قول لعمر بن الخطاب رضي الله عنه |
|
السؤال:
****************
جواب الشيخ:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبنيا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :
هذا النقل كـذب تروّجه الرافضة ، فلم يقلها عمر رضي الله عنه ، لكنّها قيلت في حضرة النبيّ صلى الله عليه وسلم ،وهو على فراش موته ، غير منسوبة إلى قائل معيــن ، كما في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما : يوم الخميس وما يوم الخميس اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه فقال ائتوني أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا ما شأنه أهجر استفهموه فذهبوا يردون عليه فقال دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه وأوصاهم بثلاث قال أخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم وسكت عن الثالثة أو قال فنسيتها.
وأحسن ما قيل في توجيه الرواية ماذكره ابن الحجر في فتح الباري عن القرطبي ملخصا: والمراد بــه هنا ما يقع من كلام المريض الذي لا ينتظم ، ولا يعتد بـه لعدم ، ووقوع ذلك من النبيّ صلى الله عليه وسلم مستحيل ، لأنه معصوم في صحته ، ومرضه ، لقوله تعالى : ( وما ينطق عن الهوى ) ولقوله صلى الله عليه وسلم : " إني لا أقول في الغضب والرضا إلا حقا " ، وإذا عرف ذلك ، فإنما قاله من قاله منكرا على من يوقف في امتثال أمره بإحضار الكتف والدواة، فكأنه قال : كيف تتوقف أتظنّ أنـّه كغيره ، يقول الهذيان في مرضه ؟ امتثل أمره ، وأحضره ما طلب ، فإنه لا يقول إلاّ الحق , قال : هذا أحسن الأجوبة , قال : ويحتمل أن بعضهم قال ذلك عن شك عرض له , ولكن يبعده أن لا ينكره الباقون عليه مع كونهم من كبار الصحابة , ولو أنكروه عليه لنُقل , ويحتمل أن يكون الذي قال ذلك صدر عن دهش وحيرة كما أصاب كثيرا منهم عند موته ) والله أعلم