العمل في فندق يبيع الخمر

 

السؤال:

انا شاب حاصل علي أبحث عن عمل لكني أحتاج الي ماديات لبدء
حياتي وقد وجدت عملا في أحد الفنادق التي تقدم الخمر لنزلائها قبحهم الله
إن لم يهدهم صراطه المستقيم وأردت السؤال عن مشروعية عملي في هذا الفندق
علماَ بأن الفندق غير قائم علي الخمر وتقديمه بل هو بند حديث الإضافة علي
حد علمي و أن عملي بعيد الإتصال به أو بتقديمه بل إن عملي يتلخص في تحويل
المكالمات من و إلي نزلاء الفندق عن طريق حاسب آلي ينحصر عملي في الجلوس
عليه بعيداَ عن الخمر.

******************

جواب الشيخ:

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
يجوز العمل في الفندق بثلاثة شروط ، ولكن هل يمكنك الوفاء بها ، أرى أن ذلك في غاية الصعوبة ، ولهذا أنصحك بترك هذا العمل بعد الاستخارة
واما إن سألت عن الشروط فهي : ـ
ـــــــــــــــ
أحدها أن لايكون لك علاقة ببيع الخمر بأي وجه من الوجوه ، حتى لو طلب احد النزلاء خمرا لايجوز لك أن تحول مكالمته إلى جهة الطلب ، فهل يمكنك ذلك ، استبعد
ـــــــــــ
الثاني : أن لاتعين بعملك على فعل منكر ، فهل يمكنك ذلك ؟!! أليست المكالمات كثيرا ما يطلب فيها المنكرات ، فكيف يجوز لك تحويلها ، والفندق الذي يبيع الخمر لاشك يشتمل على منكرات كثيرة أخرى ، فهل يمكنك تجنب ذلك ؟
ـــــــــــــــــ
الثالث أن لايكون غالب دخل الفندق من بيع الخمر ، أو بسبب وجود بيع الخمر فيه ، بمعنى أنه لو لم يكن فيه خمر لايأتيه الزبائن فيخسر ، لانه سيعطيك راتبك من كسب محرم، أماإن كان غالب كسبه من المباحات فالحكم يختلف .
ــــــــــــــــ
فإن استطعت أن توفي بالشروط فلايحرم عليك العمل ولكن الاولى تركه
وإنما يجوز بالشروط المذكورة ، لانه لايشترط لاباحة عمل الاجير عند غيره ، أن يكون صاحب العمل ، لايفعل المنكرات ، إنما يشترط أن لا يشتمل عمل الاجير على المنكرات أو الاعانة عليها
ــــــــــــ
ومن الامثلة على ذلك أننا نعلم أن من موارد الدولة نفسها السياحة التي تشتمل على بيع الخمور ، وأمور كثيرة محرمة ، فهل يحرم على الناس العمل في الدولة ، كلا ، بل يجوز لهم ذلك بالشروط المذكورة أيضا ، وكذلك لو عمل العامل موظفا في المطار على سبيل المثال ، وفيه محلات لبيع الخمر ، ولكنه لايعمل فيها ، ولاعلاقة له بها بوجه من الوجوه ، فلاتحرم عليه هذه الوظيفة
ـــــــــــــــــــــــــ
وغالب الوظائف لاتخرج عن العمل في مؤسسات تشتمل على محرمات من جهة أخرى ، لكن الواجب على المسلم أن يختار العمل في موضع لايفعل فيه المنكر ولا يعين عليه ، ومن استغني عن ذلك كله بكسب يده أو عمل لاشبهة فيه فهو أولى وأحرى وأقرب إلى البر و التقوى والله اعلم


الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006