هل يمكن أن ينكث الصحابة بيعة الرضوان؟ |
|
السؤال:
السلام عليكم
هذه شبهة يطرحها الشيعة عن الصحابة، فهم يقولون أن رضا الله عز وجل عن الصحابة في بيعة الرضوان إنما مشروطة بذلك الموقف وليس رضا دائما وذلك لأن الله أنزل قوله (( فمن نكث فإنما ينكث على نفسه )) فهم يقولون أن نزول هذه الآية يعني أن الرضوان مؤقت ومشروط بألا ينكثوا بعد ذلك ويتخذون هذا الأمر حجة للطعن في الصحابة ونزع تزكية الرضوان عنهم. نرجوا توضيح الأمر وكشف هذه الشبهة حتى يمكن الرد عليهم . جزاكم الله خيرا ووفقكم لما فيه الخير .
*******************
جواب الشيخ:
وعليكم السلام :
الجواب :
هب أننا سلمنا لهم بما زعموه في تفسير هذه الاية من الباطل والكذب .
فماذا يقولون في قوله تعالى ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ..الايات ) حيث ذكر تزكيتهم في التوراة و الانجيل أيضا في آخر سورة الفتح ) ـ
وماذا يقولون في قوله تعالى ( والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار
التوبة آية 100) .
وماذا يفعلون فيما في سورة الحشر في قوله تعالى ( للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون ، والذين تبوءوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولايجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ، والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولاتجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم ) سورة الحشر .
وقد قال الامام مالك إن كل من يبغض الصحابة ليس له نصيب في الفيء ، لانه ليس ممن يقول ( ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولاتجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم ).
وكل هذه الايات تزكية للصحابة رضوان الله عليهم ، فماذا تقول الشيعة فيها ، هل كلها مؤقتة أيضا ؟!!
ثم إن بيعة الرضوان إنما كانت على نصر النبي صلى الله عليه وسلم ، ونصر دينه ، وعدم إسلامه إلى أعداءه . ومعلوم أن الصحابةالذين بايعوه عند شجرة الرضوان هذه البيعة لم يتركوا نصره حتى التحق بالرفيق الاعلى صلى الله عليه وسلم .
فلايمكن لاحد أن يدعي أن الصحابة نكثوا هذه البيعة ، ولهذا فالرافضة تزعم أنهم أي الصحابة إنما نكثوا عهده في غدير خم، إلى علي رضي الله عنه أن يكون خليفته . وهو أيضا من كذبهم فلم يوص النبي صلى الله عليه وسلم إلى علي رضي الله عنه في ذلك الموضع ، ولا إلى غيره أن يكون خليفته من بعده ، وأنما أمر في غدير خم ، بأن يحب المؤمنون عليا ويوالونه وهو كذلك رضي الله عنه أهل أن يحب وأن يتخذ وليا ، بل هو أحق الصحابة بهذا بعد الخلفاء الثلاثة .
ولايمكن لاحد لا الشيعة ولا غيرهم أن يدعي أن الصحابة أسلموا النبي صلى الله عليه وسلم إلى أعداءه بل العلم بأنهم صدقوا فيما بايعوه في نصرته إلى أن مات وأتم الله دينه ، علم متواتر لا خلاف فيه ، وبهذا يكون رضوان الله عليهم قد تم في الدنيا والاخرة . وهذا مما يرد به على الشيعة إذ كيف يصدق الصحابة في نصرتهم وبيعتهم للنبي صلى الله عليه وسلم ويهجرون أوطانهم وينفقون أموالهم ويقاتلون أقوامهم في نصره ـ كما ذكر الله تعالى في سورة الحشر ـ ويبذلون الغالي والرخيص ليبقى دينه وينصر ويظهر على الدين كله ، ثم بعد ذلك يخونونه أعظم الخيانة من أجل أن لايتولى علي رضي الله عنه من بعده ، فهذا من أعظم التناقض ، ولو عرضت على أي عاقل هذه القضية لسارع إلى إنكارها ، ولجزم بان من زعم أن الصحابة قد خانوا وصية النبي صلى الله عليه وسلم ، في ولاية علي فقد كذب ، فلم يوص صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه ، ولو فعل لما ترك الصحابة وصيته .
وكل عاقل منصف يقول : الذين كان في قلوبهم حب النبي صلى الله عليه وسلم إلى حد أن بذلوا مهجهم وأموالهم لنصره ، لايمكن أن تحصل منه الخيانة له بعد موته ، هذا التناقض لايعقل ولايقع أبدا ـ
وأيضا فقد قال تعالى ( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فانزل السكينة عليهم وأثابكم فتحا قريبا ، ومغانم كثيرة يأخذونها وكان الله عزيزا حكيما ، وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه وكف أيدي الناس عنكم ولتكون آية للمؤمنين ويهديكم صراطا مستقيما .. الايات ) وقال فيها بعد ذلك ( إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها وكان الله بكل شيء عليما ) ثم في آخر هذه السورة سورة الفتح أثنى عليهم ثناء عظيما وبين أنه زكاهم في التوراة والانجيل أيضا .
وهذا كله لايمكن أن يقوله الله تعالى في حال يعلم أنهم سينكثون البيعة، فلا يمكن أن يقول عنهم إنه جعل في قلوبهم السكينة ، وألزمهم كلمة التقوى ، وإنهم أحق بكلمة التقوى وأهلها ، وإنه أثابهم فتحا قريباومغانم كثيرة بسبب صدقهم ، وإنه هداهم صراطا مستقيما ، كل هذا الثناء المتتابع عليهم ، لايمكن أن يقوله الله تعالى لو علم أنهم أشد الناس خيانة لنبيه صلى الله عليه وسلم ، وأنهم سيخذلون هذا الدين أعظم خذلان ، ولايزعم أن الله تعالى أثنى عليهم كل هذا الثناء ، مع أنهم سيكونون أعظم الناس خيانة وخذلانا لهذا الدين ، لايزعم هذا إلا من طمس الله على بصيرته . وعلى أية حال فالشيعة إنما يريدون نزع الثقة في الصحابة ، لتنتزع الثقة في الدين ويبطل القرآن والسنة وشرائع الاسلام هذا هو قصدهم والله المستعان على ما يصفون .
الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006