هل صحيح يكره تمشيط الشعر كل يوم ؟ |
|
السؤال:
السلام عليكم و رحمة الله
سمعت من الشيخ محمد عبدالمقصود أن النبي صلي
الله عليه و سلم نهي عن تمشيط الشعر يوميا و انه
نهي كراهة و ليس تحريم , فهل هذا صحيح ؟ فأنا
لا أفهم هل هناك شيء في تمشيط الشعر و لو
أكثر من مرة يوميا ؟ للرجل أو المرأة
جزاك الله خيرا
**********************
جواب الشيخ:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا النهي بالنسبة للرجل فقط ـ ولابد أن نفهم الصورة الكاملة للحديث فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الترجل إلا غبا ـ أي مرة ومرة ـ
وهذا كلام شارح الترمذي( تحفة الاحوذي) في معنى الحديث : ـ
ــــــــــ
قوله : ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الترجل )
قال في النهاية : الترجل والترجيل : تسريح الشعر وتنظيفه وتحسينه انتهى
( إلا غبا )
بكسر الغين المعجمة وشدة الموحدة . قال القاضي : الغب أن يفعل يوما ويترك يوما والمراد به النهي عن المواظبة عليه والاهتمام به لأنه مبالغة في التزيين وتهالك في التحسين انتهى . وقال في النهاية : زر غبا تزدد حبا , الغب من أوراد الإبل أن ترد الماء يوما وتدعه يوما ثم تعود فنقله إلى الزيارة وإن جاء بعد أيام , يقال غب الرجل إذا جاء زائرا بعد أيام , وقال الحسن : في كل أسبوع , ومنه الحديث : أغبوا في عيادة المريض أي لا تعودوه في كل يوم لما يجد من ثقل العواد انتهى . والحديث يدل على كراهة الاشتغال بالترجيل في كل يوم لأنه نوع من الترفه . وقد ثبت عن فضالة بن عبيد عند أبي داود أنه قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهانا عن كثير من الإرفاه .
فإن قلت : ما وجه التوفيق بين حديث الباب وبين ما رواه النسائي عن أبي قتادة أنه كانت له جمة ضخمة فسأل النبي صلى الله عليه وسلم , فأمره أن يحسن إليها , وأن يترجل كل يوم , ورجال إسناده كلهم رجال الصحيح ؟
قلت : قال المناوي : حديث أبي قتادة محمول على أنه كان محتاجا للترجيل كل يوم لغزارة شعره : أو هو لبيان الجواز . وذكر الحافظ السيوطي في حاشية أبي داود قال الشيخ ولي الدين العراقي في حديث أبي داود نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمتشط أحدنا كل يوم . هو نهي تنزيه لا تحريم , والمعنى فيه أنه من باب الترفه والتنعم فيجتنب , ولا فرق في ذلك بين الرأس واللحية , قال : فإن قلت روى الترمذي في الشمائل عن أنس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر دهن رأسه وتسريح لحيته , قلت : لا يلزم من الإكثار التسريح كل يوم بل الإكثار قد يصدق على الشيء الذي يفعل بحسب الحاجة .
فإن قلت : نقل أنه كان يسرح لحيته كل يوم مرتين .
قلت لم أقف على هذا بإسناد ولم أر من ذكره إلا الغزالي في الإحياء ولا يخفى ما فيه من الأحاديث التي لا أصل لها .
ــــــــ
والحاصل أن المقصود بالنهي للرجل ، وليس النهي هو عن مجرد ترتيبه بالمشط ، لئلا يبدو مبعثرا ، ولكن النهي عن المبالغة بالعناية به كل يوم يحسنه ويزينه ، فهذا تركه أولى والله اعلم
الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006