هل صحيح أن هناك حالات كثيرة تطلب تقنين تحولها إلى أنثى ؟

 

السؤال:

صرخة نذير في انكشاف ســـر خطير .. وانفتاح باب من الشر المستطيــــــر : تقنين للشذوذ وحمايته

******************

جواب الشيخ:

الحمد لله الذي خلق العباد على الفطرة ، أشهد أن لا إله إلا هو عظيم القدرة ، وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله ، المبعوث بالشريعة العادلة ، والرسالة الفاضلة ، والخلق القويم ، والصفات الكاملة .

أما بعــــــــد :

كان قد وردنا سؤال عن تحوّل ذكر إلى أنثى ، بل إلى "مسخ " ، بعملية جراحية وأنه قد صدر حكم باعتماد تبديل فطرته ـ مما يترتب عليه صحة تزويجه أيضا ، وسائر الأحكام الشرعية ـ اعتماد ذلك في جميع الجهات الحكومية ، وقد بيّنا حكم هذه الصلعاء الشنعاء ، التي تنشق منها الأرض وتتفطر السماء .

ثم بعد ذلك تأكد عندنا أن القضيّة لم تكون حادثة عابرة ، وإنما هو مخطط يزحف بخبث ، ووراءه أيدي خفية ـ وللمخطط امتداد خارجي خطير ـ وهو يسعى لبث هذا الداء العضال في المجتمع .

إنه فحيح بغيض منكر ، تسمعه من سرداب مظلم ، تسعى في جنباته حيات ، وأصلال ، وأفاع ، تتلوّى ، متربّصة ساعة تنبثّ علانية ، جاهرة بمنكرها ، بل جاهرة بإنكارها على من منكريها ، وتحميها سلطة القانون !!

وسيضيق صدركم بهذا السر الذي سأبوح لكم به ، غير أنّي لا أجد بــــدّا من ذلك .

فقد تبين أن ثمة 23 ( حالة مسخ ) ـ إذ لا يصح أن نسميهم نساء أو إناثا بأي حال من الأحوال لمجرد فتح شق في سفولهم اللعينة ـ تنتظر أحكاما مماثله ، وقد دفعت بالحالة التي صدر فيه الحكم ، لتمهد الطريق لها .

وقبل ان نسترسل في الجواب ننبه إلى أن هذه الحالات ليس منها حالة تشوه خلقي ، أي خنثى ، وهو من يحمل الأعضاء الذكورية والأنثوية ، بل كلهم ذكور يحملون صبغة الذكر الوراثية ( xy) وجميع صفات الذكورة ، سوى أنهم خنثوا أنفسهم بتشبهم بالنساء ، ولو كانوا يعانون من تشوه خلقي ، فإن علاج ذلك بالجراحة الطبية مشروع في الجملة .

وقد وكلّت هذه الحالات محاميا ، دفعت له كلّ حالة عشرين ألفا من الدنانيــر ، للحصول على حكم مماثل لحالة المسخ ( أ. .م. د) ، الذي تم اعتماد إباحة القانون لتبديل فطرته ، وتغيير الشيطان لخلقته ، وإجبار الناس على التعامل معه ، على أنه " مسخ " جديد على الإنسانية ، له أن يتزوج ذكرا يعلوه كما الذكر والأنثى في خلق الله تعالى !! ويخالط النساء ، ويخلو بالمرأة ، يرث ميراثهن ، وتجب له عدة المطلقة ، ومتعة الطلاق ، وعدة المتوفى عنها زوجها .. إلخ !!

سبحان الله العظيم الحليم ، سبحان الله رب العرش العظيم ، سبحان الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم .

ثم وراء هؤلاء ألـ 23 مسخا ، أعداد أخرى ، الله بمقدارها عليم ، فقد أخبرني غيور ، وبيده شريط مرئي لحفل زفاف ! بين اثنين من هذه المسوخ ، حضره جمع غفير من المهنئين ، كلهم مثلهمـا ، يرقصون ، ويزفنون ، ويزمّرون ، ويتمايلون كالشياطيــن حول الأنصاب .

ولاريب إن هذا الدعم المادي الكبير الواضح في أجرة المحامين ، من جملة الأدلة على الامتداد الخارجي لهذا المخطط الذي يمد هؤلاء الممسوخين بكل ما يحتاجونه لغزو المجتمع بهذه الأدواء القاتلة .

ويقول الطبيب الذي حولت عليه خمس حالات مسخ ، ممن يطلبون اعتماد تغيير فطرتهم بحكم المحكمة ، ليكتب تقريرا عن مدى حاجتهم للعملية الجراحية التي كانت كلفتها 3000 دولارا أمريكيا ، في بانكوك .

يقول : إنه لما دخلت عليه الحالة ( أ.م.د) ، إنه دخل عليه ومعه شاب ، زاعما أن هذا الشاب إنما هو بعله ! وأنه قد تزوجه زواجا "عرفيا" ، ريثما يصدر حكم بأنه أنثى ليعلن زفافه !! .. وعندما كنت أناديه باسمه الذكوري ، يغضب غضبة نسائية ناعمة ، قائلا إن إسمي ( أماني ) ، ألا ترى زوجــي !!

والمصيبة أن هذا الماسخ لفطرته يعمل مدرسا ، وهو الآن يتمنّى أن يتحوّل إلى التدريس في مدارس البنات !!

قال الحق سبحانه : ( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا ، وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح ، وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا ) .

يقول الطبيب ـ جزاه الله عن المسلمين خيرا ـ أنه رفض أن يكتب تقريرا يشهد به على شريعة الشيطان هذه ، التي وصفها الله تعالى بقوله ( وقال لأتخذنّ من عبادك نصيبا مفروضا ولأضلنهم ولأمنينّهم ولآمرنهم فليبتكنّ آذان الأنعام ، ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ، ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا ) ، فحولت الحالات إلى طبيب نفساني آخر ، ليشهد أنهم في حالة مرضية وعلى شفا هلكة ، لا ينجيهم منها إلا تغيير خلقة الله بالجراحة من ذكور إلى إناث!!

وليت شعري هل نعجب ؟ أم نقول كما قال الشاعر :

وهُلـْك الفتى أن لا يراح إلى الندى ** وأن لايرى شيئا عجيبا فيعجبــا

ولعمري .. إذا كان إبليس قد طمع في العرب الأوائل ـ لأنه لم يكن له إلى فحولتهم سبيل ـ طمع فيهم أن يقطّعوا آذان الأنعام فقط ، فيعبّدهم لغير الله تعالى ، إذ يحكمون في حياتهم غير شريعة الله تعالى ، يحرمون ما أحل الله ، ويحلون ما حرم الله تعالى .

فما أخاله قد خطر على باله ، أن يأتيه من الدهر يوم ، فيدركه الطمع لا أن يقطّعوا آذان الأنعام ، ولا حتى آذان البشر ، بل ليجتث منهم آلات الفحولة والذكورة الحسيّة ، بعد أن اجتث من كثير منهم معانيها النفسية ، ليحول الذكور ولانقول الرجال ، إلى مالا نقول نساء أيضا ، فقد أكرم الله النساء ، بل إلى شياطين مخنثّة .

أترى أبا مرة ـ لعنه الله ـ قالت له نفسه الخبيثة : ما بقي من هؤلاء من رجولة ، حتى تبقى لهم هذه الآلات ، ألا فليقطعوها خير لهم !!

غير أنه قد نال أبعد من ذلك : أن يشرع شريعة تبيح هذه الجريمة التي لم تسبق في تاريخ البشرية .

ثم أن يحصل على فتوى شرعية ، تصرّح بأن الحكم الذي صدر بإباحة مسخ الذكور إلى "مخنثين" ، إنما يعتمد أيضا على الشريعة الإسلامية .

ألم نقل لكم لو كان لإبليس دولة لكان له فيه شيوخ ومفتون .

فتأملوا معي هذا النص في مذكرة الحكم الذي أباح تغيير فطرة الله تعالى :

( تاريخ الجلسة 24/4/2004م المنعقدة علينا بالمحكمة الكلية ..

وحيث تداولت الدعوى الجلسات على النحو الثابت بمحاضر جلساتها وفيها مثل المدعى بشخصه ، ومعه محام وقدم حافظة مستندات طُويت على :

صورة من جواز سفر المدعى ثابت أنه كويتي الجنسية ، ونوع جنسه ذكر ، واسمه أ.م. د

صورة ضوئيّة لشهادة صادرة من مركز الأمراض الوراثية بتاريخ 20/5/2003م ، تفيد أنّ المدّعى راجع المركز ، وتمّ توقع الكشف الطبي عليه ، وتم إجراء الفحوصات الخاصة بتلك الحالة ، وتبيّن الشكل الخارجي أنثى ، بملابس أنثى ، الصدر أنثى ، وقد تم أجراء عملية جراحية له ، الأعضاء التناسلية الخارجية أعضاء أنثى ناجمة عن إجراء عملية تجميلية ، مع وجود مهبل مسدود ، لا توجد أعضاء تناسلية للأنثى ( رحم ـ أنبيب ـ مبايض ) الغدد التناسلية لا توجد
... إلخ

ثم قال النص " صورة من فتوى شرعية من طريق الإنترنت بأن التحول الجنسي على الأرجح لا يدخل تحت مسألة التشبه بالجنس الآخر التي لعن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء ، والمتشبهات من النساء بالرجال ، والتي حصرها العلماء باللباس والزينة والكلام والمشي " .

ثم بعدما ذكرت المذكرة أن الذكر إذا كان يشعر أنه أنثى ويعيش حالة نفسية مضطربة تضطره إلى أن يكون أنثى نفسيا وإن كان ذكرا جسديا ، فإن ذلك ضرورة تبيح تغيير خلقته ، قالت :

( مما سبق يبين أنه إذا توفرت شروط الضرورة فإن الأمر لا يعود تغييرا لخلق الله !! بل هو تغيير لحالة مرضيّة ! وينتفــــي أيضا التشبه الوارد في الحديث ( لعن الله المتشبهين .. الحديث ) ، ومقاصد الشريعة العامة وأحكامها لم تحرم العلاج من المرض إذ أمرنا رسول الله بمعالجة المرض ( يا عباد الله تداووا ، فإن الله جعل لكل داء دواء ) .

ثم شرحت المذكرة ، كيف يكون التداوي الموافق لشريعة الله تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا : ( وبدافع من الحالة النفسية سالفة الذكر ، لجأ المدعى ، إلى العلاج الهرموني أجرى له تداخلات جراحية ، تم فيها إزالة الأعضاء التناسلية الخارجية المميزة للذكور " الخصيتين ، القضيب " وتم اصطناع أعضاء تناسلية ومظاهر أنثوية ، " ثديين وما يماثل الفرج والقناة التناسلية " ويهدف هذا العلاج الهرموني والتداخلات الجراحية أساسا إلى إحداث راحة نفسية للمريض ، كما أنها قد تقوم ببعض الوظائف الجنسية إلا أنها لاتصل بالمريض إلى التحول الكامل للقيام بوظائف الأنثى من حمل وإنجاب نظرا لعدم وجود الأعضاء التناسلية الداخلية .. )

ثم صدر الحكم : ( وتقضي المحكمة بأحقيّة المدّعى في تغيير جنسه من ذكر إلى أنثى ) .

فهل نتعجب بعد هذا ، أن تصدر فتاوى بإعانة الكفار على احتلال بلاد الإسلام ، وأن القتال في صفوفهم ضد المسلمين جهاد ، وأن الكفار المحتلين مصلحون دعاة خيـــر ، والمجاهدون إرهابيون مفسدون ، وأن المبدلين لشريعة الله تعالى ، المحادين لدينه ، الموالين لأشد الناس عداوة للإسلام ، الساعين في أمة الإسلام بالفساد ، السافكين دماء المسلمين ، أكثر شرعية من الخلفاء الراشدين ! ولا مبالغة ، فحتى الخلفاء الراشدين كانوا يُنقـدون علانية ، وأما هؤلاء فقد جُعل نقدهم علانية خروجــا عن الشريعة ، ثم صيروه جرما أشد من كل جرائم هؤلاء الذين مُنحوا زورا شرعيتهم الزائفة .

وتأمّلوا ـ مسبحين لربنا العظيم ، مستعيذين بالله من غضبه ـ التحايل على الحديث الشريف " لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء ، والمتشبهات من النساء بالرجال " ـ التحايل الذي يستحي منه حتى اليهود ، عندما قال المتحايل : " حصرها العلماء باللباس والزينة والكلام والمشي " .

فما مَثَـلُ هذا القائل إلا كمثل ولد انهال على والديه يسومهم سوء العذاب ، فلما أنكر الناس عليه ، قال : إن الله تعالى حرم قول الولد لوالديه ( أف ) في قوله ( ولاتقل لهما أف ) ولم يحرّم ضربهما !

فليت شعري إذا كان المتشبه بالمرأة في لبسه ، وكلامه ، ومشيته ، وزينته ، ملعون ، مطرود من رحمة الله تعالى ، فكيف بالذي يبدّل فطرة الله له ، ويغيّر خلقة خلقه الله تعالى عليها ، فيصطنع له ثديين وفرجا ، ليُنكــح كما تنكح المرأة ؟!!

أليس هذا أحق بلعنة الله التامّـة ، فوالله لئن كان المتشبه بالمرأة في لبسه ومشيه وزينته وكلامه ملعون لعنة واحدة ، فالمتشبه بالمرأة في تغيير خلقة خلقه الله تعالى عليها ، عليه لعائن الله تعالى تترى ، عليه وعلى الذي يكتم حكم الله الحق فيه .

أما الذي يبدل حكم الله تعالى ، ويفتري على الله تعالى انه ـ تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ـ يرضى هذه الجريمة النكراء ، فعليه لعائن الله والملائكة والناس أجمعين .

هذا ولا يخفى أننا نشهد انفتاح باب جديد من أبواب الفتنة والشـر ، وهو جعل عمل قوم لوط ، مباحا محميا بالقانون ، فقد غدا واضحا ـ بعد هذا الحكم ـ أن كل " مخنث " يمكنه اعتمادا على هذه السابقة ، أن ينطلق إلى طبيب نفسي ، فيظهــر أنه يعيش في اضطراب وعذاب نفسي من كونه ذكرا ، وأن داءه هذا ، لا يشفيه منه ، إلا أن يتحوّل إلى أنثى ، فيحصل على شهادة طبيّة ، ثم صكا قانونيا ، بأن "تخنثه" قد بات أحــلّ من الهواء !

ثم تتخذ بقية البلاد هذه السابقة ، عذرا لتشريع هذه الشريعة ، ويبيض إبليس ويفرخ "مخنثيه" في طول البلاد وعرضها .

ثم قد يمسى المرء ذكرا ، ويصبح أنثى ، ويمسي أنثى ، ويصبح ذكرا ، يبيع الرجال رجولتهم بلا ثمن ، بل يدفعون ليتخصلوا منها ثمنا باهضا ، فحسبنا الله ونعم الوكيل .

ومع منح المرأة حقوقا سياسية مساوية للرجل ، قد يرشح أحد الممسوخين نفسه ، وينجح في المجلس النيابي ، فيصبح من أشراف الناس ، وقد كان غير مؤتمن على رجولته ، فأصبح مؤتمنا على الشعب !!

صدق المصطفى صلى الله عليه وسلم : " بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم " ..

بلوى والله تذهب النعم ، وتحل بها النقم ، وتقرب البلاد من أخذة إلهية رابية ، ليس منها واقية ، ولا مدفع لها إلا بإطلاق صيحة النفير ، وشن غارة النكير ، وكشف الغطاء عن وكر تلك الحيات ، حيات الرذيلة ، ووطئها وفرسها بأقدام الفضيلة ، وإبطال تلك الخطة الإبليسية ، وفضح مـا وراءها من المكائد الصهيونية الصليبية، فأين الذين ينهون عن الفساد في الأرض من أولي البقية؟!

الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006