هل الرسول الكريم يعلم بما يجري الآن ؟ |
|
السؤال:
السلام عليكم .. فضيلة الشيخ ... لي سؤال وهو هل الرسول عليه الصلاة والسلام يعلم بما يجري الآن وباوقات سابقة للامة الاسلامية وهل صحيح انه يقابل الناس الصالحين بعد وفاتهم وخاصتا الشهداء ويسالهم عن الدنيا وهذا يجرني الى سؤال اخر كثيرا ما سمعت عنه هل يلتقي الموتى ببعض اي ياتي الاخ لاخوه والصديق لصديقه ليساله عن الدنيا وعن اهله .. وجزاك الله كل خير
*********************
جواب الشيخ:
وعليكم السلام
كلا لايعلم ، ولهذا جاء في الحديث ( ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام) ـ رواه أبو داود وغيره وهو يدل على أنه في الأصل لايعلم من يسلم عليه ، لأنه غائب في حياته البرزخية عما يجري في الدنيا ، فلا يعلم حتى يرد الله تعالى عليه روحه ليرد السلام ، وفي هذا الحديث أيضا دليل على أنه ميت صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى ( إنك ميت وإنهم ميتون ) ولكنه مع ذلك هــو حيّ الحياة البرزخية ، ولما كان فيها لايشعر بما يحدث في الدنيا ، فإنه يحتاج إلى أن يلفت الله تعالى روحه إلى من يسلّم عليه ، وهذا الرد لروحه ليس إحياء بعد موت ، وإنما التفات يناسب حياة البرزخ يحصل به رد السلام ، وقد قال بعض العلماء إنه لما كان أقرب البشر إلى ربه ، كانت روحه في البرزخ مستغرقة في أعلى النعيم ، وأكمل حالات اللذات والسعادة الروحية ، فصارت بهذا المعنى كأنها ميتة عما سوى ذلك ، فلهذا قال ( رد الله علي روحي ) ـ
----------
ويدل على أن الأنبياء بعد وفاتهم لايعلمون ما يجري في الدنيا ما حكاه الله تعالى عن عيسى عليه السلام مع أنه رفع حيا لم يستوف أجله في الدنيا ( وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ * مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) ـ
فإذا كان عيسى عليه السلام الذي رفع حيا ، لم يعلم ما أحدثته النصارى من بعده من الشرك ، فكيف يعلم غيره ممن توفى أجله من أنبياء الله تعالى
-----------------
والانسان عندما يموت قد يلتقي بأرواح الموتى ويسألونه عمن خلفوه في الدنيا ، كما صح في هذا الحديث : ـ
إذا حضر المؤمن أتته ملائكة الرحمة بحريرة بيضاء فيقولون: اخرجي راضية مرضيا عنك، إلى روح الله وريحان، ورب غير غضبان، فتخرج كأطيب ريح المسك، حتى إنه ليناوله بعضهم بعضا، حتى يأتوا به باب السماء فيقولون: ما أطيب هذه الريح التي جاءتكم من الأرض فيأتون به أرواح المؤمنين، فلهم أشد فرحا به من أحدكم بغائبه يقدم عليه فيسألونه، ماذا فعل فلان، ماذا فعل فلان؟ فيقولون: دعوه، فإنه كان في غم الدنيا، فإذا قال: أما أتاكم؟ قالوا: ذهب به إلى أمه الهاوية. وإن الكافر إذا احتضر، أتته ملائكة العذاب بمسح فيقولون: اخرجي ساخطة مسخوطا عليك، إلى عذاب الله عز وجل، فتخرج كأنتن ريح جيفة، حتى يأتون به باب الأرض فيقولون: ما أنتن هذه الريح، حتى يأتوا به أرواح الكفار.ـ
-----------
وفي هذا الحديث ايضا دليل على ان الموتى لايعلمون بما يجري في الحياة الدنيا من بعدهم ، ولهذا يسألون هذه الروح التي جاءتهم ، مع أن الحديث يدل على أن هذا يقع ، ولايقتضي ذلك أنه يقع لكل أحد في كل حال ، فليس في الحديث دلالة على هذا والله أعلم
الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006