السؤال:

قرأت في أحد المنتديات نقدا للأستاذ سيد قطب رحمه الله يتهمه فيها بالطعن في الصحابة وتكفيرهم وحيث أني من محبي سيد قطب ومن المكثرين لقراءة كتبه إلا أني لم أعلم ذلك عنه رحمه الله فهل يصح نسبة هذا القول إليه ؟؟
أرجو توضيح الأمر لأنه يسبب لي الحيرة والإشكال
وجزاك الله خيرا ياشيخ

*******************

جواب الشيخ:

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم الاستاذ سيد قطب رحمه الله ، كان لحياته أطوار ، طور لم يكن متبنيا للفكر الاسلامي ، وطور انتقل فيها إلى صفوف الحركة الاسلامية ، وسخر أدبه واطلاعه الواسع وذكاءه في الدعوة إلى الاسلام والدفاع عنه ، ولكن لانه لم يكن لديه الخبرة الكافية في العلوم الشرعية لاسيما في باب العقائد ، وقع في أخطاء عن غير قصد في بعض كتبه ، وهي لم تصل إلى درجة تكفير الصحابة ، أو العقائد الكفرية ، ولكنها أخطاء دون ذلك ، وأما الطور الاخير فهو ما كان عليه في آخر حياته ، حيث زادت معرفته بالعقيدة الاسلامية ورجع عن كثير مما زل به قلمه ، وأبدع غاية الابداع في كتابه خصائص التصور الاسلامي ، وفي كتابه معالم في الطريق ، حيث مدح جيل الصحابة ، وقال إنه جيل لاياتي مثله أبدا ، وكذلك فيما كتبه في ظلال القرآن في آخر حياته ، وقد سمعت المحدث الالباني رحمه الله تعالى في شريط يثني على فصل كتبه سيد قطب رحمه الله في معالم في الطريق بعنوان ( لا إله إلا الله منهج حياة ) ، وعلى أية حال فالاستاذ قطب بشر يصيب ويخطيء ، فيؤخذ صوابه ويشكر عليه ، ويرد خطؤه ويعتذر عنه ، لانه كان فيما نحسب مخلصا صادقا أخطا من حيث أراد الاصابة ، ولم يتعمد الخطأ ، وفي تراثه كثير من الخير الذي يستفاد منه ، ونقول عنه ( تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولاتسألون عما كانوا يعلمون ) ونقول أيضا ( ربنا لاتجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ) ، ولاداعي لان نجعل منه قضية كبرى نصل الناس ونقطعهم ونواليهم ونعاديهم عليها ، هذا من شتات الامر ، وضعف الفهم نسأل الله تعالى العافية من البلاء ، ومن أحسن من رد على الطعن المتنطع فيه ـ الذي تولي كبره بعض الناس هداه الله ـ في سيد قطب فضيلة الشيخ العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد في رسالة صغيرة وهي مشهورة ولاريب ستجدها على الشبكة والله اعلم