فضيلة الشيخ ما هي قضية فدك وما قصتها ؟ |
|
الحمد لله ، والصلاة والسلام على نبينا محمد ، وعلى آله ، وصحبه ، وبعد :
أرض فدك ، قرية في الحجاز ، كانت لليهود ، ولمّا ظهر الرسول عليهالصلاة والسلام على خيبر ،صالحوا رسول الله صلىالله عليه وآله وسلم ، وكذا فعل أهلُ فَـدَك من شدّة رعبهم منه صلى الله عليه ، وعلى آله ، وصحبه ، وسلم .
فكانت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ينفق منها كما أمره الله تعالى ، لأنها مما لم يُوجف عليها بخيل ولا ركاب ، فلما انتقل إلى الرفيق الأعلى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، عمل فيها الصديق وفق الحديث : ( إنا معاشر الأنبياء لانورث ، ما تركناه صدقة ) ، فكان يعمل فيها عمل رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلَّم ، فاتخذت الرافضة هذه القضية ، ذريعة للطعن في الصحابة ، وإدعاء أنهم ظلموا فاطمة ، وأهل البيت ، وإنما مقصدهم من ذلك أهداف سياسية خبيثة ،
ومن أقوى الردود عليهم ، أنَّ عليا رضي الله عنه نفسه عندما تولّى ، عَمِل فيما تركه النبيِّ صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، ما عمل فهي الخلفاء الراشدون قبله ، فلمّا صارت فَدَك ، وغيرها ، تحت حكمه ، لم يعطها لأولاد فاطمة رضي الله عنها ، ولا غيّر شيئا مما تركه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، ولم يخالف من قبله من الخلفاء رضي الله عنهم أجمعين .
وقد قال الإمام ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية : (كان سهم النبي صلى الله عليه وسلم الذي أصاب مع المسلمين، مما قسم بخيبر ، وفدك بكمالها، وهي طائفة كبيرة من أرض خيبر، نزلوا من شدّة رعبهم منه صلوات الله وسلامهعليه، فصالحوه ، وأموال بني النضير المتقدم ذكرها ، مما لم يوجف المسلمون عليه بخيل، ولا ركاب، فكانت هذه الأموال لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة.
وكان يعزل منها نفقة أهله لسنة، ثم يجعل ما بقي مجْعـل مال الله،يصرفه في الكراع، والسلاح، ومصالح المسلمين، فلما مات صلوات الله وسلامه عليه ،اعتقدت فاطمة وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم - أو أكثرهنّ - أنَّ هذه الأراضي تكونموروثة عنه، ولم يبلغهم ما ثبت عنه من قوله صلى الله عليه وسلم: (نحن معشرالأنبياء لا نورث، ما تركناه فهو صدقة).
ولما طلبت فاطمة، وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم، والعباس، نصيبهممن ذلك، وسألوا الصديق أن يسلمه إليهم، ذكر لهم قول رسول الله صلى الله عليهوسلم: (لا نورث ما تركنا صدقة ).
وقال: أنا أعول من كان يعول رسول الله، والله لقرابة رسول اللهصلى الله عليه وسلم أحب إلـيّ أن أصل من قرابتي، وصدق رضي الله عنه ، وأرضاه ، فإنه البار، الراشد في ذلك ، التابع للحق ) أ.هـ 4/232
أما إدّعاء أن النبيّ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ،وهب فدك لفاطمة رضي الله عنها، فكذب لم يصح فيه شيء
الكاتب: زائر
التاريخ: 04/03/2009