سؤال غير مسلمة هجرها مسلم تائبا ؟؟!!

 


السؤال:

هذا السؤال أرسله لنا الأخوة الأفاضل في موقع طريق الإسلام .
" : "أنا امرأة(....) أرجو أن تساعدوني ببذل النصيحة لي. إن لي عشيقا من (....) وكانت العلاقة بيننا رائعة وكنت أحمد الله (تعالى) على أن هيأ لي رفيقا كهذا (!!) وقد بذلت قصارى جهدي في التعرف على دينه وثقافته فبدأ يعلمني العربية وأصبحت أقرأ كل ما يقع في يدي عن الإسلام. وقد قرأنا ترجمة بعض معاني القرآن باللغة الإنجليزية منذ أيام قلائل. وتراءى لي كل شيء عن مستقبلي مع محبوبي من خلاله. وكنت على أتم الاستعداد لعمل أي شيء لأظل مع هذا المحبوب حتى وإن وصل الأمر إلى السفر إلى بلده الأصلي. ولقد هجرني بالأمس قائلا أنه قد أدرك العبء الذي يشكله وجود عشيقة في حياته وأنه لا يستطيع أن يستمر في عصيانه لربه. وعلى الرغم من كونه لا يود مفارقتي إلا أنه يخشى من عقاب الله (تعالى). وإن الألم ليعتصر قلبي وما أدري ماذا عساي أن أفعل وأود لو وجدت من يعينني لأجد حلا لما أعانيه" .

*********************


جواب الشيخ:

الحمد لله الذي بصر هذا الأخ المسلم طريق الهدى ،وأنعم عليك بالاستقامة بعد الضلال ، ونسأله سبحانه أن يمن على المرأة بالهداية إلى الإسلام أن يشرح صدرها للإيمان ، ويجعل في قلبها حلاوة الإيمان بدل ما تجد في قلبها من ألم الفراق آمين .
وهذا نصيحتي للمرأة : ما فعله الأخ المسلم هو عين الصواب ، فالإسلام ـ وكل الأديان كذلك ـ يحرم معاشرة المرأة من غير زواج ، وإنما حرم الإسلام معاشرة الرجل للمرأة قبل الزواج ، لانه يريد أن يرفع المرأة ويشرفها عن أن تكون موضع شهوة للرجل فقط ، يقضي بها شهوته ، ثم يمضى عنها إلى غيرها ، فالمرأة في الإسلام أرفع قدرا من أن تكون علاقة عابرة للرجال الباحثين عن الشهوات الجنسية ، وإذا أراد الرجل أن يثبت للمرأة حبه لها ، فيلتزوجها أولا ، ليثبت لها أنه يريدها زوجة تشاركه حياته ، وأما لأولاده ، فيكرمها ، ولا يستحل شيئا من جسدها إلا بعد هذه الخطوة التي يثبت بها حبه الحقيقي القائم على المودة والاحترام المتبادل ، ولهذا السبب ففي الإسلام يعتبر عقد الزواج عقدا مقدسا .
وهذا الأخ المسلم اهتدى إلى هذه الحقيقة وشعر أن الله يراقبه ، وأن الله يبغض علاقته غير الشرعية بالمرأة ، تلك العلاقة التي تنافي ما يريده الله تعالى من المسلم في الإسلام ، إن الله تعالى يبغض اشد البغض أن يتحول الرجل إلى باحث عن الشهوة الجنسية في جسد المرأة فقط ، دون أن يمنحها حبا طاهرا عفيفا ، يبدأ بالزواج ويكتمل بتكوين أسرة صالحة تعبد الله تعالى وتستقيم على تعاليمه .
وإنه من المفترض أن تتقبلي هذا التحول من هذا المسلم ، لانه تغير إلى الأفضل ، واصبح الآن يفكر بعقله لا بشهوته ، وهو لم يدع العلاقة معك لانه يريد إيذاءك ، أو إلحاق الضرر بك ، بل لانه استيقظ وتبين له أنه كان يعصي الله تعالى ، ولم يعد قادرا على الاستمرار ، إنه يتألم كثيرا من كونه يخالف معتقداته ، فيجب أن تتفهمي ما يعني ذلك بالنسبة للمسلم ، إنه باستمراره بتكوين العلاقة المحرمة يعيش في عذاب الضمير ، والخوف من عقوبة الله تعالى في الآخرة ، صدقيني أنه كان يحتقر نفسه لانه يقيم علاقة محرمة مع امرأة وهو يعلم أن الله تعالى لم يخلق المرأة لينظر إليها الرجل نظرة قضاء الشهوة الجنسية في علاقة عابرة مصيرها الانقطاع ، ولكن ليحبها كزوجة حبا دائما .
ورغم كوننا نتألم لما أصابك من ألم الفراق ، ولكن نرجو أن تكون هذه التجربة ، سببا لخير عظيم جدا ، لن تعرفي قدره ، إلا إذا ذقتيه بالممارسة العملية ، وهو دخولك في الإسلام ، والحياة في مبادئه الجميلة ، وثقي بما نقول ، إنك إذا دخلت في الإسلام ، فسوف يعوضك الله تعالى بحلاوة تجدينها في قلبك ، وانشراحا في صدرك ، واطمئنانا في نفسك ، وستشعرين أنك وجدت شيئا جميلا جدا ، أجمل من جميع الأحلام التي كانت أمنياتك في حياتك ، بل ستجدين نفسك من جديد ، وتبصرين طريقا مليئا بالنور والهدى ، كأنك ولدت من جديد ، فأنا أدعوك للدخول في الإسلام ، لا من أجل أن يعود إليك هذا الشاب ، فلعل الله تعالى لم يشأ أن تستمر العلاقة بينكما ، ولكن شاء أن يجعل هذه التجربة طريقا لدخولك في الإسلام ، لتتعرفي على الله تعالى ، وتحبينه فيملأ حبه قلبك ، حتى لا يبقى فيه مكانا لسواه ، وتعبدينه فتجدين في عبادته لذة تفوق كل لذة ، وتطيعينه فتجدين في طاعته ، راحة لاتقاربها راحة .
وإذا دخلت في الإسلام بالشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، واستقمت على تعاليمه الطاهرة ، فأرجو أن الله تعالى ينسيك كل الآلام التي سببها لك فراق المسلم الذي استفاق من غفلته ، واتخذ القرار الصائب الذي سبب لك آلامك ، فاتخذي أنت القرار الصائب أيضا بالدخول في الإسلام ، أسأل الله تعالى أن يهديك إلى طريقه ، وأن يشرح صدرك للإسلام ، وأن يبدلك بحلاوة الإيمان بالله ، ألم فراق من كنت تحبين ، آمين .


الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006