ماذا نفعل في زمن ومواضع الفتنة ؟ |
|
السؤال:
السلام عليكم
فضيلة الشيخ , لقد من الله علي بالتوية و بالقرب منه فأرجو منك أن تدعو الله لي بالهداية و الثبات
و أن يرضي الله عني و أن يأتيني في الدنيا حسنة
و في الآخرة حسنة .
فضيلة الشيخ , عندما أري ما تفعله بعض النساء
المنحرفات علي شاشات التفاز , أو في الشارع
مثلا أو بعض الزميلات في الكلية من تبرج صارخ
و تصرفات مائعة و خضوع بالقول و ملابس أقل ما يقل عنها انها فاضحة و مثيرة جدا , أحس بغضب
شديد فأنا و مثلي من الشباب لا نستطيع الزواج
الآن و في نفس الوقت لا نستطيع الصبر علي هذه
الأجساد العارية ذات العطور المثيرة و المفاتن التي
حرصن علي ابدائها بوسائل رهيبة , فالمصيبة انهن فتيات و نساء محترمات فعندما أري في الشارع عاهرة تريد الكسب من الحرام فهذا شيء مخالف تماما لما أراه من النساء المفترض فيهن الإحترام فعندما يغلي الدم في عروقي و أحس اني سأقع في الخطأ بدون وعي مني , اسارع بالإستغفار
و غض بصري و لكني أحس اني سأنفجر , فأنا
أدعو عليهن و أصبحت أبغضهن من أعماقي و لا
أستسيغ فكرة أن أدعو لهم مثلا بالهداية بل اني
- و أرجو أن توضح لي اذا ما كنت قد تعديت حدود الأدب مع الله عز و جل في هذا - أقول لا.. لا ..
لا يمكن أن تدخل هذه العاهرات و هذه الفتيات التي أفسدت علينا حياتنا و أرقتنا و عصفت براحة بالنا الجنة معنا , لا .. لا يا رب لا تغفر لهم أبدا
و لا تتب عليهم و لا تهديهم حتي يموتوا علي ذلك
و لا يدخلن الجنة أبدا .
لقد أطلت عليك يا شيخ و أدعو الله أن يغفر لي
لو انني أسأت فأرجو ارشادي الي حل لهذه المصائب التي أعيشها أنا و الشباب في بلدي
علما باني و الله أغض بصري و لا أشاهد الأفلام
أو الأغاني المصورة و لا أذهب للتصييف حتي لا
أفجع بالعري هناك .
و أرجو أن تخبرني حكم الإسلام فيما قلته عليهن
و السلام عليكم و رحمة الله
*********************
جواب الشيخ:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد : ـ
يمكن للمسلم أن يدعو على دعاة الفتن المضلة ، فقد ورد في الحديث عن المتبرجات العنوهن فإنهم ملعونات ، ولكن دون تعيين إحداهن بعينها .
ولكن الاولى أن يدعو لهن ، لاسيما إذا تذكرناأن الجهل قد عم الامة وطم ، وأن الناس يقعون في الفتن لانهم لم يروا نور الدعوة فحسب مع سلامة فطرتهم ، فإن وجدوه سارعوا إليه .
ولهذا فقد رأينا كثيرا من المتبرجات ـ حتى من الممثلات ـ قد تبن إلى الله تعالى ، بعدما أيقظهن الدعاة إلى الله تعالى من سباتهن
ـــــــــــ
والواجب على المسلم في هذا العصر عصر الفتن أن يتذكر دئما عندما يرى الفتنة ويعيش في بيئتها الامور التالية : ـ
أولا أن الله تعالى يعظم أجر الصابر العامل بطاعته ، في زمن الفتنة حتى يبلغ أحيانا خمسين ضعفا عن اجر العامل في زمن الصحابة لكن الصحابة أفضل لان فضل الصحبة يجعلهم أفضل الناس بعد الانبياء .
ذلك أن الله تعالى قد وضع الميزان فينزل الصبر على قدر البلاء ، ويعظم الاجر على قدر الصبر .
فإذن هي فرصة كبيرة لنيل الدرجات العلا من الجنة بالصبر في زمن الفتنة فلماذا لايغتنمها العبد .
ــــــــــ
ثانيا : أن هذه الفتن التي يراها المؤمن ، مثل النساء المتبرجات ، والمال ، ومتاع الدنيا ، مجرد صور جميلة وراءها دمار الروح ، وخراب الجسد ، وعذاب الله تعالى ، فيجب أن لايقف عند الصور الظاهرة المزخرفة ، بل ينظر إلى ما وراء ذلك بنور بصيرته ، ينظر إلى غضب الله تعالى ، وإلى عقابه الذي يكمن وراء هذه الصور البراقة الخداعة فيما لو عصى الله بسببها.
ـــــــــــــ
ثالثا : على المؤمن أن يتذكر أن النهاية قريبة ، فزمن الفتنة لايدوم طويلا ، ولهذا كل المؤشرات تسوقنا إلى قرب النهاية ، فإن لم يدركنا ذلك ، فالموت نهاية محتومة ، فليتذكر من يعترض للفتنة أن الموت سيهدم كل اللذات ، وبعده لاينفعه إلا الاعمال الصالحات .
ــــــــــــ
رابعا :ـ الاعمال الصالحة خاصة فرائض الصلاة لاسيما صلاة الفجر في جماعة ، و دوام ذكر الله تعالى وقراءة القرآن وصلاة الليل ، والصوم ، خير معين على ثبات القلب ، وقوته أمام الفتن ، وانبعاث نور البصيرة منه، إذا اشتبهت الامور .
ـــــــــ
خامسا : ـيجب على المسلم أن يتجنب تعريض نفسه للفتنة وينأى بنفسه عن مواضعها ، ويكثر مكثه في بيوت الله تعالى ، ومع الصالحين الذاكرين الله كثيرا والذاكرات .
وعليه أن يكثر من دعاء الله تعالى مع الالحاح ، أن يحفظه وهو خير حافظا ، وأرحم الراحمين والله أعلم
الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006