هل حديث ( لم ير للمتحابين مثل النكاح ) صحيح ، وما دواءالعشق؟ |
|
السؤال:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..........
ارجوا من فضيلة الشيخ ان يؤكد لنا من صحة الحديث النبوي والذي هو ( لا اجد علاجا للمتحابان الا النكاح ) وان يفيدنا باحاديث نبوية عن ترغيبه للاهل بتزويج ابناءهم مبكرا.. وجزاك الله عنا كل خير......... والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته...
*****************
جواب الشيخ:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد : ـ
نعم هذا الحديث صحيح : وقد رواه ابن ماجة الحاكم والبيهقي وغيرهم من حديث ابن عباس مرفوعا بلفظ : لم ير للمتحابين مثل النكاح .
وقال الامام ابن القيم رحمه الله : بعدما ذكر حديث الصحيح : فاذا رأى أحدكم امرأة فاعجبته فليأت أهله فان ذلك يرد ما في نفسه .
قال : ففي هذا الحديث عدة فوائد منها الارشاد الى التسلي عن المطلوب بجنسه ، كما يقوم الطعام مكان الطعام والثوب مقام الثوب .
ومنها الامر بمداوات الاعجاب بالمرأة المورث لشهوتها بانفع الأدوية ، وهو قضاء وطره من أهله وذلك ينقض شهوته بها.
وهذا كما أرشد المتحابين الى النكاح ، كما في سنن ابن ماجه مرفوعا لم ير للمتحابين مثل النكاح .
ونكاحه لمعشوقه هو دواء العشق الذي جعله الله داءه شرعا وقدرا
ثم قال : ( وأما قصة زينب بنت جحش فزيد كان قد عزم على طلاقها ولم توافقه .
وكان يستشير رسول الله في فراقها وهو يأمره بامساكها فعلم رسول الله انه سيفارقها ولا بد فاخفى في نفسه ان يتزوجها اذا فارقها زيد ، وخشى مقالة الناس ان رسول الله تزوج زوجة ابنه ، فانه كان قد تبني زيدا ، قبل النبوة ، والرب تعالى يريد أن يشرع شرعا عاما فيه مصالح عباده ، فلما طلقها زيد وانقضت عدتها منه أرسله اليها يخطبها لنفسه ، فجاء زيد واستدبر الباب بظهره ، وعظمت في صدره لما ذكره رسول الله فناداها من وراء الباب ، يازينب ان رسول الله يخطبك فقالت ، ما أنا بصانعة شيئا حتى أوامر ربي وقامت الى محرابها فصلت فتولى الله عز جل نكاحها من رسوله بنفسه ، وعقد النكاح له من فوق عرشه ، وجاء الوحي بذلك : ( فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها) فقام رسول الله لوقته فدخل عليها، فكانت تفخر على نساء النبي بذلك ، وتقول أنتن زوجتكن أهليكن ، وزوجني الله عز وجل من فوق سبع سموات ) أ.هـ
ومما ذكره لله تعالى في الندب إلى سرعة النكاح حتى لو كان المحتاج إليه فقيرا قوله تعالى : ( وَأَنْكِحُوا الايَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الايات ، كلاما نفيســـا نسوقه بطوله :
( اشتملت هذه الآيات الكريمات المبينة على جمل من الأحكام المحكمة والأوامر المبرمة فقوله تعالى " وأنكحوا الأيامى منكم" إلى آخره هذا أمر بالتزويج .
وقد ذهب طائفة من العلماء إلى وجوبه على كل من قدر عليه واحتجوا بظاهر قوله " عليه السلام " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء " أخرجاه في الصحيحين من حديث ابن مسعود.
وقد جاء في السنن من غير وجه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " تزوجوا الولود تناسلوا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة " وفي رواية " حتى بالسقط " .
الأيامى جمع أيم ، ويقال ذلك للمرأة التي لا زوج لها، وللرجل الذي لا زوجة له ، وسواء كان قد تزوج ثم فارق ، أو لم يتزوج واحد منهما حكاه الجوهري عن أهل اللغة ، يقال رجل أيم وامرأة أيم .
وقوله تعالى " إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله " الآية.
قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : رغبهم الله في التزويج وأمر به الأحرار والعبيد ووعدهم عليه الغنى فقال : " إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله" .
وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا محمود بن خالد الأزرق حدثنا عمر بن عبد الواحد عن سعيد - يعني ابن عبد العزيز - قال بلغني أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال : أطيعوا الله فيما أمركم به من النكاح ينجز لكم ما وعدكم من الغنى ، قال تعالى : " إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله".
وعن ابن مسعود التمسوا الغنى في النكاح ، يقول الله تعالى " إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله" رواه ابن جرير وذكر البغوي عن عمر نحوه .
وعن الليث عن محمد بن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ثلاثة حق على الله عونهم الناكح يريد العفاف والمكاتب يريد الأداء والغازي في سبيل الله " رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه.
وقد زوج النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الرجل الذي لم يجد عليه إلا إزاره ولم يقدر على خاتم من حديد ومع هذا فزوجه بتلك المرأة وجعل صداقها عليه أن يعلمها ما معه من القرآن .
والمعهود من كرم الله تعالى ولطفه أن يرزقه ما فيه كفاية لها وله .
وأما ما يورده كثير من الناس على أنه حديث " تزوجوا فقراء يغنكم الله " فلا أصل له ولم أره بإسناد قوي ولا ضعيف إلى الآن وفي القرآن غنية عنه وكذا هذه الأحاديث التي أوردناها ولله الحمد والمنة) أ.هـ.
والله اعلم
ومن الأحاديث التي ترشد إلى التزويج المبكر : قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر ، وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع ، فعليه بالصوم ، فإنه له وجاء ) متفق عليه من حديث ابن مسعود رضي الله عنه .
الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006