السؤال:

جزاك الله خيرا يا شيخ..
وجدت على أحد مواقع الإنترنت هذا السؤال من شخص غير مسلم .
أرجو أن تجيب عليه وأن تكتب كلمة تدعوه فيها للإسلام لأقوم بإرسالها له إن شاء الله ..
جعلنا الله سببا في هدايته..
الســـــؤال
(بتصرف)
أنا غير-مُسْلِم لكن عندي فضول عظيم تجاه الإسلام.
سؤال: أوصاف الحياة بعد الموت هل تُؤخَذ حَرفيَّا أو رمزيا؟
مثلاً: وصف نعيم الجنة الذي أُعِدَّ للرجل الصالح من المسلمين حيث عنده كثير و كثير من العذارى (كتبها كالتالي lots and lots of virgins tending them) ...
هل يؤوَّلُ هذا حَرفيَّا؟
ماذا عن جهنّم؟ هل هناك نار بالمعنى الحرفي للكلمة؟
شكرا.

***********************

جواب الشيخ:

الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
لم يأت الإسلام في هذا الشأن ، شأن الإيمان بما يحدث بعد الموت ، إلا بمثل ماجاء به كل الانبياء السابقين على محمد صلى الله عليه وسلم .br /> ---------
وهو أن الله تعالى خلق الروح الانسانية لتبقى بقاء أبديا ، فهي غير قابلة للفناء منذ أن خلقت ، ثم إن الله تعالى يهبها الجسد في الحياة الدنيا ليكون آلة تتوصل بها إلى ما تريد ، ثم عند ساعة الموت تخرج الروح وتبقى في مرحلة في حالة روحانية محضة ، منفصلة عن الجسد ، وهي في هذه الحالة تلاقي نعيما أو عذابا وفق ما كانت تعمله في الدنيا لكنه نعيم أو عذاب روحاني، ثم تأتي المرحلة الاخيرة وهي مرحلة الآخرة وهي الحياة الابدية التي لاتنتهي ، حيث تخلق الاجساد مرة أخرى وتعاد الأرواح إليها ، ثم يحاسبها الله تعالى المحاسبة الأخيرة .
---------------------
وهناك ينقسم الناس إلى ثلاثة أقسام : قسم يدخلون الجنة من غير أن يمسهم عذاب وهم المتقون الابرار ، فيتمتعون بالنعيم بواسطة الاجساد التي أعطاها الله تعالى للارواح في الجنة ، وهي أجساد فائقة جدا غير قابلة للفناء ذات قدرات خارقة وجمال خارق. والقسم الثاني الذين يدخلون العذاب لانهم كفروا بالله وعملوا السيئات بالدنيا ، فهؤلاء يعطون أجسادا غير قابلة للفناء أيضا ، لكن عدم قبولها للفناء ، سيكون ليس في صالحها لانها ستبقى معذبة لاتزول رغم شدة العذاب .
وقسم غير كفار ، لكنهم عملوا سيئات كثيرة رغم كونهم عملوا بعض الحسنات ، فهؤلاء يعذبون على قدر سيئاتهم ، ثم يدخلون الجنة في النعيم الابدي وينعمون كما ينعم القسم الاول .
-----------------
لكن درجات المنعمين تختلف على قدر عملهم الصالح في الدنيا
والنعيم في الجنة روحاني وجسدي ، ليس رمزيا ، هكذا جاءت تعاليم الانبياء كلهم ، وما عند اليهود والنصارى من أن النعيم الاخروي يكون رمزيا ليس حسيا ، هو مما حرفوه من دينهم ، فلم تكن تعاليم النبيين موسى وعيسى عليهم السلام إلا متطابقة مع جميع الانبياء ومنهم محمد صلى الله عليه وسلم وهو أن نعيم الجنة روحاني وجسدي أيضا.
---------------------
والاسلام عندما يأتي بهذه العقيدة ، يجعل الانسان يعيش لأمل جميل لايوصف مقدار جماله ، فيحول حياة الانسان إلى حياة لها معنى سام جدا ، وهدف نبيل جدا ، وهو إرضاء خالقه وفعل الصالحات ، والاحسان إلى الناس ، ليصل إلى حياة يعيش فيها في سعادة أبدية ، ليس فيها شيء من الالم أو الشر والسوء .
ولهذا نحن ندعوك إلى الاسلام ، وسوف تجد في رحاب الايمان بهذا الدين العظيم ، أن حياتك تحولت إلى سعادة لاتوصف ، وأنك وجدت مغزى جميلا رائعا لهذه الحياة ،وهدفا ساميا لها ، فتفوز بسعادة الدنيا ، ونعيم الاخرة ، فهلم إلى السعادة الحقيقية ، وأعلن الدخول في الإسلام .

والله اعلم