من دخل في الإسلام وشرط أن لايصلي إلا صلاتين ؟

 

السؤال:

السلام عليكم و رحمة الله

1- في كتاب الثمر المستطاب للألباني رحمه الله صفحة 51 أول صفحة في كتاب الصلاة انه يجوز لولي الأمر أن يقبل اسلام الكافر و لو لم يرض بقامة كل الصلوات الخمس و جاء بحديث
عن نصر بن عاصم الليثي عن رجل منهم انه اتي النبي صلي الله عليه و سلم فأسلم علي انه لا يصلي الا صلاتين فقبل منه . رواه أحمد 5\ 24 - 25 و 363 من طريق شعبة عن قتادة عنه .

فكيف هذا ؟

2- البعض يقول كيف يقتل المرتد في حين أنه لم يدخل الإسلام بإرادته بل ولد لأبوين مسلمين
فأصبح مسلما بالتبعية و عندما كبر و فكر لم يشأ الإسلام فكيف يكون مرتدا ؟

3- هناك مسألة تحيرني في تكفير المعين يا شيخ , رجل مثلا أنا شاهدته يسب الدين ,
فهذا كفر , ثم هذا الرجل لا يدري شيئا عن هذا , و يواصل حياته و كأن شيئا لم يكن
بل و يصلي و يشهد أنه إله إلا الله , فهل هذا يعيش في الكفر و هو لا يدري ؟ و يموت
مخلدا في النار ؟

جزاك الله خيرا

********************

جواب الشيخ:

أما الحديث الاول فقد ، قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم : " ومن المعلوم بالضرورة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل من كل من جاء يريد الدخول في الإسلام، الشهادتين فقط، ويعصم دمه بذلك، ويجعله مسلما. فقد أنكر على أسامة بن زيد قتله لمن قال: "لا إله إلا الله" لما رفع عليه السيف، واشتد نكيره عليه، ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يشترط على من جاءه يريد الإسلام أن يلتزم الصلاة والزكاة، بل قد روى أنه قبل من قوم الإسلام واشترطوا ألا يزكوا.
ففي مسند الإمام أحمد عن جابر رضي الله عنه قال: اشترطت ثقيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن لا صدقة عليهم ولا جهاد، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سيتصدقون، ويجاهدون.
وفيه أيضا عن نصر بن عاصم الليثي عن رجل منهم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم على أن لا يصلي إلا صلاتين، فقبل منه.
قال ابن رجب: وأخذ الإمام أحمد بهذه الأحاديث وقال: يصح الإسلام على الشرط الفاسد، ثم يلزم بشرائع الإسلام كلها.
واستدلوا أيضا بأن حكيم بن حزام قال: بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على أن لا أخر إلا قائما.
قال أحمد: معناه أن يسجد من غير ركوع " .

والحاصل ان معنى الحديث قبول الإسلام على الشرط الفاسد ، ثم بعد ذلك يلزم بشرائع الإسلام .

وأما قتل المرتد فلأن الإسلام دين الفطرة ، فيقتل من خرج عن فطرة الله التي فطر الناس عليها ، وهو التوحيد ، فإذا بلغ الحلم وارتد اقيم عليه حد الردة ، ولان مقصود حد الردة الزجر وفي إسقاط حد الردة عنه بعد البلوغ تحريض على الردة عن الدين .

ومن سب الدين وهو يعلم أن الكلمة التي قالها سب غير مكره كفر وارتد ، وإذا لم يتب مما قال عاش كافرا ومات كافرا عافنا الله ،وهذا كما ورد في الحديث " إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت ، فيكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم القيامة " رواه مالك وأحمد والترمذي والنسائي من حديث بلال بن الحارث رضي الله عنه .

وكما في الحديث " إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار " متفق عليه من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه .

هذا إن سب دين الإسلام ، أما إن سب دين شخص ، ويقصد بذلك أن من سبه لايدين بدين الحق ، أو أنه منافق ونحو ذلك فهذا لايدخل في سب الإسلام والله أعلم .

الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006