ، لان مقصود الإنكار لايتحقق في هذه الحالة .

وأما مواقف السلف والعلماء في إظهار النكير على المنكرات حتى لو كان معلن المنكرات هي السلطة ، فكثيرة جدا يصعب حصرها ، ولاينكرها إلا مكابر ، وقد ذكرتها في رسالة ( الحسبة على الحاكم ) وتجدها في ركن المكتبة من الموقع مع الادلة والنصوص في هذا الباب ، وكيف يتم الجمع بينها على أحوال الانكار بين الاعلان والاسرار والله اعلم .

الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006