وساوس في الوضوء |
|
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله , و الصلاة و السلام على نبينا محمد صلى الله
عليه و سلم أما بعد , فأسأل الله العظيم أن يبارك لكم في هذا الموقع و في أوقاتكم , فبداية أنا شاب أقطن بالدانمارك قد من الله علي بالإلتزام قبل حوالي سنتين , فمن يومها حاولت جاهدا على جهاد نفسي و تعلم ديني , و لكن قبل قرابة ثلاثة أشهر بدأت عندي وساوس بدأت بالطهارة , فمرات إذا اغتسلت أو توضأت أحس و كأنني لم أغسل العظو جيدا , ولكنه و لله الحمد ذهبت و لم أعد أشتكي منها , و بعد ذلك بدأ معي وسواس آخر وهو أني كلما سمعت شيأ في الدين أحس و كأن شفتاي تريدان أن تبتسما , ثم تنتابني وساويس بعد ذلك بأني أبتسم استهزاء و العياذ بالله , و أعرف جيدا أن الإستهزاء بالدين ردة والعياذ بالله وهذا الذي يجعلني في ضيق شديد و قلق لأني أكره الكفر و أخاف أن أقع فيه , حتي إنه وصل بي الأمر إل أن إغتسلت بعض المرات
و تشهدت إحتياطا لديني , فأرجو أن تصبرو و تفصلو لي في الإجابة,سائلا الله جل و على أن يجعل فيها شفاء لي.
إذا إرتد الفرد و العياذ بالله ,هل يجب عليه الإغتسال و التشهد من جديد؟,الذين قالو بأن الغسل واجب فهل إذا إكتفى فقط بالوضوء و التوبة و التشهد هل يصح إسلامه ؟ وتقبل صلاته ؟
والسلام علبكم و رحمة الله
جواب الشيخ:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا الأمر يحصل لكثير جداً من المقبلين على التوبة ، وهو من مكائد الشيطان ، وقد وصف الله تعالى ، كيده بالضعف قال تعالى : ( إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً ).
وهدفه أن يرد التائب إلى ما كان عليه ، فمنهم من يوسوس له بالإياس من قبول الله توبته ، ومنهم من يعيد إلى ذاكرته ما كان يفعله ويزين له الرجوع إلى إتباع الشهوات ، ومنهم من يمنّيه بتأجيل التوبة ، ومنهم من يوسوس له بأنك كفرت فلا معنى لعملك الصالح وتوبتك ، ومنهم من يوسوس له في العبادات حتى يملّ ويتركها ، ومن توكّل على الله في إصلاح توبته ، ويتوجّـه إلى ربه صادقا أن يقيم قلبه على الإستقامة ، ثبتـّه الله بإذنه ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ،
والحل الجذري للوسواس الذي يأتي التائبين ـ لأنّ منه ما يكـون بسبب مرض عضوي ـ هـــو : ـ
أولا : أن تعلم أنه من عمل الشيطان ، وليس منك ، وتحضـّر في ذهنك ، صورة أنّ الشيطان يحُبِك هذا الوسواس بكيده ، فحينئذ تحدد المشكلة وتحاصرها ، فتصغر في نفسك ، ويهون عليك حلها .
وقد ألقى الشيطان في نفوس الصحابة رضي الله عنهم ، من الوساوس ما كان يزعجهم غاية الإزعاج ، فاشتكوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأرشدهم إلى الاستعانة بالله تعالى ، وتجاهل كيد الشيطان ، كما روى أبو هريرة في الصحيح :
( جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به قال وقد وجدتموه قالوا نعم قال ذاك صريح الإيمان )
وكما أبو هريرة رضي الله عنه أيضا :
( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا من خلق كذا حتى يقول من خلق ربك فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته ) .
قال في الفتح : ( أي عن الاسترسال معه في ذلك , بل يلجأ إلى الله في دفعه , ويعلم أنه يريد إفساد دينه وعقله بهذه الوسوسة , فينبغي أن يجتهد في دفعها بالاشتغال بغيرها , قال الخطابي : وجه هذا الحديث أن الشيطان إذا وسوس بذلك فاستعاذ الشخص بالله منه وكف عن مطاولته في ذلك اندفع , قال : وهذا بخلاف ما لو تعرض أحد من البشر بذلك فإنه يمكن قطعه بالحجة والبرهان , قال : والفرق بينهما أن الآدمي يقع منه الكلام بالسؤال والجواب والحال معه محصور , فإذا راعى الطريقة وأصاب الحجة انقطع , وأما الشيطان فليس لوسوسته انتهاء , بل كلما ألزم حجة زاغ إلى غيرها إلى أن يفضي بالمرء إلى الحيرة , نعوذ بالله من ذلك ) .
ثانيا : أن تأتي بعمل مضاد وهو عكس ما يأمرك به الوسواس تماما ، فهذا هو حلّه بهذه السهولة فحسـب ، فالوهم الذي يلقه الشيطان تقابله بالحقيقة ، فيتشتت الوسواس ، وتشعر أنه لم يكن سوى سـراب ، فقاعات ليس فيها سوى الأوهام ، فإذا جاءك وسواس إعادة الوضوء أو الغسل ، فلا تفعـل وهكذا .
ثالثا : تحصّن بالأذكار وقراءة القرآن وأكثــــر من الدعاء ( ربّ أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون ) ، وتكرار كلمة ( ربّ ) ، وجعلها قبل الإستعاذة تارة ، وبعدها تارة ، في دلالة على أنه لانجاة من الشيطان إلا بالإعتصام بالله تعالى وحده ، فيحمي العبد من بين يديه ، ومن خلفه من كيد الشياطين ، ،، والله أعلم