ماحكم هذا الكتاب وهذه الصحف ؟

 

السؤال:

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على آشرف الأنبياء والمرسلين :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

أولاً : أشكر القائمين على هذا الموقع والذي أسأل الله أن يعم بنفع الإصلام والمسلمين وأن يجزي القائمين عليه خير الجزاء .

سؤالي ـ
كتاب يباع في المكتبات في بلاد إسلامية وهذا الكتاب يقدح في الصحابه وينتقص من سنة محمد صلى الله عليه وسلم ويهمز ويلمز في الدعاة والصالحين والعلماء ويروج للرذيلة وأخبار الفاسقين :
ماحكم شراء هذا الكتاب وقرائته ؟وإذا كان هناك صحف تنحى هذا المنحى ماحكمها ؟

بارك الله فيكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين .

***************

جواب الشيخ:

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

لايجوز بيع هذه الكتب ،  وبائعها شريكهم في آثامهم وقــد قال تعالى ( ولاتعاونوا على الإثم والعدوان ) وهـذا منــه ، وقال تعالى : {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُـمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِــي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً } .

 

قال الإمام القرطبي رحمه الله : " فدل بهذا على وجوب اجتنـاب أصحاب المعاصي إذا ظهر منهم منكر ; لأن من لم يجتنبهم فقـد رضي فعلهم , والرضا بالكفر كفر ; قال الله عز وجل : " إنكم إذا مثلهم " . فكل من جلس في مجلس معصية ولم ينكـر عليهم يكون معهم في الوزر سواء , وينبغي أن ينكر عليهم إذا تكلموا بالمعصية وعملوا بها ; فإن لم يقدر على النكير عليهم فينبغـي أن يقوم عنهم حتى لا يكون من أهل هذه الآية . وقد روي عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه أنه أخذ قوما يشربون الخمر , فقيل له عن أحد الحاضرين : إنه صائم , فحمل عليــه الأدب ( أي عزره ) وقرأ هذه الآية " إنكم إذا مثلهم " أي إن الرضا بالمعصية معصية ; ولهـذا يؤاخذ الفاعل والراضي بعقوبة المعاصــي حتى يهلكوا بأجمعهم .

 

وهذه المماثلة ليست في جميع الصفات , ولكنه إلزام شبه بحكـم الظاهر من المقارنة ; كما قال : فكل قرين بالمقارن يقتدي وقـد تقدم . وإذا ثبت تجنب أصحاب المعاصي كما بينا فتجنب أهـل البدع والأهواء أولى " .

 

وقال الإمام ابن كثير : وقوله " وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم " أي إنكم إذا ارتكبتم النهي بعد وصوله إليكم ورضيتم بالجلوس معهم في المكان الذي يكفر فيه بآيات الله ويستهزأ وينتقص بها وأقررتموهم على ذلك فقد شاركتموهم في الذي هم فيه فلهذا قال تعالى " إنكم إذا مثلهم " في المأثم كما جاء في الحديث " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يدار عليها الخمر " والذي أحيل عليه في هذه الآية من النهي في ذلك هو قوله تعالى في سورة الأنعام وهي مكية " وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا " فأعرض عنهم الآية "

 

فإذا كان القعود مع المستهزئين بآيات الله يجعل القاعد مثلهم في الحكم ، فكيف بمن يبيع كفرهم وباطلهم ! عافنا الله من سبل الردى .

 

وفي الحديث الصحيح : إنّ الله إذا حرم شيئا حرم ثمنه ، أخرجه أحمد وأبو داود وغيرهما .

 

والعجب والله كل العجـب ، أن هؤلاء الذين يشجعــــون على ترويج هذه القاذروات في بلاد المسلمين ، تحت ذريعة الحرية الفكرية ، يحاربون مجرد النقد لسلطاتهم أشد الحـرب ، ويمنعون كل منشور يفضح جرائمهم ، ويطاردون المفكرين الأحرار الذين ينطقون بكلمة الحق ، ويلقونهم في غياهب السجون ، ويغلقـون مواقع الإنترنت التي تفضخ خياناتهم ، فـلا يعرفون حريـة الرأي إلا عندما تتطاول على خالقهــم ، وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ، وشريعتهم  ، {فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضــاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ } .


الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006