هل يقاس ما يفعله الذين يوالون الكفار ويعينونهم على مخططهم بفعل حاطب رضي الله عنه ؟

 

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( 1 ) شيخنا الفاضل كيف نرد على من يلتمس العذر لأفعال الحكام بعدم تطبيق الشريعه واجبار الناس على التحاكم الى الطاغوت ولا يلتمس العذر للشباب الذين وان اخطئوا في بعض الأمور ويسمونهم الخوارج من غير نقاش معهم ولا تبيين حجتهم او على الأقل شبهتهم ؟

( 2 ) وكيف نرد على من يقول لو كفرنا الحكام في مظاهرتهم للمشركين ومساعدتهم على قتل المسلمين والإمساك بالمجاهدين وتسهيل الطرق لهم في غزو البلاد المسلمه حتى لو بالأخبار لكفرنا الصحابي الجليل حاطب الذي أرسل للمشركين عن أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم وجيشه خشية على اهله وهو كان خائف على ماله واهله ولم يكفره الله ورسوله فكيف نكفر هؤلاء الحكام الذين يصلون ويتصدقون ويبنون المساجد وهم خائفون على كراسيهم ومصالحهم ؟

أفتونا جزاكم الله خير
ملاحظه عاجل جداا الله يجزاك خير

**************************

جواب الشيخ:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

مثل الذي يشبه ما يفعله الحكام الخونة في موالاتهم الصليبيين وإباحة بلاد الإسلام لهم ، بفعل حاطب رضي الله عنه .

مثلهم كمَثَــل الذي يشبّه من يستحل الزنا بالمحارم ويصبح ويمسي يفجر بأمه وابنته ، وأخته ، يشبهه بمن نظر إلى امرأة نظرة شهوة فلما لبث أن تاب وأناب وندم !!
--------------
أو كمثــل رجل يشبه من يستحل قتل الانبياء ، بمن صفع غلامه ظلما ثم تاب وتصدق عليه !!
------------
أو كمَثَـــل الذي يشبّه مستحل الرباالذي أسس له مؤسسات وقوانين تحميها ، وورط ملايين المسلمين في هذا الحوب العظيم ، ودافع عنه أنه فائدة تنعش الاقتصاد وليس ربا ، يشبهــه بمسلم باع بيعة شرعية وكتم عيبا في السلعة ثم تاب وأناب وأخبر المشتري ليعفو عنــه !!
-----------
أو كمثل الذي يشبه من جاء بخزان مليء من العذرة والبول والقيح ـ أجلكم الله ـ فألقاه في مصلى المسجد عمدا ، فملأ ما هنالك من النتن ، بمن سقطت منه قطرة دم على بساط المسجد تهاونا منه ، ثم ندم وغسلها!!
--------
هؤلاء الذين جندهم الشيطان ، في لي أعناق النصوص ، وتطويعها لأهواء الذين باعوا دينهم وأمتهم للأجنبي ، وأي أجنبي ، الأجنبي الصهيوني الصليبي اشد الناس عداوة للإسلام ، ليتصرف في أمتنا وبلادنا ويخضعها لأحكام الطاغــوت ، هم من أعظم البلاء على أمتنا ، وهم الذين قال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم أخوف ما أخاف على أمتي الائمة المضلون ، وقال عنهم عمر رضي الله عنه في بيان اسباب هلاك الناس : جدال منافق بالقرآن ، وقال ابن المبارك رحمه الله : ـ
وهل أفسد الدين إلا الملوك ** وأحبار سوء ورهبانهـــــا
------------
والفرق بين ما فعله حاطب رضي الله عنه ، أنه كان مؤمناوليس منافقا ـ بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم ـ وهذا يقتضي أنه كان موقنا بنصر الله لنبيه صلى الله عليه وسلم إذ هو وعد لايتخلف ، فعلم أن إخباره قريشا بخبر ستعلمه حتما، يحقق له تأمين أهله في مكة ، ولايعود بالضرر على الإسلام ، فهو كمــن يفعل فعــلا يعلم أنه لاضرر منه البتة ، كما لو أخبر المسلم الأسير الكفار ببعض نبأ المجاهدين يعلم أنه لافائدة تذكر منه للأعــداء ، ولايبلغ ضررا يذكر على الاسلام ، ينبئهم بذلك مقابل ان يطلقوه ، وهذا يفعله كثير من الأسرى المجاهدين في التحقيقات، ومثلــه ليس من الموالاة لأعداء الله تعالى ، ومع ذلك فإن حاطبا قد أغضب النبي صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا ، حتى استأذن عمر رضي الله عنه أن يضرب عنقه ، فما شفع له إلا أنه شهد بدرا . --------
وأما اليوم فإن هؤلاء الطواغيت يبلغون غاية الضرر بالإسلام بتمكين الكفار من سفك دماء المسلمين ، واحتلال أرضهم ، ونشر كفرهم ، واستعلاءهم بحكم الطاغوت على بلاد الإسلام ، وإظهارهم أولياءهم من المشركين المنتسبين إلى اٍلإسلام في بلاد المسلمــين ، وإباحة عظائم الفواحش والمنكرات ، ونشر الخمور والدعارة والفساد ، كل ذلك يحصل بتمكين الكفار من بلاد المسلمين ، وهؤلاء الخونة الزعماء يعلمون أن إعانتهم الكفار على احتلالهم لبلاد الإسلام يحصل به هذا كله ، واضعافه ، ومع ذلك يفعلون ذلك طمعا في بقاء ملكهم .

كأن الكفار قــد قالوا لهم : إما أن تعينونا على إفساد المسلمين ودينهم ، أو نفسد ملكهم وزعاماتكم ، فآثروا الدنيا على الاخرة ، كما في الحديث " بادروا بالاعمال فتنا كقطع الليل المظلم ، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ، ويمسي مؤمنــا ويصبح كافــرا يبيع دينه بعرض من الدنيا ) ـ
رواه مسلم
-------------
والعجب أن هؤلاء الساسة الخونة قد تجاوزوا منذ أمد بعــيد دائرة المعصية ، إلى أن أدخلهم أولياؤهم الكفار في اتباع مناهجهم الفكرية ، وسبلهم الاعتقادية ، والتوقيع على مواثيق قانونية دولية طاغوتية ، مبنية على ما ينقض دين الإسلام.

وأشركهم أولياؤهم الكفار في الموافقة على تغيير المناهج التعليمية ، والدعوة إلى دين جديد مبني على إلغاء الولاء والبراء ، ومساواة المسلم بالكافر ، وحصر الإسلام في ضمائر الناس ودور العبادة ، وأن يضعوا القوانين التي تسمح بظهور الكفر والشرك ، ومناهج الإلحــاد ، وكل اعتقاد كافر حتى الاضرحــة التي تعبــد من دون الله تعالى بحجة التعددية والديمقراطية!!
--------
ومع ذلك فلازال هؤلاء البلهاء المعتذرون للطواغيت ، يعيشون في أوهام الماضي ، ويحسبون أننا في نقاش نظري حول المسلم العاصي .

أيهاالبله السادرون في غيهم ، لقد تخطى الكفار وأولياؤهم ، تلك الدائرة منذ أمد بعيد ، وما يحاك اليوم للإسلام والمسلمين ، يقصد به هدم أصل عقيدتهم ، فاستيقظوا !!
------------
وأعجب من هذا كله تصرف بعض هؤلاء المغفلين في تكفير من يطوف بالقبر ، ثم التوقف في تكفير الطاغوت الأكبر الذي يسن لعبدة القبور القوانين الذي تحميهم وتشرع لهم ما يفعلون !!

ذلك الطاغوت الأكبر الذي يدعو إلى احترام التعددية العقائدية والسماح بإظهار كل دعوة إلى الكفر والشرك ، في إطار الوطن الواحد ، هذه الوثنية الجديدة التي أصبح يتغني به من يحسبون على الفكر الإسلامي ، وقد أضلهم الشيطان ضلالا بعيدا .ـ
---------
ثم عش تـــر مالم تـــر ، قوم يكفرون من يسجد لقبر ولي ، ويتوقفون في تكفيــر من يمكن للكفار لإحتلال بلاد الإسلام وهو يعلم أنهم لن يسمحوا ـ بحجة التعددية الفكرية والعقائدية وحرية الاديان ـ بعبادة الاضرحة والقبور فحســب ، بل حتى بإظهار عبادة إبليس ، إذ كل المعبودات عندهم سواء ، مادامت تصد الناس عن دين الإسلام ، وتسمح بانتشار التنصير في بلاد المسلمين ، وتسخر بلادهم لأطماع اليهود !!ـ
----------
فسبحان الله ، كيف وصل الحال بهؤلاء الجهال ، أن تضطرب عقولهم إلى هذه الدرجة ، ويصيبها الصــدأ فتنحــدر إلى هذا الدرك الأسفــل ، ثم يجادلون زاعمين أن مورد النزاع ،هو في حكام يصلون ويصومون ويرتادون المساجد ، ويحمون حوزة الإسلام ، ويقيمون الشرع ، وتقع منهم بعض المواقف والزلات ، !!
------------------
ولكن إلى الله تعالى المشتكى وحسبنا الله ونعم الوكيل

الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006