هل تجوز التوبة لفتاة كهذه؟

 

السؤال:

فتاة شريرة من ينظر إليها يدرك أنها فاسقه فاجرة فاسدة تحب نشر الفساد في العالم. هذه الفتاة ارتكبت كل الجرائم من زنا و مجاهره بالمعصية أكل الربا و مال اليتم السرقة المجون بأنواعه،شرب و بيع و شراء الخمر ,القتل ,السحر ,الغيبة ,قذف المحصنات و حث الفتيات الأخريات على ارتكاب المعاصي حتى أختاها الصغيرة. إما الكذب و النفاق و نميمة الغش و الخداع حدث و لا حرج و حتى أنها نشرة الأفلام الخليعة في العالم هذا ما تتذكره ألان من المعاصي ما خفي كان أعظم.
فهل تقبل التوبة من فتاة كهذه؟؟؟؟؟؟ و كيف ؟

جزاكم الله خيراً

*************************

جواب الشيخ:

سبحان الله ـ
ولماذا لا تقبل توبتها ، ومن يحول بينها وبين التوبة إن جاءت إلى ربها بقلب نادم صادق يطلب العفو والمغفرة والتوبة
وقد قال تعالى ( وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ) ـ
ـــــــــــــــــــــ
في الحديث : قال الله – تعالى – يا ابن آدم! إنك ما دعوتني ورجوتني؛ غفرت لك ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم! لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني؛ غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم! إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا؛ لأتيتك بقرابها مغفرةـ رواه الترمذي من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه
ـــــــــــــ
عنان السماء أي السحاب ، أي ملأت ذنوبك الارض حتى بلغت السحاب ، ثم جئت تائبا مستغفرا لم تجد مني إلا المغفرة والتوبة
ـــــــــــــ
وقراب الارض ، اي قدر الارض ، أي لو ملأت ذنوبك الارض كلها ، ثم جئت تائبا مستغفرا ، لم تجد مني إلا المغفرة والتوبة
ـــــــــ
وليس هذا فحسب بل يفرح الله بتوبتها إن تابت : كما في الحديث أن الله تعالى يفرح بتوبة عبده متفق عليه
ــــــــــــ
وليس هذا فحسب بل يبدل الله سيئاتها حسنات ، فما ظنكم برب هذا فضله وكرمه ومغفرته ، هل يمكن لاحد أن يقول لمن يريد أن يتوب إليه ، لاتتب إليه ، سبحان الله ـ
ـــــــــــــ
أما كيف تتوب : فهو أن تقلع عما هي فيه ، وتندم على ما اقترفته ، وتقبل على ربها بنية تجديد كل حياتها ، وتعزم على أن لاتعود إلى ما كانت ، وتنعطف من طريق الشر ، إلى طريق الخير ،ومن طريق الضلال ، إلى طريق الهدى ، ومن طريق المعصية ، إلى طريق الطاعة ، ومن طريق الظلمات إلى طريق النور .
وتنتقل من بيئتها إلى بيئة صالحة ، ورفقة صالحة ،ولو غيرت بلدتها لكان خيرا ، كما في الحديث : ( إن عبدا قتل تسعة وتسعين نفسا ثم عرضت له التوبة فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل فأتاه فقال إني قتلت تسعة وتسعين نفسا فهل لي من توبة قال بعد تسعة وتسعين نفسا قال فانتضى سيفه فقتله فأكمل به المائة ثم عرضت له التوبة فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل فأتاه فقال إني قتلت مائة نفس فهل لي من توبة فقال ويحك ومن يحول بينك وبين التوبة اخرج من القرية الخبيثة التي أنت فيها إلى القرية الصالحة قرية كذا وكذا فاعبد ربك فيها فخرج يريد القرية الصالحة فعرض له أجله في الطريق فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب قال إبليس أنا أولى به إنه لم يعصني ساعة قط قال فقالت ملائكة الرحمة إنه خرج تائبا) هذا اللفظ لابن ماجة ، والحديث متفق عليه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه .
ثم تقبل على الاعمال الصالحة ، حتى تلقى الله تعالى ولن يخيب الله رجاء مــن جاءه تائبا ، وهو أكرم الاكرمين ، وأرحم الراحمين ، فقد جعل الرحمة مائة جزء ، أنزل منها جزءا في الدنيا يتراحم بها الخلــق ، وادخر ليوم القيامة تسعة وتسعين جزءا والله أعلم .

الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006