ياشيخ نريد جوابا مفصلا وعاجلا عن دور أهل السنة في المشهد اللبناني؟

 

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه وبعد :

أما سؤالك عن المشهد اللبناني ، فهو يحتاج إلى كتابة مفصّلة لعلّها تأتي لاحقا ، وإذ طلبت الجواب على عجالة ، فهذه جملة مختصرة ،
ولايخفى أنه  في الحقيقة صراع بين المشروع الإيراني ممثلا بحزب حسن نصر الصفوي ، وبين المشروع المدعوم غربيا ممثلا بما يسمّى بكتلة الحريـري.
 
والإسلام بلاريب مستهدف من قبل المشروعين ولكنْ خطر المشروع الإيراني أشـدّ ، وألـحّ ، وهـو خطـر قريب ، ومراوغ ، يستغل شعارات زائفة للوصول إلى أبتلاع المشروع الإيراني للبنان برمته ، ثم سيكون أول من يصطلي بناره هم أهل السنة والجماعة ، كما حدث في العراق تماما ، ولم يزل في إيران نفسها .
 
ولهذا الواجب على علماء أهل السنة ودعاتهم أنْ يسعوْا لإفشال المشروع الصفوي الإيراني ـ فتأييده غفلة شديدة وجهل مركـب وسذاجة بالغة ـ لكن من غير تلطيخ أيديهم أيضا في المشروع الغربي بل بسلوك سبيـل متزن يوازن بين الإسهام في إفشال المشروع الإيراني الصفوي ممثلا بحزبه حزب حسن نصـر ،  وبين الحفاظ على المسافة المطلوبة بينهم وبين الإرتماء في أحضان المشروع الغربي الخطير أيضـا،
 
وتقدير الوسائل السياسية الكفيلة بتحقيق هذا التوازن يرجع فيه إلى حنكة رموزهم الدعوية والسياسية .
 
فللعلماء والدعاة دور يليق بمكانتهم التي ينبغي أن لا تلطخ بمواقف سياسية مريبة في وضع حساس كما يجري في لبنان ، ،وللسياسيين دور ، ولعامة أهل السنة كذلك ،
 
 وكلّما صبت هذه الأدوار كلّها في إفشال المشروع الإيراني في اللحظة الراهنة ، فإنّ مواجهة المشروع الأمريكي الصهيوني بعد ذلك ستكون أشدّ يُسرا .
ومعلوم أنّ المسلمين في البيئات التي تختلط فيها الشرور وتتزاحم ،  يصيرون إلى أهونها شرا ، فتُرتكب أهون الأضرار دفعا لإعلاها
 
 وأيضا الواجـب على أهل السنة في لبنان ،  الإستفادةمن الوضع السياسي الحالي لبناء مؤسساتهم ـ لاسيما الدينية ـ  التي تُكرس وجودهم،  وتحمي مشاريعهم الإسلامية  ، ودعاتهم ، وعلماءهم ،
 
 فأهل السنة في لبنان أقوى , وأكثر ، وأحقّ بكثير مما أُعطى لغيرهم ، إبّان الهيمنة السورية على لبنان ،  ولكنْ تضيع عليهم الفرص غالبا ، ويتقاعسون عن الإستفادة منها بطريقة صحيحة، والله المستعان .
 
والله أعلم
 

الكاتب: سائل
التاريخ: 20/01/2007