شيخنا الفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبعد كثر الكلام حول أن البلاد الأوروبية هي دار حرب ويجوز سرقتهم والنصب عليهم ويستدلون بالدعم الأوروبي للكيان الصهيوني على البلاد الإسلامية,الرجاء من فضيلتكم أن توضحوا هذه المسألة حتى تعم الفائدة للجميع؟!

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

هذا الخبـــط ، لايقوله عاقل فضلا عمن يفقه شريعة الإسلام ، وهؤلاء الجهال  يريدون تحويل جهاد أمتنا المشرف إلى لصوصية وعصابات قطاع الطرق ! ولكنهم أية حال فئة قليلة متفرقة لاقيمة لها .
وتقسيم الدور إلى دار حرب ودار إسلام ، تابع لحال إعلان جهاد الطلب من الامام القائم بالجهاد ، وفق الشروط الشرعية المرعية ، فلايترتب عليه الأن ما يترتب على ذلك الحال من أحكام ،
 كما ينبغي أن يعلم أن الشعوب الغربيـة لايلـزم أن تتحمل وزر ساساتها ـ مع أن ساستهم أيضا يتفاوتون في الموقف من قضايانا ـ  ففي تلك الشعـوب المعارضون لسياسات تلك الدول ، والمتعاطفون مع قضايانا ، وفيهم من هم خارج دائرة الصراع ، وفي تلك الدول مؤسسات حقوقية تحارب توجهات الزعماء ، وتقدم العون للمضطهدين في بلاد الإسلام ، فكيف يجوز إطلاق القول بأنهـم جميعا أهل حرب ، وتُستحـل أموالهم ، ودماؤهـم ؟!!
  ومعلوم أنه لايجوز استحلال دماء غير المسلمين بغير هدى ، ولا علم ، ولا كتاب منير ، حتى في حالة الحـرب ، فكيف والحال كما أوضحنا ؟!
ومع أن في هذا القـول الذي يجعل القتال ، واستحلال الأمـوال ، بغير ضوابـط  ،  من الضرر العظيم ، والفساد العريض على المسلمين المقيمين في تلك البلاد  ، فإن في هذا التخبط في سياسة جهاد الأمة ضد أعداءها ، ضررا على جميع الأمـة أيضـا ، ونفـعا عظيما لأعداءها ، ولهذا هم يستغلونه لإجهاض الجهاد المشروع ضد الإحتلال في بلاد المسلمين ، وتشويه رسالته ،
 والواجب على الأمة اليوم أن ترجع في توجيه جهادها إلى أهل العلم ، وقادة الرأي ، فتحصـر دائرة الصراع في أرض المعركة ، ويجب أن يمنع تشتيت هذه الدائـرة  ، ففي ذلك من إلحاق الضرر بالإسلام وأهله ما الله به عليم .
والواجب على المسلمين في البلاد غير الإسلامية أن يتخذوا من السبل في الدعوة ، والدفاع عن الإسلام ، ما لايلحـق بهم وبالمسلمين مالاتحمد عقباه.
هذا وقـد سبـق صدور فتوى عن معنى تقسيم الفقهاء الأرض إلى دار الحرب ودار الإسلام ، ونقل كلام العلماء ، بما أغنى عن الإعادة ، وفيها الرد على  جماعة ضالة تكفر عموم المسلمين فيما توهموا أنها دار حـرب !!
والله أعلم

الكاتب: amir rami
التاريخ: 22/05/2008