وهبت ثواب عمرتها لصديقها الذي فعلت معه الحرام!!!

 

السؤال:

السلام عليكم هذه قصة صديقة لي أرجو أن تعرف الحكم الشرعي فيها
كانت تحب شابا كثيرا وارتكبت معه بعض المحرمات وكانت تأمل في الزواج منه ولكن لأن فيه أسباب كثيرة جعلتها تتردد في الزواج منه ثم تابت هذه الفتاة توبة نصوحة وذهبت الأسبوع الماضي للعمرة وقالت: لقد وقفت أمام الكعبة ودعوت الله أن يغفر لي ما فعلت ثم تذكرت هذا الشاب الذي تحبه كثيرا فوهبت له عمرة ودعت له أن يهديه الله وأن يجمع بينهما في الحلال فهل هذا يجوز وهل هذه الأمنية التي تمنتها جائزة

*******************

جواب الشيخ:

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد : إن كانت توبتها صادقة فعلا ، مما فعلته مع ذلك الشاب ، فيجب عليها أن تندم ، وتبكي حتى تنهمر الدموع منها انهمارا ، وتنسى ذلك الماضي الذي كانت فيه تسخط الله تعالى ، وتهب جسدها لمن لايحل لها ، يوم كانت تبيت ليلها ، وربها عليها غضبان ،والملائكة تلعنها ، إذ قد اقترفت أعظم الجرائم بعد الشرك بالله وقتل النفس التي حرم الله . أما أن تتذكر تلك الايام ، كانها تتمناها ، وتحن إليها ، وتهدي ثواب عمرتها لذلك الشاب ، فهذا التصرف يدل على أنها لازال قلبها متعلق به ، ومثل هذا القلب بحاجة إلى إعادة النظر في إخلاص التوبة ، ذلك أن علامة صدق التوبة ، أن التائب إذا تذكر الذنب اعتصر قلبه ألما ، وامتلأت نفسه حسرة ، وود لو لم يتذكر ، وتمنى أن لو لم يخلق قبل التوبة ، لئلا يسخط الله بذلك الذنب . وأنصح الاخت أن تنسى ذلك الماضي بما فيه ، وأن تخرج ذلك الشاب من ذاكرتها ، وتتوجه بكليتها إلى تصحيح توبتها ، بأن تبدأ طريقا جديدا ، وصفحة جديدة ، ليس فيها من ذكريات ذلك الماضي شيئا ، وأن تعلم أن أحق الناس بعملها الصالح هو نفسها ، فقد قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا قو أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة ) أما أن تهدي ثواب عملها ، لمن صاحبته في سخط الله تعالى ، وتترك نفسها التي يجب ان تبحث لها عن الخلاص ، فقد أخطأت الطريق ، والله أعلم .

الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006