السؤال:

أنا لا أحف الحواجب ولكن زوجي يرغب في ذلك ، فهل يجوز لك أن أفعل ذلك من باب تنفيذ رغبة الزوج فقط ؟

*********************

جواب الشيخ:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لايجوز لها ذلك حتى لو أمرها زوجها ، لأن الحديث عام ( لعن الله النامصة و المتنمصة ) وهي التي تنتف شعر حاجبيها ـ وفي الحديث أيضا ( لا طاعة لأحد في معصية الله إنما الطاعة في المعروف ) .ـ
ــــــــ
وينبغي أن يعلم المسلم أن من الامور التي حرمها الله تعالى ما له تأثير سيء على الروح من حيث لانعلم ذلك ، ولهذا لامجال لإعمال العقل في رد نصوص الوحي ، ومعلوم أن الروح التي تسكن البدن ، تأخذ شكله وتتأثر بما يصنع فيه .ـ
ــــــــــ
وقد حرم الله تعالى أمورا لأن الشيطان يدعو إليها لما من تأثيرها الشيطاني على روح الانسان ، مثل الوشم ، والنمص ،وفي الحديث الصحيح إذا استيقظ أحدكم من نومه فلايغمس يده في الاناء حتى يغسلها ثلاثا فإن أحدكم لايدري أين باتت يده ،
ــــــــــــــــــ
وهذا التأثير الذي يصيب اليدين في المنام ، لانعلم كنهه، هو من الجهة الروحانية ،ليس الجهة المادية ، وذلك من تأثير الشيطان على روح الإنسان في المنام ، لانه يتوصل إلى التأثير على ابن آدم في منامه أكثر من يقظته في كثير من الاحيان ، ولهذا أمر المسلم أن يقرأ آية الكرسي لئلا يقربه شيطان ، ولهذا جاء في الحديث إن الشيطان يعقد على قافية أحدكم إذا نام ثلاث عقد ، فإذا استيقظ فذكر الله انحلت عقدة ، فإذا توضأ انحلت عقدة ، وإذا صلى انحلت عقدة ، فأصبح طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان .ـ
ـــــــــــــ
ولهذا حتى لو ربط يديه أو جعلها في قفازات يجب عليه أن يغسلهما قبل إدخالهما الاناء بعد الاستيقاظ ، وكذا ما يأمر به الشيطان ابن آدم من بعض التغيير في الجسد مما حرمه الله تعالى ، قد يكون للشيطان مقصد في إضرار روحي لانعلمه ، وهو جانب اللاوعي الذي له النصيب الاكبر في الحركة الانسانية ، من حيث لانشعر ، ولهذا يجب علينا أن ننقاد للوحي الالهي ، وما أمرنا به نبينا صلى الله عليه وسلم لانه أعلم بمصلحتنا من أنفسنا ، ونقول في كل حال : سمعنا واطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير والله اعلم