كيف نتمسك بالعترة ؟!
|
|
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
شيخنا الفاضل أرجوا ان تتفضل وتجيب على أسئلتي
المتعلقة بهذا الحديث:
"تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب
الله وعترتي أهل بيتي"
كيف استطيع ان اتمسك بأهل البيت؟ وكيف استدل على علمهم
؟ وهل يجوز من باب الجمع بين هذا الحديث وحديث سنتي أن
اتمسك بأهل البيت فقط من باب التحري؟ ولماذا لم جمع
فقه الامام جعفر الصادق عند السنة؟ وهل يجوز اتباع هذا
المذهب حرصا على وصية الرسول صلى اله عليه وسلم؟
هل يمكن ان تفسر معنى هذا الحديث خصوصا معنى كلمة
التمسك؟
أعلم أن هذا الحديث كثيرا ما يكون مدخل للشيعة عند أهل
السنة فالرجاء افادتي في هذا الموضوع وجزاكم الله
خيرا،
**********************
جواب الشيخ:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحديث إن صح يدل على أمرين :
ـ الاول أن أهل البيت لايجتمعون على الضلالة ، وهذا قول بعض العلماء ، ولكن أهل البيت هم أكثر من علي والحسن والحسين ، بل هم أكثر بكثير من هؤلاء كما سيأتي .
الثاني وجوب التمسك بحق أهل البيت وتوقيرهم بما يليق بمنزلتهم وهذا كله حق لايختلف فيه أهل السنة والجماعة .
ـــــــــــــ
قال شيخ الاسلام ابن تيمية في الرد على من زعم الاستدلال بهذا الحديث على إمامة علي رضي الله عنه بعد النبي صلى الله عليه وسلم : ـ
الوجه الاول : ـ
الحديث ورد بهذه اللفظ : ـ
إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله و عترتي أهل بيتي و لن يفترقا حتى يردا علي الحوض .
فهذا رواه الترمذى وقد سئل عنه احمد بن حنبل فضعفه وضعفه غير واحد من أهل العلم وقالوا لا يصح وقد أجاب عنه طائفة بما يدل على أن أهل بيته كلهم لا يجتمعون على ضلالة قالوا ونحن نقول بذلك كما ذكر القاضي أبو يعلي وغيره
ـــــــــــــــ
ثم قال: ـ
الوجه الثاني إن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن عترته أنها والكتاب لن يفترقا حتى يردا عليه الحوض وهو الصادق المصدوق فيدل على إن اجماع العترة حجة وهذا قول طائفة من أصحابنا وذكره القاضي في المعتمد لكن العترة هم بنو هاشم كلهم ولد العباس وولد علي وولد الحارث بن عبد المطلب وسائر بني أبي طالب وغيرهم وعلي وحده ليس هو العترة وسيد العترة هو رسول الله صلى الله عليه وسلم .
يبين ذلك إن علماء العترة كابن عباس وغيره لم يكونوا يوجبون اتباع علي في كل ما يقولما يفتي به ولا عرف أن أحدا من أئمة السلف لا من بنى هاشم ولا غيرهم قال انه يجب اتباع علي في كل ما يقوله .
الوجه الثالث أن العترة لم تجتمع على إمامة علي ، ولا أفضليته ، بل أئمة العترة كابن عباس وغيره يقدمون أبا بكر وعمر في الإمامة والأفضلية وكذلك سائر بنو هاشم من العباسيين والجعفريين واكثر العلويين وهم مقرون بإمامة أبي بكر وعمر وفيهم من أصحاب مالك وأبي حنيفة والشافعي واحمد وغيرهم أضعاف من فيهم من الإمامية .
والنقل الثابت عن جميع علماء أهل البيت من بني هاشم من التابعين وتابعيهم من ولد الحسين بن علي وولد الحسن وغيرهما انهم كانوا يتولون أبا بكر وعمر وكانوا يفضلونهما على علي والنقول عنهم ثابتة متواترة .
وقد صنف الحافظ أبو الحسن الدارقطني كتاب ثناء الصحابة على القرابة وثناء القرابة على الصحابة وذكر فيه من ذلك قطعة وكذلك كل من صنف من أهل الحديث في السنة مثل كتاب السنة لعبد الله ابن احمد و السنة للخلال و السنة لابن بطة والسنة للآجري واللالكائي والبيهقي وابن ذر الهروي والطلمنكي وابن حفص بن شاهين و أضعاف هؤلاء الكتب التي يحتج هذا بالعزو إليها مثل كتاب فضائل الصحابة للإمام احمد ولأبي نعيم وتفسير الثعلبي وفيها من ذكر فضائل الثلاثة ما هو من اعظم الحجج عليه فان كان هذا القدر حجة فهو حجة له وعليه و الا فلا يحتج به .
الوجه الرابع إن هذا معارض بما هو أقوى منه وهو أن إجماع الأمة حجة بالكتاب والسنة والإجماع والعترة بعض الأمة فيلزم من ثبوت إجماع الأمة إجماع العترة وأفضل الأمة أبو بكر رضي الله عنه ) .
انتهى كلامه وأرجو أن يكون واضحا ، والحاصل أن معنى التمسك بهم ، داخل في معنى التمسك بماكان عليه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، من أمر الدين القويم ، والصراط المستقيم ، ولكن لاهل البيت زيادة حق ، وجبت بالقرابة ، فنحن متمسكون بذلك ، ومستمسكون بما أجمعوا عليه ، ومما أجمعوا عليه إمامة الصديق والفاروق ، وتولي وحسن القول في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، أما الواحد من العترة فليس معصوما ، حتى علي رضي الله عنه نفسه لم يكن معصوما ، ولا كانت العترة تعتقد أنه كان معصوما ، بل كانوا يخالفونه في بعض فتاواه رضي الله عنهم اجمعين والله اعلم
الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006