اسلمت الليبرالية ؟!! |
|
السؤال:
السلام عليكم
فضيلة الشيخ
في عصرنا الحالي لم يجد الليبرالين مدخل لهم في مجتمعنا الاسلامي
فجاءوا بمصطلح جديد اطلقوا عليه (الليبرالية الاسلامية) او اسلمت الليبرالية
وقيل ان الليبرالية موجوده منذ زمن أدام وحجتهم أن الله خيره بين الطاعه والعصيان
في الأكل من الشجرة
مأرايكم في ذلك
وجزاكم الله خيرا
********************
جواب الشيخ:
نقول لهم : هذه مغالطة واضحة ومكشوفة ، فإن الله تعالى يخير العبد بين الطاعة والمعصية ، امتحانا ، فإن عصى عوقب إلا إن تاب ، وإن أطاع أثيب على عمله الصالح ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة .
وكذلك آدم عفا الله تعالى عنه لما تاب ، ولكن جعل عاقبة ذنبه أن أهبطه إلى الأرض .
قال تعالى" وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا* وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ أَبَى
* فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّة فتشقى * إِنَّ لَكَ أَلا تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى * وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى* فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يبلى * فَأَكَلا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى * ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى * قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوّ* ٌ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى * وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى "
وهم إن قصدوا أن أن الليبرالية هي الحرية ، وهي تخيير العبد بين الطاعة والمعصية ، فالله تعالى أرى العبد طريق الخير والشر ، ومكنه من اتباع أي النهجين يريد ، لكنه رتب على ذلك عقوبة على معصيته ، وثوابا على طاعته .
ومعلوم أن كل قوانين الدنيا ترتب العقوبة والثواب عليها ، مع أن الناس مخيرون بين امتثالها وعدمه .
وهؤلاء اللذين يسمون أنفسهم " ليبراليين " هم علمانيون لادينيون زنادقة ، جعلوا عقولهم حاكمة على شريعة ربهم ، ومعلمهم الأكبر هو ابليس ، لأنه أول من اعترض على أمر ربه بعقله ، وأبى أن يطيع الله تعالى لما أمره بالسجود لأدم .
وكذلك هؤلاء يعترضون على شريعة ربهم بجهلهم ، وهم جاهلون بشريعة الله تعالى ، وجاهلون أيضا بمذهبهم ، فأكثرهم لايعلمون ما قاله منظروا العلمانية تلاميذ ابليس " هيجل " و " هوبر " وغيرهم ، بل غاية ما يطلبون هو اتباع شهواتهم ، والتحلل من قيود الشريعة .
وهم أفشل الناس في اختراع يفيد البشرية ، أو علم نافع ، لا هــمّ لهم إلا تنقص الشريعة ، والاعتراض على وحي الله تعالى على خير النبيين محمد صلى الله عليه وسلم ، لأنهم ثقلت عليهم التكاليف ، فأرادوا أن يتخلصوا منه بزعم معـارضتها للحرية ، وقد استعبدهم الشيطان له ، فسخرهم جنودا يصدون الناس عن دين الله تعالى .
وما مثلهم إلا كمثل ابليس ، امتنع عن السجود لأدم ، ثم وسوس له ليفسد عليه معيشته في الجنة ، وكذلك هؤلاء " الليبراليون " يوسوسون للناس ليفسدوا عليهم دينهم الذي هو عصمة أمرهم ، وهو سبب طيب عيشهم ، واطمئنان قلوبهم ، وسكينة نفوسهم .
ومثلهم إن كانوا في بلاد الإسلام وتعلموا هداه ، ثم ارتدوا إلى هذا المذهب السخيف ، الذي اعترف كبار أتباعه أنهم لايستطيعون تحديد تعريف محدد له !! مَثــَلهــم مثل الذي آتاه الله آياته فعمي عنها ، فيحشر يوم القيامة أعمى ، فيقول " رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا " ، فيقول له خالقه : " كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى * وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الأخرة أشد وأبقى " .
وهذا وعيد الله تعالى لهم ، لمن لم يتب منهم ، ويرجع إلى ربه ، ويتبع هداه ، ويدع هذه الخزعبلات التي يطلقون عليها " حربة " ، بينما سيدتهم التي استعبدتهم أمريكا تستعبــد وتسلب الشعوب والأمم حريتهــا وليس الأفراد ، وتقتل الملايين من أجل عبادة المادة ، والهيمنة على الأسواق ، ومصادر الطاقة في العالم ، والعجب أن أمريكا التي يدعي هؤلاء الاذناب أنهم حامية " الليبرالية " في العالم ، يحكمها صليبيون صهـاينــة متعصبون ، يطلق عليهم " المحافظون الجدد " ، فهم محافظون متديــنون ، وليسوا ليبراليين ، والليبراليون في امريكا في سخط من تسلط هؤلاء على أمريكا بخرافاتهم الدينية على مقدارت الشعب الأمريكي ، ومع ذلك فالليبراليون هنا ، يتبعون أولئك المتدينين الصليبيين ، وجهلوا أن هؤلاء الصليبيبن الصهاينة يسخرون أبناء المسلمين ، بالضحك على عقولهم ، ليفسدوا الإسلام فحسب ، حتى إذا حصلوا على مبتغاهم ، تسلطوا على المسلمين بدينهم الباطل ، فدقوا الصلبان على السيوف ، وهيمنوا على مقدرات الشعوب الإسلامية كلها ، فجعلوهــا تتبع ملتهم ، فتأمل كيف أصبح هؤلاء " الليبراليين " العرب وأبناء الجزيرة خاصة ، ابخس الناس حظا ، واسوأهم صفقة ، أفلا يتذكرون .
الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006