السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضية الشيخ
انا عضوة في كثير من المنتديات . احيانا يوجد مواضيع بها نقاش ومحاورة
فاشارك بها بحسب وجهة نظري وقد يكون كاتب الموضوع عضو او عضوة
فهل اتحمل اثم اذا شاركت بموضوع كاتبه عضو .؟
وسؤال اخر يتعلق في الكتابة في المنتديات :
اذا اضفت رد على مشاركة لعضو . ماهي حدود الرد عليه .
سواء كان الموضوع ديني . او ثقافي ؟
مع العلم انني اخاطب الجميع دائما بكلمة اخي واختي .
ولايتعدى الرد كلمة شكر او جزاك الله خير والدعاء لنا ولهم.
فهل انحمل اثم او ذنب على ذلك .؟
سؤال اخير يتعلق بنفس الموضوع:
انا صاحبة موقع وبه منتدى ويشارك عندي اعضاء وعضوات
هل يجوز ان ارد على المشاركين الجدد عند ترحيبهم ومشاركتهم ام لا.
في النهاية اتمنى ان تبين لنا فضيلة الشيخ:
ماهي شروط وحدود مشاركة الفتاة في المنتديات؟
افيدوني بذلك بارك الله فيكم .
حتى استفيد وتستفيد اخواتي المسلمات من هذه الفتوى .
***********************
جواب الشيخ:
الحمد لله والصلاة و السلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :
قد بين أن الله تعالى في آيتين من كتابه تلك آداب المحادثة بين الرجل والمرأة : ـ
الآية الأولى قوله تعالى( وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن ).
والآية الثانية قوله تعالى ( فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض ) .
وتدل الآيتان على ثلاثة آداب ، وهدفين مقصودين من تشريع هذه الآداب :
الأدب الأول أن يكون الخطاب عند الحاجة ( إذا سألتموهن متاعا ).
والأدب الثاني : يكون من وراء حجاب أي تكون المرأة متحجبة غير متبرجة.
والأدب الثالث : أن تتحدث المرأة حديثا جادا محتشما ليس فيه تمييع ولا تجميل وترقيق للصوت.
أما الهدفان المقصودان من هذه الآداب ، فهما : تطهير قلوب المؤمنين من دنس الفواحش ، وتحذير المرأة المحتشمة من الذين في قلوبهم مرض
إذن يجب أن يكون الحديث عند الحاجة فقط ، وعلى قدرها ، ومن وراء حجاب ، وبلا خضوع من القول .
فالواجب أن يتحلى المسلم وكذا المسلمة بالأدب والوقار والحشمة في الحديث ، ويختار كل منهما الأسماء الدالة على ذلك في المنتديات ، ويجب الابتعاد عما يثير الشبهة والريبة ، وما يستميل القلوب من الكلمات والألفاظ التي يزينها الشيطان ، ولو تذكر الإنسان أنه لا يرضى لأخته أو ابنته أن تخاطب بلفظ ما أو حتى بطريقة ما فيها إثارة ، لأحجمه ذلك أن يسلك هذا السبيل مع بنات الناس .
وننوه هنا إلى أن الرجل الذي يعرف معنى العفة ، والذي تلقى أدب الإسلام وعرف قيمة الأخت المسلمة ومكانتها في الإسلام ، يترفع بفطرته عن أن يبدو منه أي لفظ أو لهجة أو أسلوب خطاب يبدو فيه أنه يستميل بخضوع وميوعة فتاة أو أمرأة لاتحل له ، وكذلك المرأة التي فقهت طهارة الإسلام ، ولا يسلك ذلك السبيل المشين إلا من في قلبه مرض ومن انحطت مرتبته في العفة ، فهو يتطلع بقلب مريض ، قد زيّن فيه الشيطان حب المعصية .
وبهذا يتبين أنه إن احتاجت المسلمة أن تشارك في منتدى ليس خاصا بالنساء ، فليكن ذلك بنشر المواضيع المفيدة ، وإن أرادت أن ترد على موضوع يكون الرد خاليا مما يثير من الألفاظ التي تنافي ما أمرت به من الوقار في القول ، والحشمة في الخطاب الجاد مع الرجل ،وكذلك ينبغي على الرجــل ، وأما كلمة الترحيب العامة التي ليس فيها سوى " يرحب المنتدى بالعضو الجديد فلان ونسأل الله أن يجعل فيما يكتبه الخير والبركة " ونحو ذلك من الترحيب العام باسم المنتدى فلا شيء فيه ، وإذا لوحظ على مشارك أو مشاركة جنوح إلى ما لا ينبغي من أدب الإسلام في المنتدى ، أو باستغلال المشاركين فيه في علاقات خارجه ، فإنه يجب أن يماط الأذى عن الطريق والله أعلم