ذهبنا مع جمعية إسلامية وصلينا في مساجد فيها قبور

 

السؤال:

وصلني ايميل يا جماعة الخير فحواه أنه لا تجوز الصلاة
في مسجد فيه قبور والأدلة كثيرة اذكر منها:
وقال عليه الصلاة والسلام : " ألا وإن من كان قبلكم
كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلا
تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك " خرجه مسلم
في صحيحه (532 ) عن جندب بن عبد الله البجلي .
السؤال :
كيف نوفق بين قول النبي في حديثه وبين الصلاة في مسجد
النبي صلى الله الله عليه وسلم
حيث انه يحتوي على قبر النبي والصحابييين الجليلين؟كيف
ينهي النبي عن شئ ثم يفعل بقبره عليه السلام؟؟؟
والسؤال الآخر انني كنت في رحلة سياحية مع جمعية
اسلامية..ومن ضمن المعالم اللتي زرناها عدة مساجد فيها
قبور لصحابة او صالحين ..وعلى الرغم من انني كنت مع
جمعية اسلامية الا ان احدا لم ينبهنا لهذه القضية
فصليت كذا مرة في هذه المساجد بعيدا عن الأضرحة فهل
على ذنب ؟مع اني جاهلة لهذه القضية؟؟

****************

جواب الشيخ:

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد : ـ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " متفق على صحته ، وثبت عن عائشة رضي الله عنها أن أم سلمة وأم حبيبة ذكرتا لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتاها بأرض الحبشة وما فيها من الصور فقال صلى الله عليه وسلم " أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله " متفق عليه ،
وروى مسلم في صحيحه عن جندب بن عبد الله البجلي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الله قد اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا ولو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك " وروى مسلم أيضا عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم " أنه نهى أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه " فهذه الأحاديث الصحيحة دلالتها واضحة على تحريم اتخاذ المساجد على القبور وأن من فعل ذلك ملعون ، كما تدل على تحريم وضع الاضرحة والقباب على القبور
ــــــــــــــــــــ
وأما قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، وقبــرا صاحبيه ، فلم تدفن هذه القبور في المسجد ، بل في بيت عائشة ، ولم تدخل القبور في المسجد أيضا في زمن الخلفاء الراشدين ، ولم يثبت أن أحدا من أصحابه الكرام ، قد أقر ذلك ـ
-------------------
ولكن لما وسع المسجد في عهد الوليد بن عبد الملك أدخلت الحجرة في المسجد في آخر القرن الأول ، وأيضا فلا يُعد هذا العمل في حكم الدفن في المسجد ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبيه لم تنقل قبورهم إلى أرض المسجد ، وإنما أدخلت الحجرة التي كانت القبور بها، في المسجد من أجل التوسعة ، فلا يكون في ذلك حجة لأحد على جواز البناء على القبور أو اتخاذ المساجد عليها أو الدفن فيها ، ولا حتى إحداث توسعة لإدخال القبور في المساجد ، لانــه لاحجة في فعل الوليد بن عبدالملك ، بل الحجة في كلام النبي صلى الله عليه وسلم ـ
ــــــــــــــــــ
وأما المساجد التي بنيت على قبور يدعى أنها للصحابة ، فلا دليل قاطع أنها قبور للصحابة ، وإنما تعرف قبور الصحابة في البقيع ،وفي مقبرة الشهداء في أحد ، وعلى أية حال فحتى لو فرض أنها قبور للصحابة ، فهذه المساجد التي بنيت على القبور التي يدعى أنها قبور الصحابة ، مخالفة لشريعة الاسلام ، ولو كان الصحابة أحياء لهدموها ، لانه لايجوز أن تقر على وضعها فإذا كان المسجد قد بني على قبر ، وجب هدمه وبناؤه في مكان آخر ، وإن كان القبر قد أدخل في المسجد ، يخرج منه ، وبما أن السائلة كانت لاتعلم الحكم ، فلاشيء عليها وهي معذورة، قال تعالى ( حتى يبين لهم ما يتقون ) ـ والله أعلم

الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006