شبهة من شبه الصوفة : (( هل انتفع المسلمون بسيدنا موسى عليه السلام بتخيف الصلاة عليهم )) ?
السؤال:
لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أرجو من فضيلتكم أن تجيبوننا على هذه الشبهة وفقكم الله قال الصوفي : __________________________________________ " هل انتفع المسلمون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم بسيدنا موسى عليه السلام بعد موته بألف سنة بتخيف الصلاة عليهم من خمسين صلاة إلى خمس أم لا ؟! ا.هـ . " __________________________________________ هو يستدل بهذا الحديث أن الميت يمكن أن ينفع الأحياء وجزاكم الله خيرا
******************
جواب الشيخ:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أولا النبي صلى الله عليه وسلم لم يتوجه إلى موسى عليه السلام في حياته ولم يطلب منه مشورة وهو ميت ـ ولم يدعــه ولا غيره من الأنبياء والمقربين قــط ـ حاشاه صلى الله عليه وسلم وقد بعث بإفراد الله بالعبادة كما بعث كل الأنبياء ـ وإنما حدث أن أشار عليه موسى عليه السلام بتخفيف الصلاة ، في ليلة المعراج عندما جعله الله تعالى يلتقي بأرواح الأنبياء في السموات ، فأشار عليه موسى بأن يطلب من ربه قائلا : " ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف " ـ فرد السؤال إلى الله ، وليس إلى موسى عليه السلام لأن الأمر بيد الله تعالى وحده ـ فسأل نبيّنــا ربه تخفيف الصلاة ، وفي هذا أكبر حجة على أنه لايجوز توجيه الطلب ، وسؤال المدد من الأحياء إلى الأموات ، كما تدعي الصوفية. ----------- ثانيا : كلمة " انتفاع " كلمة مجملة ، وهذه عادة أهل البدع الجنوح إلى الإستدلال بالمجمل من القول كما قال الإمام أحمد . ومعلوم أن الميت قد ينفع الحي كما لو ترك علما نافعا ، أو صدقة جارية ، فليس في إطلاق لفظ الإنتفاع من محذور ، إنما المحذور توجيه العبادة لغير الله تعالى ، ودعاء الأموات ، وسؤالهم جلب النفع ، ودفع الضرر ،والإمداد بالمدد ، كما يقولون : مدد يا حسين ، مدد يا جيلاني .. إلخ فهذا هو الشرك الذي بعث الأنبياء للتحذير منه ، ولهذا ربما يرى الميت روح الحي في المنام فيخبره بشيء نافع ، فليس في هذا أي دليل على جواز ان يتوجه المسلم في عبادته : من دعاء ، او طلب المدد ، أو التوكل ، أو سؤال الرزق ، والنصر ، أو دفع الضرر ،أو جلب النفع من الأموات ------------ ثالثا : ـ كان موسى عليه السلام يشير إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فيرجع نبينا إلى ربه ويتوجه إليه ، ويحتكم إليه ، ويمتثل أمره ، فهذه هي حقيقة التوحيد التي بعث الله تعالى بها الأنبياء ، أن تكون الربوبية ، والعبودية ، والتحاكم إلىالله تعالى وحده . وهذا كما لو رأى الحي في منامه ، روح الميت ، فأخبره الميت أو أمره بأمور ، فالواجب عليه أن يرجع إلى الوحي فيحتكم إليه ، فما وافق الوحي عرف أنه حق ، وما خالفه علم أنه باطل أما أن يتوجه العبد إلى غير الله من الأموات يسالهم ويدعوهم ويتوكل عليهم فهذا هو الشرك عافانا الله تعالى وأياكم منه . والله اعلم