السلفية ؟

 

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

كثيرا ما أسمع من الشيوخ العلماء سواء الأموات رحمهم الله أو الأحياء حفظهم الله يمتدحون السلفية.
فما هي السلفية؟ و هل حقا أنها تمثل الفرقة الناجية؟ و ما معنى سلفي المنهج سلفي العقيدة؟

و جزاكم الله خيرا.

**********************

جواب الشيخ:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
السلفية نسبة إلى السلف ، واصطلح على إطلاقها على اتباع السلف الصالح قبل حدوث البدع والضلالات ، وعلى المنهج الداعي إلى الرجوع إلى مصادر الإسلام الاصلية النقية من الكتاب والسنة والاصول الكلية التي أجمع عليها الصحابة والتابعون والائمة المرضيون قبل ان تنتشر الفرق الضالة وتضل الناس بغير علم ، وتتبع الشبهات والاهواء
-----------
وقد أطلقت من أواسط القرن الهجري الماضي إطلاقا عرفيا خاصا على من يعتني ـ سوا ء كان شخصا أو جماعة ـ بالدعوة إلى تجريد التوحيد ، ومحاربة الشرك والخرافة التي أضل بها الشيطان بعض هذه الامة عن صفاء التوحيـــد ، وإلى تحقيق الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم ونبذ التعصب لغيره من المذاهب والطرق والمناهج ، وإلى إحياء سنته في الامة ، وتعليق الامة بشخصيته العظيمة ، بنشر سنته الثابته عنه ، وتمييزها عن الضعيف والموضوع والمكذوب عليه صلى الله عليه وسلم ، وإلى إحياء ما كان عليه السلف الصالح من عقيدة صافية نقية مأخوذة من الوحي المنزل ، بعيدا عن الطرقية الصوفية ، والخزعبلات الشركية ، والطرق الكلامية ،
----------
ولهذا سميت دعوة الامام المجدد محمد بن عبدالوهاب بالدعوة السلفية ، وإن كان في زمنه هو لم يطلق هذا الاسم ، وغالب تقريرات أتباعه تنتسب ـ كما كان في القرون السالفةـ إلى أهل السنة والجماعة
--------
وقد قام بالدعوة السلفية ـ إلى الاصول التي ذكرتها ـ في العصر الحديث ، جماعة من العلماء والدعاة منذ عقود ونفع الله بهم الامة وأظهر الله تعالى بدعوتهم خيرا عظيما ، وفتح بهم قلوبا غلفا ، وآذانا صما ، وأعينا عميا ، فشعت الصحوة الاسلامية بنور الوحي ، واستنارت بهدى الكتاب والسنة ، وتأثرت غالب الحركات الاسلامية بهذه الدعوة المباركة ، ولهذا نجد آثار ذلك كله في سلامة غالب ساحة الصحوة الاسلامية في الدعوة والجهاد الإسلامي، سلامتها من ضلالات الفرق الضالة والاهواء المضلة ، والطرق الصوفية المنحرفة ، وذلك بفضل الله تعالى أولا ثم جهود أولئك العلماء والدعاة ، فلله درهم وعليه شكرهـــــم
-----------
ولكن اليوم وبسبب اختلاف بعض المنتسبين إلى هذه النسبة بغير علم ولا هدى ولا كتاب منيــر ، فقد جاء أقوام قصروه على قضايا جزئية محدودة ، وأصبح كلّ منهم يدعي هذا الإســــم لنفســه بناء عليها ، وينفيه عن غيره ، فتفرقت طوائف وجماعات تابعة لشيوخ أو دعاة أو طلاب علم ، تفرقوا تفرقا عظيما ، وأصبح كل يدعي أنه أحق بـ( السلفية) ، وتنازعوا فيما بينهم حتى بلغ بهم الأمر أن يضل بعضهم بعضــا بسبب مسائل لاتبلغ هذا المبلغ ، ولكن ذلك بسبب حظوظ النفوس تارة ، وبسبب ضيق الفهوم تارة ، وبسبب ضعف التقوى وغلبة الهوى تارة ، وحينئذ فلايمدح كل من ينسب نفسه إلى هذه الصفة مطلقا ، ولايذم مطلقا ، بل ينظر في كل شخص فيحكم عليه بحسب العلم والتقوى ، وسلامته من الهوى في الشبهات والشهوات ، مع أن الانتساب إلى أهل السنة والجماعة هو الاصل ، وهو الموافق لدلالات النصوص التي ذكرت هذين اللفظين أعني السنة ، والجماعة ، مع ما فيهما من معاني هي أجل وأعلى وأبين من لفظ ( السلفية )

الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006